أوضحت وحدات حماية الشعب الكردية الْيَوْم ما حدث في عفرين، وقالت إن الجيش التركي هاجم "إقليم عفرين بـ72 طائرة حربية، قصفت هذه الطائرات 108 نقطة في عفرين وقراها ونواحيها، وإضافة إلى ما تم قصفه من نقاط في الجبهات، قصفت الطائرات مخيم روبار النازحين ومؤسسات المجتمع المدني وعددًا من منازل المدنيين، أي إن الجيش التركي ومرتزقته يقصفون عفرين بشكل عشوائي وبلا توقف، لكن شعبنا ومقاتلينا يقاومون في وجه هذه الهجمات مقاومة تاريخية، وردوا على كل الهجمات بشكل فوري".

إيلاف: أشار بيان، تلقت "إيلاف" نسخة منه، إلى أنه "منذ بدء الهجمات وحتى الآن أصيب 13 مدني، 3 منهم إصاباتهم خطيرة، بينما قتل 6 آخرون، من بينهم (الجرحى والقتلى) أطفال ونساء، و"لقد جوبهت كامل المحاولات التركية باحتلال عفرين بمقاومة ورد قوي، وحتى الآن لم يستطع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من أن يخطو خطوة واحدة في أراضي عفرين وما يذيعه المؤيدون لتركيا وإعلامها الرسمي لا يعبّر عن الحقيقة أبدًا".

أضاف البيان أنه "في الـ20 من الشهر الجاري هاجمت الطائرات الحربية التركية 11 نقطة في ناحية شرا، وتمكنت قواتنا من التدخل على خط أعزاز، وإفشال محاولات المرتزقة للتقدم من هناك، إضافة إلى أن ناحيتا راجو وبلبلة اللتين تقعا على الشريط الحدودي مع تركيا تعرّضتا إلى هجمات بالصواريخ وقذائف الهوان وقصف من الطيران، تسببت هذه الهجمات بإلحاق أضرار مادية بالمدنيين، لكن ومع تصدي قواتنا لهذه الهجمات تشهد المنطقة معارك قوية الآن".

ولفت إلى أن الطائرات نفذت "غارات على نقاط مجاورة عدة لمركز مدينة عفرين استهدفوا فيها المدنيين بشكل مباشر. في مناطق الشهباء هاجمت المجموعات المرتزقة التي عبرت إلى جرابلس بقصد شن هجمات على عفرين نقاط تمركز الفصائل الثورية في الشهباء بقذائف الهاون".

خلال الهجوم التركي على تلة بدرخان التابعة لمنطقة جندريسة قتل 3 من القوات الكردية. وأوضح البيان أنه "مساء يوم أمس قصف الجيش التركي ناحية شرا و8 قرى تابعة لها مستخدمًا الصواريخ وقذائف الهاون والدبابات، بينما استهدف الجيش التركي 10 نقاط في ناحية جندريسة بـ90 صاروخًا، وفي المنطقة نفسها شنت مرتزقة جيش الاحتلال التركي هجومًا على التل الجنوبي بطائرات مسيرة".

وأكد البيان على استمرار "القصف التركي بالدبابات والصواريخ على ناحية شيراوا، شيه، راجو وبلبلة حتى صباح اليوم، وبنتيجتها استشهد 3 من رفاقنا في منطقة جسر هشاركي، كما قصف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته منطقة تل رفعت بالصواريخ وفي رد مباشر من قواتنا، تم تدمير مخفر للجيش التركي في كل جبرين بعدما تم استهدافه بالأسلحة الثقيلة".

