إيلاف من لندن: أعلن في بغداد اليوم عن تسجيل اعترافات ثمانية عناصر من عائلة واحدة ينتمون إلى تنظيم داعش اشتركوا في عملية اعدام 370 مدنيًا وعسكريًا في منطقة حمام العليل جنوب الموصل.

فقد صدقت محكمة تحقيق حمام العليل التابعة إلى رئاسة محكمة استئناف نينوى الاتحادية اعترافات ثمانية عناصر من تنظيم داعش اشتركوا بما يسمى مجزرة "الخسفة" ونفذوا عملية إعدام 370 مواطناً من المدنيين ومنتسبي القوات الأمنية.&

وقال القاضي عبد الستار بيرقدار المتحدث الرسمي باسم مجلس القضاء الأعلى في بيان صحافي الاربعاء تابعته "إيلاف"، إن "القوات الامنية ألقت القبض على الارهابيين الثمانية وهم من عائلة واحدة تولوا قيادة أعمال التنظيم في جنوب الموصل" دون تحديد موعد اعتقالهم او تاريخ ارتكابهم لمجزرتهم التي يعتقد انها كانت في&اكتوبر عام 2016.

وأضاف بيرقدار ان "المتهمين اعترفوا باشتراكهم في ارتكاب مجزرة "الخسفة" بإلقاء منتسبي القوات الامنية والمدنيين في حفرة كبيرة وعميقة في منطقة حمام العليل".&

وأشار المتحدث الرسمي إلى أنّ المتهمين "شاركوا في اعدام 370 مدنياً ومنتسباً من القوات الامنية واعتقال 400 شخص من أهالي الموصل".. موضحا أن "المتهمين اعترفوا بارتكابهم جرائم عديدة وتم تصديق اعترافاتهم قضائياً واتخاذ جميع الإجراءات بحقهم وفقاً لأحكام المادة 4 /1 من قانون مكافحة الإرهاب".

هيومن رايتس ووتش توثق الجريمة

وفي 17 نوفمبر عام 2016، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية إن تنظيم داعش قام بقتل أكثر من 300 شرطي عراقي قبل ثلاثة اسابيع ودفنهم في مقبرة جماعية قرب ناحية حمام العليل جنوب&الموصل.

وقالت المنظمة الدولية في بيان ان "عناصر داعش فصلوا بعض رجال الشرطة عن مجموعة تضم نحو 2000 شخص من قرى وبلدات مجاورة ثم أجبروهم على السير معهم أثناء تقهقرهم شمالا إلى الموصل وتلعفر".&

وأشارت إلى أنّه "نقلا عن عامل في محافظة الموصل إنه شاهد عناصر داعش وهم يقودون أربع شاحنات ضخمة على متنها ما يتراوح بين 100 و125 رجلا، بعضهم من رجال الشرطة مرورًا بكلية للزراعة قرب الموقع الذي تم اكتشاف المقبرة الجماعية للضحايا فيه".

ومن جهتهم، قال صحافيون زاروا موقع المقبرة ونقلوا عن سكان قولهم إن عناصر داعش دفنوا الضحايا بعد إطلاق النار عليهم أو قطع رؤوسهم.. واوضحوا انهم يعتقدون ان عدد المقتولين يصل إلى اكثر من &200 شخص في الأسابيع التي سبقت انسحاب داعش من الناحية".

بدوره، قال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش" جو ستورك إن "هذا دليل آخر على القتل الجماعي المروع الذي يواجهه رجال إنفاذ القانون السابقون على يد داعش في الموصل ومحيطها". وشدد بالقول "يجب محاسبة داعش على هذه الجرائم ضد الإنسانية".

وكانت القوات العراقية قد استعادت بالكامل ناحية حمام العليل من مسلحي تنظيم داعش في الخامس من&نوفمبر عام 2016 خلال تقدمها لتحرير مدينة الموصل فيما اتهمت الأمم المتحدة بدورها التنظيم بخطف المدنيين وإجبار الصبية على الالتحاق بصفوفه.

وكان عناصر داعش داخل&ناحية حمام العليل التي يقطنها حوالي 20 الف نسمة قد استخدموا مئات المدنيين المتبقين فيها دروعاً بشرية حيث أرغموا الآلاف على السير معهم لدى تقهقرهم شمالا نحو الموصل.

من جانبها، أشارت الأمم المتحدة إلى أنّ عناصر داعش اصطحبوا 1600 مدني اختطفوهم من حمام العليل إلى مدينة تلعفر غرب&الموصل وأخذوا 150أسرة أخرى من تلعفر إلى الموصل في اليوم التالي. وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان "رافينا شامداساني" إن داعش أمر السكان بتسليم الصبية الذين تزيد أعمارهم عن تسع سنوات لتجنيدهم في صفوفه.&