أصرت الولايات المتحدة على موقفها من الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، على الرغم من تقارير تحدثت عن تخفيف واشنطن من حدة موقفها.
وقد قال مسؤولون قابلوا ممثلا عن البيت الأبيض، السبت، إن الولايات المتحدة إما ستبقى عضويتها في الاتفاقية أو ستغير موقفها.
لكن البيت الأبيض قال إنه "لا تغيرا" يطرأ على موقف الولايات المتحدة "ما لم نتمكن من الدخول مجددا بشروط أكثر ملائمة لبلادنا".
وفي يونيو/ حزيران، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه يريد صفقة جديدة "عادلة" للولايات المتحدة.
وأَضاف أن من المهم التوصل إلى صفقة جديدة لا تعيق أنشطة الشركات الأمريكية، لكن معارضين يقولون إن انسحاب واشنطن من الاتفاقية بمثابة تنصل للقيادة الأمريكية من تحد عالمي كبير.
وتلزم اتفاقية باريس الولايات المتحدة و187 دولة أخرى بالإبقاء على درجات الحرارة العالمية المتزايدة عند مستوى أقل بكثير من درجتين مئويتين و"تسعى للحد" من أكثر من ذلك لتصل إلى 1.5 درجة مئوية.
وقد وقع معظم دول العالم على الاتفاقية باستثناء سوريا ونيكاراغو.
ووصف ترامب، في تصريحات له في البيت الأبيض، إن اتفاقية باريس للمناخ تعتبر صفقة هدفها عرقلة وإعاقة وإضعاف الولايات المتحدة.
وقال إن الاتفاقية ستكلف بلاده خسارة 6.5 ملايين وظيفة وخسارة في إجمالي الناتج المحلي بنحو 3 تريليونات دولار، بينما عوملت الاقتصاديات المنافسة من أمثال الصين والهند بطريقة أكثر ملائمة من الولايات المتحدة.
وأَضاف: "من أجل الوفاء بأداء واجبي الوحيد لحماية أمريكا ومواطنيها، فإن الولايات المتحدة ستواصل انسحابها من اتفاق باريس المناخ... لكن ستبدأ مفاوضات لإعادة الدخول سواء لاتفاق باريس أو التوصل لصفقة جديدة تماما وفقا لشروط عادلة بالنسبة للولايات المتحدة."
وخلال زيارته إلى فرنسا، في يوليو/ تموز الماضي، لمح ترامب إلى أن واشنطن ربما تغير موقفها بخصوص الاتفاقية، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.
وتابع: "شيئ ما قد يحدث بشأن اتفاق باريس... سنرى ما يحدث".
ويوم السبت، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن ميغيل أرياس كانيتي، مفوض الطاقة في البرلمان الأوروبي، قوله إن مسؤولي إدارة ترامب قالوا إن الولايات المتحدة "لن تنسحب من اتفاق باريس، ونحن سنعرض صفقة لإعادة الدخول في الاتفاق الدولي لمكافحة التغير المناخي".
وقالت الصحيفة إن التحول في موقف واشنطن جاء خلال اجتماع لوزراء البيئة من نحو 30 دولة شاركت في مؤتمر بمدينة مونتريال الكندية.
وشهد المؤتمر مشاركة مندوب الولايات المتحدة بصفة مراقب.
وأضاف كانيتي أن الولايات المتحدة "قالت إنها لن تعيد التفاوض بشأن اتفاق باريس، لكنها ستحاول مراجعة الشروط التي يمكن من خلالها الانضواء تحت هذا الاتفاق".
ومضى قائلا إنها "رسالة تختلف إلى حد كبير عن الرسالة التي سمعناها من الرئيس دونالد ترامب في السابق".
في الوقت ذاته، علق وزير البيئة التشيلي، مارسيلو مينا، في حسابه على تويتر قائلا: "كنت في الاجتماع، ولم يغلق المفاوض (الأمريكي) الباب أمام الاستمرار في الاتفاق، واستبعد البحث عن اتفاق جديد".
لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هوكابي ساندرز، قالت في بيان لها في وقت لاحق السبت إنه "ليس ثمة أي تغيير في موقف الولايات المتحدة من اتفاق باريس".
وأضافت "كما أوضح الرئيس بشكل جلي، فإن الولايات المتحدة تواصل انسحابها ما لم نتمكن من الدخول مجددا بشروط أكثر مواتية أكثر بالنسبة لبلدنا".
التعليقات