الرباط: قال حميد شباط أمين عام حزب الاستقلال المغربي، إن حزبه تعرض في أواخر 2015 التي شهدت تنظيم الانتخابات الجماعية (البلدية والجهوية ) ل"محاولة المس باستقراره"، مجددا دعوته للأحزاب السياسية للدفاع عن استقلالية القرار ، ورفض تدخل الدولة في شؤونها.

واعتبر شباط أن حصول حزب الاستقلال على الرتبة الأولى في انتخابات مجلس المستشارين( الغرفة الثانية بالبرلمان )سنة 2015، "أثار حفيظة من يرسمون الخريطة السياسية فقرروا معاقبتنا على ذلك الإنجاز"، في إشارة إلى النتائج المخيبة التي حققها في الانتخابات التشريعية السابقة.

وذكر شباط في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السابع عشر الذي انطلقت أشغاله مساء اليوم الجمعة بالرباط أمام المئات من مؤتمري حزب الاستقلال،"لقد تعرض الحزب لمحاولة المس باستقراره نهاية سنة 2015 ونحن في عز المواجهة مع الحزب الأغلبي الذي يتمثل في أجهزة وزارتنا سامحها الله"، وذلك في إشارة إلى وزارة الداخلية التي ظل يتهمها شباط بمعاداة حزبه طيلة الأشهر الماضية.

ومضى شباط موضحا أن حزب الاستقلال لم يعتبر "ما تعرض له هزة ولكن مناسبة وحدت صفوف الحزب في اللقاء التاريخي ل 11 يناير 2016 بالقاعة الكبرى بمقر الحزب، والذي جمع مجموعة من الإخوة والأخوات الذين فرقتهم الظروف، ولكن ظلوا يشتغلون من أجل الحفاظ على ثوابت ومبادئ الحزب تحت رئاسة الراحلين المرحومين محمد بوستة وعبد الكريم غلاب، بالإضافة إلى محمد الدويري أعضاء لجنة الرئاسة بالحزب".

ولم يفوت شباط الفرصة دون توجيه الرسائل السياسية في كل الاتجاهات، حينما تحدث عن الفترة ما بعد الانتخابات التشريعية ل 7 أكتوبر الماضي، حيث قال: "عشنا مرحلة خطيرة في تاريخ المغرب ومرحلة لم يكن أحد منا يرغب فيها"، وأضاف "قررنا في حزب الاستقلال قيادة وقواعد من دون تحفظ المشاركة في الحكومة لما جرى تعيين الأستاذ عبد الإله ابن كيران رئيسا مكلفا تشكيلها، وهذا قرار سيادي للحزب.. لكن ما حدث كان مؤلما وهذا الموضوع سيناقش بجدية داخل أشغال المؤتمر"، وذلك في إشارة إلى الفيتو الذي رفع في وجه مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة ، والذي كان من ضمن الأسباب التي أدت إلى إعفاء ابن كيران من تشكيلها.

وشدد شباط على أن حزب الاستقلال سيظل وفيا للديمقراطية والدفاع عنها، وقال: "سنظل أوفياء للخط الديمقراطي الوطني ونريد أن تكون استقلالية القرار السياسي عند كل الأحزاب السياسية المغربية"، وزاد قائلا "كل الأحزاب يجب أن تدافع عن استقلالية القرار السياسي .. كفى من التدخلات ونريد العيش بكرامة في أحزابنا السياسية".

وزاد متسائلا: "إذا كانت "الحكرة" تمارس على القيادات السياسية، كيف سيرى الشعب نفسه؟ وهذه رسالة أوجهها إلى من يهمه الأمر، لمن يحمل (الريمونت كونترول)"، وذلك في كلام مباشر وجهه شباط إلى الجهة التي يتهمها بالتحكم في الأحزاب والشأن السياسي دون أن يذكرها بالاسم.

واعتبر شباط في كلمته التي وصفت ب" القوية"، بأن المغرب يعيش "لحظة دقيقة سواء على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي"، مؤكدا أن حزب الاستقلال "يدعو إلى عمل وطني مشترك ليس له سقف سوى سقف الوطن".

وأشار شباط إلى أن تنظيم المؤتمر تحت شعار: "تجديد التعاقد من أجل الوطن"، يعكس العرض السياسي لحزب الاستقلال ويخاطب كل القوى الوطنية التي تنتمي لأفق مغرب الحرية والكرامة والديمقراطية، لافتا الى أن تجديد التعاقد يشمل "كافة الفاعلين في الساحة الوطنية ويستدعي قراءة موضوعية ونزيهة لحجم التراكمات التي تحققت".

وأفاد شباط بأن المغرب قطع "أشواطا مهمة على طريق الإصلاح رغم التعثرات ومطبات الطريق"، مشددا على ضرورة التحلي بالشجاعة و"الإقرار بكل مسؤولية بأن هناك إخفاقات وخيبات لا تليق بحجم التضحيات الجماعية التي قدمتها البلاد"، واضاف أن هذا الأمر يستدعي "نقدا ذاتيا يفرض على كل القوى الحية بالبلاد تجديد التعاقد الجماعي من أجل الوطن الذي يجب أن يبقى دائما فوق الحسابات الشخصية والسياسوية والانتخابية".

وعرفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني السابع عشر لحزب الاستقلال حضور عبد الإله ابن كيران رئيسا للحكومة السابق وأمين عام حزب العدالة والتنمية، ونبيل بنعبد الله أمين عام حزب التقدم والاشتراكيةه.، بالإضافة إلى حبيب بلكوش أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة بالنيابة، ومحمد اليازغي، القيادي في . حزب الاتحاد الاشتراكي، وعدد من الوجوه السياسية الأخرى.

ويواصل المؤتمر أشغاله إلى غاية الأحد، والذي يرتقب أن يشهد منافسة بين حميد شباط ونزار بركة المرشحين على منصب الأمين العام للحزب خلال المرحلة القادمة، حيث تصب كل التوقعات لصالح بركة للفوز بقيادة الحزب الأكثر عراقة بالمغرب، والذي يحظى بدعم قطاع واسع من قيادات الحزب وأطره.

...