نصر المجالي: مع تصعيد في الحرب الكلامية وحرب الجواسيس، وتحميل بريطانيا الرئيس الروسي مسؤولية محاولة اغتيال سكريبال، رد الكرملين بأن مزاعم لندن حول تورط قيادة روسيا العليا والسلطات الروسية بشكل عام في "قضية سكريبال" غير مقبولة. وستبلغ لندن مجلس الأمن الدولي عن تداعيات القضية&بالتفصيل.

وأعلن السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أن الكرملين يرفض الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أحداث سالزبوري ويعتبر أن&التأكيدات عن تورط القيادة الروسية في قضية سكريبال أمر&غير مقبول ومرفوض.

وقال بيسكوف: "روسيا لا علاقة لها بأحداث سالزبوري. وغير متورطة بأي شكل من الأشكال. بالنسبة لنا، أي اتهامات ضد القيادة الروسية أمر غير مقبول. بالأمس، تحدثت السيدة ماي حول احتمال تورط القيادة الروسية العليا. نؤكد من جديد أن القيادة العليا لروسيا والقيادة ذات الرتبة الأدنى وأي مسؤول رسمي روسي&لا علاقة لهم بالأحداث التي وقعت في سالزبوري. هذا أمر لا يمكن حتى التحدث به، وأي افتراضات أو اتهامات أمر غير مقبول".

وأعلن السكرتير الصحفي أن الكرملين يأسف لأن لندن لا ترى أهمية في التعاون مع موسكو في قضية "سكريبال". وقال معلقا على تصريحات لندن بأنها لا تجد جدوى في إرسال طلبات إلى روسيا في قضية سكريبال:"لقد أشرتم ببلاغة إلى الموقف الذي تتخذه لندن. الموقف هو عدم وجود جدوى، وهذه هي العبارة الرئيسية. وإذا لم يروا جدوى، فعندئذ لا يسعنا إلا أن نأسف".

مؤلفون جيدون

من جهته، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أصحاب نظرية تسميم ضابط المخابرات الروسية السابق سيرغي سكريبال في لندن، المدان في روسيا بتهمة الخيانة، وابنته يوليا، بـ"المؤلفين الجيدين"، وقال مازحا إنهم يؤخذون أفكارهم من الإنترنت.

ورد لافروف على سؤال حول ما إذا كان أصحاب نظرية تسميم سكريبال، مؤلفين، قائلا: "نعم".

وأضاف لافروف مازحا أن مؤلفي نظرية تسميم سكريبال يأخذون أفكارهم من الإنترنت، إذ قال "من أين كل ذلك، من الإنترنت".

وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أعلنت يوم الأربعاء، أن روسيا طالبت السفير البريطاني بتقديم بصمات أصابع المشتبه بهما&في قضية سالزبوري.

وأوضحت زاخاروفا في تعليق نشر على موقع وزارة الخارجية أن الجانب البريطاني كان من المفترض أن حصل على بصمات الأصابع خلال تقدمهما&للحصول على تأشيرة دخول إلى بريطانيا، إذا كانا يحملان جنسية روسيا.

وتابعت: "السفير البريطاني أكد أن الجانب البريطاني لن يقدم أي مواد"، مشيرة إلى أن الجانب البريطاني "رفض تقديم أية معلومات حول القضية، سواء أرقام جوازات السفر، أو بيانات الاستمارة…".

وأشارت إلى أن موسكو تأمل بأن الإنتربول سيقدم معطيات حول المشتبه بهما في قضية سكريبال".

تصريح والاس

وفي لندن، قال وزير الدولة البريطاني للشؤون الأمنية، بن والاس، إنه ينبغي على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تحمل المسؤولية عن محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق، وفي حديثه لبرنامج "اليوم" عبر راديو 4 في بي بي سي، قال والاس "في نهاية المطاف" الرئيس الروسي هو وراء تلك العملية.

وكان سكريبال، البالغ من العمر 66 عاما، قد تعرض وابنته يوليا، 33 عاما، لمحاولة تسميم بعنصر نوفيتشوك، في مدينة سالزبوري البريطانية في مارس الماضي.

كما توفيت في شهر يوليو الماضي دون سترجيس، 44 عاما، بعد تسممها بنفس العنصر السام، الذي يستهدف الأعصاب، في مدينة أميسبوري القريبة من سالزبوري. وكان شريكها تشارلي رولي، 45 عاما، قد تسمم أيضا في 30 يونيو، وما زال في حالة حرجة في المستشفى. وتعتقد الشرطة أن الحادثتين مرتبطان ببعضهما.

مجلس الأمن

وحسب تقرير لـ(بي بي سي) فإنه من المقرر أن يُطلع مسؤولون بريطانيون مجلس الأمن الدولي على اشتباههم برجلين يرجح أنهما منفذا الهجوم. ويقول ممثلو الادعاء إن هناك أدلة كافية لتوجيه الاتهام للرجلين، اللذين قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إنهما ضابطان في جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي "جي آر يو".

وقال والاس إن حكومة بوتين "تحكم وتمول وتدير جهاز المخابرات العسكرية "، مضيفا أنه لا يمكن لأحد أن يقول إن الزعيم الروسي "لا يُحكم السيطرة على دولته".
وكانت رئيسة الحكومة تيريزا ماي قالت في خطاب أمام مجلس العموم، يوم الأربعاء، إن محاولة الاغتيال "ليست من صنيع فريق مارق" وأنه "شبه مؤكد" أنها نُفذت بعد الموافقة عليها من قبل أرفع المستويات في الدولة الروسية.

ودعت بريطانيا إلى اجتماع لمجلس الأمن الدولي يوم الخميس بعد يوم من إطلاع ماي البرلمانيين البريطانيين على المشتبه بهما. وقالت ماي إن بريطانيا ستضغط من أجل أن يوافق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات جديدة ضد روسيا.
وقال والاس إن على المملكة المتحدة استخدام الاجتماع "للاستمرار في الضغط، لنبين أن هذا السلوك الروسي غير مقبول على الإطلاق". لكن موسكو تنفي أي تورط في الهجوم.&

وقال يوري أوشاكوف، مستشار السياسة الخارجية لبوتين، إن إسمي&المشتبه بهما الروسيين "لا يعنيان&لي شيئا".