اعتقلت السلطات الإيرانية أكثر من ألف شخص منذ بدء الاحتجاجات ضد الحكومة نهاية الشهر الماضي، بينهم 90 طالبا جامعيا، حسب ما أعلنه نائب إصلاحي بالبرلمان الإيراني.
وقال محمود صادقي، لوكالة الطلبة الإيرانية، إن العديد من الطلاب المعتقلين لم يشاركوا في المظاهرات الاحتجاجية.
واعترف النائب صادقي بعدم توفر الكثير من المعلومات حول 10 طلاب على الأقل من بين 90 طالبا معتقلا.
وقال لوكالة الأنباء شبه الرسمية إيرنا، إن 58 طالبا معتقلا من جامعات في طهران والبقية من جامعات في مدن أخرى، وأكد اعتقال الكثير منهم في منازلهم.
وأوضح نائب أخر فريد موسوي، أن الاعتقالات إجراء وقائي وسيفرج عنهم قريبا.
ولقي أكثر من 20 شخصا مصرعهم حتى الآن جراء الاحتجاجات التي انتشرت في جميع أرجاء إيران بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.
وأعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، منظمة عسكرية تتبع المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي، الأربعاء الماضي، هزيمة ما قال إنها "فتنة" في البلاد.
في الصحف العربية: تأثير احتجاجات إيران على "التوازنات الإقليمية"
روسيا توبخ الولايات المتحدة على اجتماع مجلس الأمن بشأن إيران
6 أسباب أدت لاندلاع الاحتجاجات الأخيرة في إيران .. تعرف عليها
ورغم هذا الإعلان إلا أن العديد من المدن والبلدات الإيرانية شهدت مظاهرات جديدة خلال الليل.
من ناحية أخرى، قال سكان محليون لوكالة رويترز، إنهم لمسوا مؤشرات على الهدوء بعد نشر قوات من الحرس الثوري في عدة أقاليم بالبلاد.
وبدأت المظاهرات، التي تعد الأكبر منذ الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 2009، لإظهار الغضب من تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار وانتشار الفساد ثم تحولت إلى غضب أكبر ضد الحكومة.
وتشير بعض التقارير إلى ارتفاع عدد المعتقلين منذ انطلاق الاحتجاجات في 28 ديسمبر/ كانون أول إلى أكثر من 1700 معتقل.
وأكد نائب رئيس جامعة طهران، التي شهدت اشتباكات خلال الفترة الماضية، تشكيل لجنة لمتابعة مصير الطلاب المعتقلين.
وقال مجيد سارسانجي، لوكالة الطلبة الإيرانية :"تهدف جهودنا في الجامعة إلى التعاون مع السلطات لتهيئة الظروف لعودة الطلاب المعتقلين إلى الجامعة وإلى عائلاتهم في أقصر وقت ممكن".
الخوف من الشباب
تقول رانا رحيمبور، من بي بي سي فارسي، إن الاعتقالات "الوقائية" لطلاب الجامعات غير شائعة إلى حد ما في إيران. ورغم أن بعض الطلاب لم يشاركوا في المظاهرات إلا أن السلطات تخشى تأثيرهم.
تاريخيا، كانت الجامعات الإيرانية بؤر المعارضة السياسية للحكومة. فالمظاهرات المناهضة للحكومة في 1999 أطلقها طلاب الجامعة احتجاجا على إغلاق صحيفة إصلاحية.
وبحسب السلطات فإن أكثر من 90 في المائة من المعتقلين، خلال الأيام الأخيرة، تقل أعمارهم عن 25 عاما، وفي ظل وجود هؤلاء الشباب أصحاب الخبرة في التعامل مع التكنولوجيا والراغبين في المزيد من الحرية وتحسن الأوضاع الاقتصادية فإن خوف السياسيين الإيرانين من التنظيمات الشبابية ليس أمرا مفاجئا.
مظاهرات مؤيدة
واطلعت بي بي سي على مقطع فيديو يصور تجمع الناس أمام سجن إيفين في وسط طهران، في محاولة للعثور على أحبائهم.
من ناحية أخرى، نشر التلفزيون الحكومي صورا لآلاف المتظاهرين المؤيدين للحكومة في مسيرات، يوم السبت، ورددوا شعارات "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، والموت لبريطانيا".
وجاءت تلك المسيرات بعد يوم واحد من اتهام طهران للولايات المتحدة بإساءة استخدام سلطتها كعضو دائم في مجلس الأمن"، بعد دعوة واشنطن لاجتماع طارئ للمجلس لمناقشة احتجاجات إيران.
وجاهر العديد من المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب، بدعم المتظاهرين الإيرانيين ضد الحكومة منذ اليوم الأول.
وقالت نيكي هيلي، مندوبة أمريكا الدائمة في الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن يوم الجمعة، إن واشنطن تقف مع هؤلاء في إيران، "الذين يطالبون لأنفسهم بالحرية ولعائلاتهم بالرخاء ولأمتهم بالكرامة".
وأغضبت دعوة واشنطن لاجتماع مجلس الأمن أعضاء أخرين بالمجلس، ومنهم روسيا، التي وصف مندوبها الاحتجاجات الإيرانية بأنها "شأن داخلي".
بينما ألقى مسؤولون إيرانيون باللوم على قوى أجنبية، وقال غلام علي خوشرو، مندوب إيران في الأمم المتحدة، يوم الجمعة، إن "طهران لديها أدلة قوية على أنهم (المتظاهرين) تلقوا بوضوح توجيهات من الخارج".
التعليقات