لندن: مع بدء تتفيذ العقوبات الأميركية ضد إيران غدًا الاثنين تترقب السلطات بقلق موقف الشارع الذي يشهد احتجاجات شعبية دخلت يومها السادس مصحوبة بشعارات تنادي باسقاط النظام خاصة مع استرارها في العديد من المدن خلال الساعات الاخيرة.

واكدت مصادر إيرانية ان السلطات اتخذت اجراءات امنية مشددة في العاصمة والمدن الكبرى وسط مخاوف من اندلاع اعمال عنف وموجهات مع القوات الحكومية بالترافق مع بدء تنفيذ العقوبات الأميركية ضد إيران غدا الاثنين والتي يتوقع ان توجه ضربة جديدة للعملة الإيرانية المتهاوية اصلا مع مايتبعها من ارتفاع للاسعار وسوء الاوضاع الاقتصادية.

وأبلغ مصدر إيراني "إيلاف" الأحد أن التقارير الواردة من داخل البلاد تؤكد تنسيقا بين المحتجين في مختلف المدن لتصعيد الاحتجاجات بدءا من يوم غد وتجاوز المطالب بتحسين الاوضاع الحياتية إلى اسقاط النظام باعتباره الحل الوحيد لانقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي.

وأوضح أن إيرانيين يتبادلون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لتوسيع الاحتجاجات خاصة مع العجز الحكومي عن تقديم اي حلول اومعالجات لاوضاع البلاد المتردية في مختلف المجالات وهو ما جعل المواطن الإيراني هو ما يدفع ثمن انهيار العملة المحلية أمام الدولار. ولذلك بطالب المحتجون الحكومة بإيجاد حلول لهذه الأزمات والتعامل مع الفساد الذي ارتفعت مستوياته مع سيطرة قادة النظام ومؤسساته الامنية وخاصة الحرس الثوري على مرافق الاقتصاد ونشاطاته لصالح اهداف النظام التوسعية والارهابية خاصة في دول المنطقة.&

تصاعد احتجاجات الانتفاضة الثالثة خلال 8 أشهر

وقال حسين داعي الإسلام عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في تصريح صحفي لـ"إيلاف" اليوم ان انتفاضة الشعب الإيراني هذه هي الثالثة خلال ثمانية اشهر موضحا انه في الثالث من الشهر الحالي اشتعلت نار الانتفاضة في ١3 مدينة إيرانية على الأقل: شيراز، كرج، طهران، همايونشهر، اراك، اهواز، قهدريجان، مشهد، نجف اباد، وقرجك ورامين واشتهارد ضمن الجولة الثالثة للحراك الشعبي.&

وأوضح أن الجولة الأولى من انتفاضة الشعب كانت في 29 ديسمبر 2017 من مدينة مشهد وتوسعت بسرعة إلى قرابة 140 مدينة إيرانية فيما بدأت الجولة الثانية للانتفاضة في 28 مارس اذار 2018 مع تصاعد احتجاجات العرب الأهوازيين في جنوب غرب البلاد واستمرت حتى اواخر شهر يونيو حزيران 2018 مع احتجاجات المزارعين بمدينة اصفهان وأهالي مدينة كازرون والإضراب العام لسائقي الشاحنات الثقيلة ومظاهرات المعلمين في نفس الوقت أيضا.

وأضاف أن الجولة الثالثة للانتفاضة بدأت في ٣١ يوليو الماضي مع تفجر الاحتجاجات في مدينة أصفهان قبل هذا التاريخ أي في أول شهر يوليو كان قد أضرب سائقو الشاحنات الثقيلة في جميع أنحاء البلاد وكذلك كان حال الأسواق المختلفة في طهران والمدن الإيرانية العديدة.

ولاحظ داعي الإسلام أن الجولة الثالثة الحلية للاحتجاجات الشعبية المندلعة منذ خمسة ايام قد أظهرت تغيرا نوعيا مقارنة بالاحتجاجات السابقة حيث انها كانت عامة حيث تحولت مدن شابور وأصفهان واشتهارد كرج إلى ساحة معركة اشعل فيها الأهالي اطارات السيارات على طول الشوارع كل مئة متر بحيث غطى الدخان قسما واسعا من سماء هذه المناطق ما ارغم القوات الامنية هناك على التراجع امام المحتجين الغاضبين.&

وأشار إلى أنّ الشعارات التي يطلقها المحتجون حاليا تتجاوز المطالب الشعبية والاقتصادية إلى الدعوة لاسقاط النظام حيث انهم يرددون "الموت لخامنئي" و "الموت لمبدأ ولاية الفقيه" و"هذا الشهر هو شهر الدم، الملالي ساقطون".. "لأيقتل الملالي، لا تنفعهم الدبابة والمدفع". وبين أن الاحتجاجات هذه تشهد مشاركة مميزة للنساء في العديد من المدن مثل شيراز وكرج وفي بعض الحالات فأن النساء هن من يتحكمن بالشعارات الثورية.&

يشار إلى أنّ تصاعد الاحتجاجات إلى مراحل خطيرة تهدد وجود النظام برمته قد ارغمت نوابا على اجبار الرئيس الإيراني حسن روحاني على الاستجابة إلى طلب مساءلته خلال ايام عن اسباب العجز في معالجة ازمة انهيار العملية المحلية والاوضاع الاقتصادية .

&
&

&


&