إيلاف: قال معارض سوري إن الانتهاكات المتكررة التي يرتكبها النظام بحق المدنيين في المناطق التي تعرّضت لفرض تسويات قسرية، تؤكد زيف الإدعاءات الروسية حول تقديم ضمانات إلى المعارضة السورية واللاجئين للعودة إلى البلاد، معتبرًا أن تلك الضمانات لا قيمة لها ولا وزن، طالما استمر القتل والاعتقال.

وأكد أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني رياض الحسن "أن تكرار الانتهاكات بحق المدنيين من قبل النظام بعد سيطرته على مناطق جديدة، يكشف جانبًا مظلمًا للدور الذي تلعبه روسيا، وقدرتها على ضبط قوات النظام والميليشيات المنفلتة الأخرى".

أضاف الحسن، في تصريح تلقت "إيلاف" نسخة منه، إن "الشعب السوري لديه تجارب سيئة مع النظام، الذي يخلف بوعوده، وينتقم من معارضيه". وأشار إلى أنه "لا أحد لديه الثقة بنظام الأسد، لكن موسكو تقوم منذ تدخلها العسكري بالإيحاء إلى المجتمع الدولي بأنها تسيطر على مجريات الأمور هناك.. وأثبتت الوقائع أنها ليست كذلك".

واعتبر الحسن أن "النظام يماطل ويلعب على عامل الوقت، وسيرفض في المستقبل جميع المطالب الروسية، وهو ما قد يعرّض العملية السياسية للانهيار بشكل كامل، إضافة إلى ذلك سيعرّض أرواح الملايين من السوريين لخطر القتل أو التعذيب والاعتقال".

وأكدت وسائل الإعلام المعارضة أن النظام اعتقل خمسة شباب من منطقة الغنطو في ريف حمص الشمالي، وذلك بعد أيام قليلة من الكشف عن قتل العميد الطبيب معتز حتيتاني على يد قوات النظام، والذي كان قد خرج من الممرات الآمنة التي أنشأتها موسكو في الغوطة الشرقية.

كما حصلت حالات اعتقال مشابهة لعشرات الشباب في مدينة "داعل" في ريف درعا ومنطقة اللجاة، إضافة إلى أعمال سرقة ونهب للبيوت، وأكد ناشطون أن الأهالي يخشون أن يقوم النظام بأعمال انتقامية بحقهم.

مجازر&
فيما قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنها قامت بتسجيل نطاق واسع من الانتهاكات التي ترتكب يوميًا بحق الشَّعب السوري كالقتل، والإخفاء القسري، والاعتقال التَّعسفي، والدَّمار، والقصف العشوائي، والتَّعذيب. واستعرَضت عبر مئات التَّقارير والأبحاث أبرز ما سجَّلته من انتهاكات ارتكبتها أطراف النِّزاع.

وفِي تقرير جديد أعدته الشبكة السورية لحقوق الإنسان أكدت أن "النظام السوري وميليشياته كانوا في بداية الحراك الشعبي الطرفَ الوحيد المرتكبَ للانتهاكات، ولا يزال حتى الآن المرتكبَ الرئيس وصاحب الحصيلة الأكبر منها، ومن ثم تدخلت وبشكل تدريجي جهات عديدة كالمعارضة المسلحة، والتنظيمات الإسلامية المتشددة، وقوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وقوات التَّحالف الدَّولي، والقوات الروسية".

وقالت الشبكة في التقرير الموسع الذي، تلقت "إيلاف" نسخة منه، إنه شَهِدَ العامان الأولان من الحراك الشَّعبي النسبةَ الأعلى من مجازر التَّطهير الطائفي والعرقي، وكان النِّظام السوري وميليشياته الموالية المسؤولَ الأكبر عن هذه المجازر، وبعد منتصف عام 2013 برزَ سلاح الطيران بشكل مُكثَّف، الذي استخدمته قوات النظام السوري وقوات التحالف الدولي والقوات الروسية في ما بعد؛ وقد تسبَّب الاستخدام الواسع للقصف الجوي بتضاعف أعداد الضَّحايا ودمار كبير في البنى التَّحتية، ولم يعد يمرُّ يوم من دون ارتكاب مجزرة أو اثنتين على الأقل.

واستخدم النِّظام السوري في قصف المناطق الخارجة عن سيطرته أسلحة ارتجالية كالبراميل المتفجرة، في حين أنَّ القوات الروسية استخدمت أسلحة أكثر فتكًا، وتوسَّعت في استخدام صواريخ خارقة للخرسانة، وأسلحة حارقة، وذخائر عنقودية.

وسجلت المنظمة عشرات المجازر التي ارتكبتها التنظيمات الإسلامية المتشددة، وفصائل في المعارضة المسلحة، كما قالت إنَّها رصدت" المجازر التي ارتكبتها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة جويًا من قبل قوات التحالف الدَّولي، حيث سجَّلت تصاعدًا ملحوظًا في وتيرة ما قالت إنها "المجازر المرتكبة من قبل قوات الحلف (التحالف الدولي – قوات سوريا الديمقراطية) منذ نهاية عام 2016".

الهجوم على إدلب&
هذا وكشف تقرير لمجموعة وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أنه في حال شن النظام السوري هجومًا على المعارضة في محافظة إدلب (شمال) فقد يتشرد نحو 700 ألف شخص، أي أكثر بكثير ممن تشردوا في معارك درعا (جنوب) بالآونة الأخيرة.

جاء في تقرير شهري تنشره مجموعة من وكالات الإغاثة المعنية بالصحة، وفي مقدمتها الصحة العالمية، أن عمال الإغاثة يتأهبون لمعركة إدلب، مضيفًا "من المتوقع أن يسفر تصاعد الأعمال العدائية في الشمال الغربي خلال الفترة المقبلة عن تشريد بين 250 ألفًا و700 ألف شخص في إدلب والمناطق المحيطة".&

وأوضح أنه ستنتج من ذلك حاجة متزايدة إلى المساعدات الإنسانية للمعرّضين للخطر الجدد والمجتمعات المضيفة، خاصة خدمات الطوارئ الصحية منذ انطلاق الحراك الشعبي نحو الديمقراطية في سوريا في مارس من العام 2011.