ناقشت صحف عربية أهم الإشكالات التي تواجهها الانتخابات البرلمانية العراقية المزمع عقدها في مايو/آيار المقبل.

وألقى كتاب باللوم على "فوضى التحالفات السياسية" ودور إيران باعتبارهما أهم الإشكالات التي تواجه الانتخابات.

"تحالفات"

يقول محمد عاكف جمال في البيان الإماراتية: "بلغ عدد الأحزاب والتيارات السياسية التي سيحق لها التنافس في الانتخابات 205 بعد أن حصلت على موافقة المفوضية العليا للانتخابات عند إغلاق باب الترخيص في الخامس عشر من ديسمبر المنصرم".

ويضيف: "إلا أن معظمها لن يخوض الانتخابات منفرداً، فقد دخل مائة وثلاثة وأربعون منها في تحالفات بلغ عددها سبعة وعشرين تحالفاً عند انتهاء موعد التسجيل لدى المفوضية في الحادي عشر من يناير الجاري".

ويبدي الكاتب التشاؤم فيما يخص النتيجة المتوقعة لهذه الانتخابات.

وأضاف أن "الوسط السياسي العراقي يسوده التفكك فلم يعد كل من التحالف الوطني وتحالف متحدون يحرص على البقاء موحداً ولم يعد التحالف الكردستاني متماسكاً بعد الأحداث التي شهدها الإقليم إثر استفتاء الانفصال".

من جانبه، يبدي غزوان البلداوي التفاؤل، ويقول في العراق نت: "العبادي نجح نجاحاً باهراً عندما تخلى عن الدعوة، وتحالف مع غيرهم في الساحة السياسية، وفشلوا الدّعوة فشلاً ذريعاً بعدم سيطرتهم على القيادات المخضرمة، والحفاظ على كينونة الحزب، فتلك الأيام يعتبرها اغلب المراقبون، بداية النهاية للدّعوة".

على المنوال نفسه، يتناول محمد أفندي أوغلو دور حزب الدعوة وتحالفاته، واصفاً إياه ب"الطائفي"، في الوقت الذي يشيد فيه بمشروع التيار الصدري.

قال في العالم العراقية: "شكل التيار الصدري تحالفاً باسم ̕ثائرون̔ يضم قوى سياسية، بينها حزب الاستقامة الوطني، والحزب الشيوعي، إضافة إلى قوى سياسية بمباركة زعيم التيار مقتدى الصدر".

ويضيف: "يتوافق مشروع التيار الصدري كثيرا مع برنامج الدولة المدنية، وهو مشروع الكتلة الوطنية العراقية لإياد علاوي، عراب المعارضة العراقية، والذي يدعو إلى بناء دولة مدنية علمانية، وتشكيل حكومة تكنوقراط، كرد فعل على فشل تجربة الأحزاب الشيعية في الحكم".

"إيران تتنافس مع إيران"

من ناحية أخرى، يرى خير الله خير الله في العرب اللندنية أن الانتخابات المقبلة ستشهد تزايد الدور الإيراني في العراق.

يقول: "أطلق العبادي تسمية ̕نصر العراق̔ على التحالف الذي يخوض به الانتخابات والذي يعتبره تحالفا عابراً للطوائف. عاجلاً أم آجلاً، سيتبيّن إلى أي حد هناك قدرة لدى أي سياسي عراقي على التملّص من الوصاية الإيرانية".

ويضيف: "باختصار شديد، تتنافس في الانتخابات العراقية إيران مع إيران. يتنافس العبادي مع نوري المالكي. يتنافسان على أيّ منهما أكثر إيرانية من الآخر. ميزة العبادي أنه يوفر غطاء أمريكياً لإيران في العراق. وهذه نقطة تعمل لمصلحته. الثابت في المعادلة كلها هو الحشد الشعبي. المطلوب أن لا يكون مستقبل العراق وحده، بل مستقبل كل دولة تسعى إيران إلى أن تكون تحت وصايتها. فالحشد الشعبي في العراق هو الميليشيات الإيرانية في سوريا التي أبقت بشّار الأسد في دمشق وإن في دور الواجهة للإيرانيين والروس".

ويتساءل مشاري الذايدي في الشرق الأوسط اللندنية عما إذا كانت العراق دولة ولاية فقيه خاصة وأن "السيستاني قد نأى بنفسه عن مفهوم ولاية الفقيه أكثر من مرة".

ويقول: "المقلق هو أن هذا النأي غير محسوم تماماً، حيث نجد لوكيل المرجعية السيستانية، خطيب كربلاء، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة بتاريخ 13 يونيو/حزيران 2014، كلاماً واضحاً عن ولاية الفقيه حسب الفهم الخميني لها".

ويضيف: "وعليه هل بقيت قيمة حقيقية للتنافس البرلماني والبرامج الانتخابية. الأمر بيد نائب الإمام الغائب، الذي نوّه الكربلائي في خطبته بأنه حيُ، يرى ويسمع ما يحدث، ويتدخل عن طريق نائبه؟!"