بسالة كردية
وأوضح البيان أنه في "الـ21 من الشهر الجاري اندلعت اشتباكات بين قواتنا ووحدات من جيش الاحتلال التركي حاولت اجتياز الحدود عند ناحية بلبلة، مما أجبر جيش الاحتلال التركي على التراجع، وكان الحال بالنسبة لمحاولة لجيش الاحتلال التركي للتقدم واجتياز الحدود في ناحية شرا حيث تراجع جنود الاحتلال بعدما قوبلوا بمقاومة قوية من قواتنا، وبنتيجة الهجمات دمرت وحداتنا 3 دبابات لجيش الاحتلال، واحدة في بلبلة و2 في شرا".

ولفت البيان إلى "مقتل 10 مرتزقة تابعين لجيش الاحتلال التركي قتلوا، بينما أصيب 20 منهم، كما قتل 4 جنود من جيش الاحتلال التركي في ناحية بلبلة وأصيب الكثير منهم أيضًا هناك". وأكد إبراهيم إبراهيم السياسي والإعلامي الكردي في تصريح خَص به " إيلاف" أن الصمت الدولي والموقف الروسي والأميركي هو من شجع أنقرة على الهجوم على عفرين، متهمًا هذه الدول بالتواطؤ مع تركيا .

وشدد على أنه "لن تسقط عفرين كما لم تسقط كوباني سابقًا". وفِي بيان مماثل أصدرته حركة المجتمع الديمقراطي حول ما تتعرض له عفرين من هجمات وقصف تركي، وسط ما أسمته "صمت وتواطؤ دولي وإقليمي"، قالت الحركة "إن الحرب الدائرة في سوريا منذ عام 2011 وحتى يومنا الراهن ترتقي إلى مستوى الحرب العالمية الثالثة".

أضاف البيان أن "المرتزقة الفاشيون كداعش والنصرة والمجموعات المرتزقة الأخرى المدعومة بشكل خاص من تركيا ومن القوى القوموية والمتطرفة أصبحت نقمة على الشعب السوري. ونتيجة الحرب المستمرة منذ 7 أعوام فقد مئات الآلاف حياتهم، هاجر ونزح الملايين من الناس، وتم نهب الثروات الباطنية والسطحية لسوريا".

مرتزقة داعش
وأشار البيان إلى أنه "في الحرب ضد داعش والنصرة تمت حماية كرامة الإنسانية جمعاء. الآلاف من مرتزقة داعش دخلوا الأراضي السورية من الحدود التركية بموافقة ومساندة دولة الاحتلال التركي وشنوا حربًا إرهابية قذرة على الشعوب والإنسانية. يظهر بوضوح من خلال الوثائق أن هذه القوات الإرهابية تم تنظيمها تحت قيادة أردوغان والحكومة التركية ليستخدموها ضد الإنسانية والشعوب".

ورأى البيان أن "الحرب على كوباني كانت حربًا ليس فقط ضد الشعب الكردي، وإنما ضد جميع شعوب سوريا والإنسانية جمعاء وكانت حربًا تاريخية، فيما كانت دولة الاحتلال التركي سعيدة بجيرانها من مرتزقة داعش وتواجدهم على أرض سوريا، وكانت تدعم الهجمات الإرهابية لمرتزقة داعش وتردد باستمرار ومن دون انتظار "كوباني سقطت، كوباني ستسقط"".

وشدد البيان على أنه "لو سقطت كوباني آنذاك وانتصر مرتزقة داعش وقتها لكانت أسس القيم الإنسانية ستدمر. بمقاومة الشعب الكردي وأصدقائه الذين دعموا مقاومة كوباني وبمساندة التحالف الدولي قاومت كوباني بروح الفداء والبطولة وهزمت داعش. هزيمة وسقوط داعش في كوباني كان طعنة قوية لأردوغان ودولة الاحتلال التركي والتي تحاول اليوم الثأر لهزيمة داعش في كوباني من خلال الهجوم على أهالي عفرين".

