بعد الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مصياف السورية في ريف حماة كيف يتبلوّر الموقف الروسي من هذه الغارة؟ وكيف ستتأثر الساحة السورية بمدى دخول اسرائيل اليها؟

بيروت: بعد الغارة الاسرائيلية على مصياف السورية في ريف حماة تطرح أسئلة محورية كثيرة وهي الى أيّ مدى ستذهب اسرائيل في تصعيدها العسكري الذي بدأته بمصياف، بحيث يتحدث الكثيرون عن أن إسرائيل بلورت خيارًا مستحدثًا في سوريا، له طابعه السياسي والعسكري والاستراتيجي؟ وهل يؤدي الأمر الى مواجهة إقليمية؟ 

وهل ستحدث إسرائيل المزيد من الإربكات بالنسبة لأي مشروع حل يمكن أن يكون مكتوبًا لسوريا؟ وكيف يتبلوّر الموقف الروسي من الغارة الأخيرة؟ وكيف ستتأثر الساحة السورية بمدى دخول اسرائيل اليها؟

في هذا الصدد يؤكد الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك في حديثه ل"إيلاف" أن اسرائيل تصطاد الفرص، وتحاول استغلال بعض نقاط الضعف، في الجانب العربي، بمعنى الحدود الإسرائيلية السورية، وهذا النوع من التدخل الإسرائيلي العسكري يبقى مريبًا بشكله وتوقيته، من حيث أنه يقدم إيماءة من التواطؤ بين الأفراق المقاتلين في سوريا والجانب الإسرائيلي.

دي ماستورا

ويبقى بالنسبة لمالك مبدأ الغارة بحد ذاته، وهي تأتي في وقت تظهر فيه للمرة الاولى استنادًا لمبعوث الأمم المتحدة الخاص بالأزمة السورية ستافان دي ماستورا أن الحرب السورية توشك على نهايتها أو أنها في فصل بداية نهاية الحرب في سوريا، وجاء توقيت الغارة في نهاية الحرب في سوريا، يضاف الى ذلك كان دي ماستورا واضحًا في قوله للمعارضة عليكم ان تقتنعوا أنه ليس بإمكانكم الفوز في هذه المعركة، والمعارضة لن تقدم بديلاً قادرًا ان يتولى القيادة في سوريا، بعد نظام الأسد.

اصطياد الفرص

ويلفت مالك أن هذا الأمر يؤكد أن إسرائيل تصطاد الفرص وتحاول النفاذ من هذه الجبهة او تلك إلى الجانب العربي، والذي يجب ألا يفسح في المجال أمام المزيد من التدخلات الإسرائيلية، ليس عن طريق خوض مواجهات عسكرية، لأن الأجواء غير ملائمة لذلك، لكن عبر عدم إعطاء أي فرصة لإسرائيل أن تقتحم سواء الأجواء اللبنانية، التي استعملتها لغارتها الأخيرة، أو أي أجواء عربية أخرى.

ويضيف مالك ان الغارة الإسرائيلية الأخيرة أشاعت نوعًا من البلبلة في الوقت الحاضر ولا تنطوي على تحرك جذري بالمقابل ولن تحدث تغيرًا نوعيًا في طبيعة الأزمة السورية.

ويؤكد مالك أنه علينا أن نتابع الاشهر المقبلة والمسيرة في الداخل السوري، وإذا ما كانت إسرائيل ستحدث المزيد من الإربكات بالنسبة لأي مشروع حل يمكن أن يكون مكتوبًا لسوريا.

حزب الله

هل نشهد ردة فعل من حزب الله أو سوريا كون استهداف الغارة لأسلحة كانت ستتوجه الى حزب الله؟ يرى مالك أن حزب الله بحكم ارتباطه بالجبهة في الداخل السوري يتعرض الآن لاستهداف من أكثر من جهة، ويبقى هناك معطيات إقليمية ودولية تشير الى المعطى التالي وهو أن هناك اتجاه لتأمين انسحاب لحزب الله المشارك في القتال في سوريا، وذلك لن يحدث إلا إذا سُجل انحسار واضح في العمليات العسكرية في الداخل السوري.

ويبقى ضرورة تحصين الساحة اللبنانية من أي تأثيرات إقليمية ودولية قد تنشأ عن التحول في مسار الحرب في سوريا، قد تنتهي الحرب العسكرية لتبدأ الحرب الأخيرة أي حرب الحل والسلام.

روسيا

عن مدى تفاعل روسيا مع الغارة الأخيرة خصوصًا أنها كانت على مسافة قريبة من القاعدة الروسية؟ 

يرى مالك أن العامل الروسي يبقى مهمًا جدًا، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو كان في روسيا أخيرًا واجتمع مطولاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحمل الإجتماع بعض التفاهم والكثير من الإختلاف، ربما يدور في خلد نتانياهو من وجه نظره التعاطي بشكل مستفز مع روسيا ووجودها العسكري في سوريا، وإسرائيل لم تحارب سوريا فقط من خلال الغارة الأخيرة بل تتوجه أيضًا إلى روسيا، ووجودها في سوريا، ما يؤكد أن الحرب في سوريا تبقى "كونية" نظرًا لتعدد الجهات المتقاتلة فيها.