ناقشت صحف عربية المناخ السياسي في العراق والتحالفات التي تتشكل قبل الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في مايو/آيار القادم.
وتأتي هذه الانتخابات بعد أشهر قليلة من إعلان القيادة العراقية الانتصار على ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية وإنهاء وجوده في العراق.
وأعلن رئيس الوزراء الحالي، حيدر العبادي، دخوله الانتخابات بقائمة مختلفة عن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
يقول مصطفى العبيدي في صحيفة القدس العربي اللندنية: "يشتعل المشهد السياسي في العراق بحمى الصراع والتنافس لعقد التحالفات وترتيب الأوضاع للمعركة الفاصلة بين القوى السياسية للحفاظ على هيمنتها على السلطة للمرحلة المقبلة وسط مؤشرات التشظي والانقسامات بين الاحزاب والقوى في كل المكونات".
ويضيف: "وفي خضم معمعة صراع الانتخابات فإن القوى السياسية تنسى تحديات أهم من الانتخابات بالنسبة للمواطنين مثل إعادة إعمار المدن المحررة المدمرة من أجل تمكين إعادة ملايين النازحين، وإنهاء مظاهر عسكرة المجتمع والحد من الفساد والانتشار المرعب للمخدرات والجريمة المنظمة وسوء خدمات الصحة والتعليم وغيرها".
في ذات السياق، يقول فاروق يوسف في ميدل ايست أونلاين اللندنية: "تُجرى الانتخابات النيابية في العراق لإضفاء نوع من الشرعية على وضع قائم بقوة المحاصصة الطائفية التي تتسيد واجهتها أحزاب، صار العراقيون يعرفون توجهاتها من غير أن يأملوا في شيء يعيدهم إلى قاعدة مشروع وطني يوحدهم وينهي أزماتهم ويخرجهم من النفق الذي وقعوا فيه منذ أن حلت كارثة الاحتلال ببلادهم".
أيضاً يقول ماجد السامرائي في صحيفة العرب اللندنية معلقاً على "انشقاق" حزب الدعوة الذي كان يضم المالكي والعبادي: "علامات الانشقاق التنظيمي والسياسي داخل حزب الدعوة أخذت تتعمق حول السلطة وإدارة الحكم وحول نتائج تلك السياسات سواء في عهد أطول حكم لرئيس وزراء بعد عام 2003 هو نوري المالكي أو في عهد خليفته وابن حزبه حيدر العبادي الذي يحاول أن يرث دورة إعادة الحكم لمرة ثانية خلال الانتخابات المقبلة التي يدور الجدل حول توقيتها".
ويضيف: "ومنذ الساعة التي لم يرض فيها المالكي بقرار عدم تجديد ولايته عام 2014 رغم فوز قائمة ائتلاف حزبه وتسليمها للعبادي، أخذ الصراع يتمدد ويتصاعد".
"تسوية سياسية خاصة"
كذلك يقول أحمد عبد الصاحب في الزمان العراقية: "في هذا الوقت فإن الأمور قد بلغت مرحلة جديدة تتيح البدء بتسوية سياسية خاصة في هذه الانتخابات التي تحتاج إلى رجل أو حزب وطني يستطيع أن يرسم خارطة سياسية حقاً تنسجم مع ظروف هذه المرحلة، لأن تكرار الوجوه نفسها في العملية الانتخابية المقبلة يعني الارتباط بالماضي والتواصل معه والاستمرار في نفس المنهج السابق، وهذا ما نشكو منه نحن العراقيون في عدم التوصل إلى حل سياسي ينهي حالات الصراع القائمة وكأننا لم نفعل شيئاً".
ويعلق عبد المنعم الأعسم في الصباح الجديد العراقية على الانتقادات الموجهة للعبادي، فيقول: "الانتقاد والتصويب والاعتراض والتحفظ وإبداء الغضب وحتى التظاهر والاحتجاجات، تدخل كلها في مسموحات وفروض العمل السياسي الحر... لكن السؤال الاكثر الحاحا هو، كيف نميز بين ما هو انتقاد مرخص له وما هو تشهير وتخريب وكيدي ومأجور ومنتج للكراهية والتأليب والتجني والتزييف والتعدي تحت طائلة القانون؟"
ويجيب: "الفصل، بين تلك وهذه، ليس سهلا كفاية، في ظل ضعف وهشاشة الممارسة الديمقراطية في العراق وجهالة، وضيق، جمهور كبير من المشاركين في الحياة السياسية بلوازم حرية التعبير عن الرأي، وحدودها".
ويحذر عبد الخالق حسين في العراق نت من تأجيل الانتخابات فيقول: "لو أذعن المسؤولون لطلبات دعاة التأجيل فمعنى هذا أنه يجب تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، إلى أن يتأكد هؤلاء الدعاة أنه حان الوقت لمرشحيهم أن يفوزوا، وأن الشعب العراقي أصبح مؤهلاً للديمقراطية في نظرهم، و هذا عذر غير مقبول".
التعليقات