اعتداء أنقرة
أوضح البيان أنه "على الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة لم تشن أية هجمات على الدولة التركية، إلا أن دولة الاحتلال التركي انتهكت حرمة الحدود مئات المرات حتى الآن، وشنت الهجمات، وقتلت المئات من الناس، وألحقت الأضرار بممتلكات وأراضي الأهالي، وأرادت دائمًا أن يبقى سيف الاحتلال مسلطًا على رقاب الشعب السوري من كرد وعرب وسريان وشركس وجاجان وتركمان".

واعتبر أن "كل العالم شاهد ويرى أن دولة الاحتلال التركي لا تراعي العهود والمواثيق الدولية ولا القيم الإنسانية في ممارساتها. دولة الاحتلال التركي تشن الهجمات بشكل مستمر ضد جميع شعوب سوريا التي تتعايش بحرية وديمقراطية مع بعضها وذلك لتنفذ مشاريعها الاحتلالية".

وشدد البيان أخيرًا أن "سياسة دولة الاحتلال التركي الداخلية التي تتصف بالدكتاتورية والفاشية في الداخل التركي تحاول تركيا ممارستها في الخارج من خلال تصعيد هجماتها الاحتلالية ضد الشعوب السورية وخاصة الشعب الكردي. لولا حصول دولة الاحتلال التركي على موافقة روسيا وبدون الاستفادة من الظروف السياسية الموجودة لما كان بإمكانها احتلال جرابلس والباب. تحاول دولة الاحتلال التركي الآن أيضًا الاستفادة من الظروف السياسة مرة أخرى وتطور سياساتها في بث الفتن".

أعاد البيان إلى الأذهان أنه "لو لم تفتح الدولة الروسية الطريق أمام تركيا لما كان بإمكان الطيران التركي التحليق فوق سماء عفرين. في هذه النقطة نداؤنا لروسيا هو ألا تربط دولة كبرى كروسيا نفسها بتركيا، ولا ترتكب خطأ يساهم في تعقيد الأزمة السورية الحالية أكثر. يجب أن تفعل روسيا قواتها الموجودة في سوريا من أجل الحل الديمقراطي ولا تكون سببًا في شن دولة الاحتلال التركي لهجماتها على عفرين".

نداءات
ووجّه البيان رسائل ونداءات عديدة إلى جهات عدة، وقال بداية "نحن كشعب كردي، عربي، سرياني، تركماني، شركس وجاجان وبمساندة التحالف الدولي خضنا حربًا لا مثيل لها ضد مرتزقة داعش والنصرة وغيرهم، وخرجنا منها منتصرين. وتم تحرير الرقة الذي يوصف بانتصار القرن. بانتصار القرن تم كسر إرادة داعش، واتجهت سوريا عمومًا نحو الحل السياسي".

وجّه النداء إلى التحالف الدولي، ولخص النداء بأن يعلم "أن الدولة التركية كانت حاضرة دائمًا في حرب داعش. عندما ضعفت داعش وقصم ظهرها، تدخلت دولة الاحتلال التركي هذه المرة بشكل مباشر ودعمت مرتزقتها من النصرة وغيرهم. من الضروري ألا ينظر التحالف الدولي إلى سياسات دولة الاحتلال التركي وممارساتها التعسفية وهجماتها بأنها تختلف عن هجمات وممارسات مرتزقة داعش، ويجب أن يوضح موقفه تجاه هجمات الاحتلال التركي على عفرين، وألا يسمح أن تصبح الدولة التركية مرة أخرى السبب في تفاقم الأزمة والحرب والتناقضات في سوريا".

أما النداء للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي والإنسانية جمعاء "فهو أن الشعب الكردي والعربي والسرياني من خلال قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة دافعوا عن شرف وكرامة الإنسانية من خلال محاربة داعش. وعلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والإنسانية جمعاء أن ينددوا بهجمات وخطر دولة الاحتلال التركي على أراضي سوريا وعفرين، وأن يوضحوا موقفهم من هذه الهجمات الإرهابية والتعسفية، وأن يحترموا حقوق الشعب الكردي والعربي ووجوده والحياة الديمقراطية والحرية ويدعموا مقاومة أهالي عفرين".

كذلك وجّه البيان النداءإلى لكل أبناء شعبنا في أجزاء كردستان الأربعة وخارج الوطن الذين التفوا بروح وطنية، ديمقراطية وبمقاومة لامثيل لها حول مقاومة كوباني "وتكاتفوا ضد المرتزقة الفاشيين والدولة التركية ووحدوا كلمتهم أنه حان الوقت ليستخدموا جميع إمكانياتهم وقوتهم من أجل الدفاع عن كرامة ومقاومة عفرين أيضًا ويقفوا في وجه الدولة التركية، وأن ينظموا أنفسهم وينتفضوا".

وأكد البيان أن هجمات دولة الاحتلال التركي لا تستهدف فقط الشعب الكردي فالشعب العربي والسرياني والتركماني والشركس والجاجان أيضاً يعلمون أن الهجوم على عفرين هو هجوم على الإرادة الديمقراطية لجميع الشعوب. لذلك على الشعب العربي والكردي والسرياني والتركماني والشركس والجاجان أن يوحدوا إرادتهم وروحهم. وكما قاوموا جنبًا إلى جنب ضد مرتزقة داعش والنصرة حتى هذا اليوم وانتصروا عليهم يجب أن يقاوموا ضد دولة الاحتلال التركي لأيضاً، وأن يواصلوا حياتهم التشاركية، الديمقراطية والحرة من الآن وصاعدًا بشكل ديمقراطي.

وشدد البيان على "أنه كما حررت قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة كل شبر من أراضي شمال سوريا من مرتزقة داعش والنصرة وقدموا انتصار القرن لجميع الإنسانية، وكما حرروا كوباني التي تمثل كرامة الإنسانية سيقاومون في عفرين أيضًا، وسيخيبون آمال تركيا، ولن يسمحوا لها أن تحتل عفرين أبدًا. بفضل تجربة وخبرة سنوات في الحرب والتكتيكات التي خلقوها شعبنا يثق بأن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة سيكونون الرد الأمثل على هجمات دولة الاحتلال التركي ولن يتركوها تنتصر".

زيارة موسكو
من جانب آخر صدر موقف لافت من المجلس الوطني الكردي، وأكد ممثل المجلس الوطني الكردي في هيئة التفاوض السورية، حواس عكيد، اليوم الأحد أنه طرح مسألة العمليات العسكرية التركية على عفرين في اجتماع وفد المعارضة السورية مع مسؤولي وزارة الخارجية لكل من ألمانيا والسعودية، وطالب بحماية المناطق الكوردية وتقديم المساعدات للمدنيين، مشيرًا إلى "أننا أوضحنا لتركيا موقفنا الرافض للهجوم على عفرين".

وقال عكيد في حديث لشبكة رووداو الكردية، إن "الائتلاف الوطني السوري المعارض سيعقد اجتماعًا خاصًا لبحث مسألة الهجوم التركي على عفرين"، مؤكدًا "أننا أوضحنا لتركيا موقفنا الرافض لهذا الهجوم".

أضاف أنه "مثّل المجلس الوطني الكوردي في اجتماعات هيئة المفاوضات السورية مع مسؤولي وزارة الخارجية لكل من ألمانيا والسعودية، وهناك لقاء يوم غد مع الخارجية الروسية". 

وهو ما أكدته هيئة التفاوض على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي ، وأعلنت أنه "استكمالًا للزيارات الدولية التي قامت بها الهيئة التفاوضية بعد جولة جنيف الثامنة لشرح نتائجها، وفِي إطار السعي إلى إيجاد حل سياسي عادل للشعب السوري استنادًا إلى القرارات الدولية؛ تلبي الهيئة الدعوة الموجهة من وزارة الخارجية الروسية لزيارة موسكو واللقاء مع وزيري الخارجية والدفاع ولجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي".