حثت تركيا الولايات المتحدة على وقف دعم وحدات حماية الشعب الكردية داخل سوريا، وذلك تزامنا مع بدء تكثيف هجماتها في منطقة عفرين.
وقال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبي بي سي إن المسحلين الأكراد يستخدمون سلاحا حصلوا عليه من الولايات المتحدة في هجماتهم على قوات الجيش التركي التي تحاول إخراجهم من منطقة عفرين.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية "جماعة إرهابية"، وامتدادا لحزب العمال الكردستاني. لكن الميليشيا الكردية تنفي وجود أي صلة مباشرة بالحزب المحظور داخل تركيا.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية، التي تسيطر على أجزاء كبيرة من شمال شرق سوريا، حليف للولايات المتحدة في الحرب على ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.
وتطالب أنقرة بإنهاء هذا التحالف، مبررة مطلبها بأن الحرب على التنظيم قد انتهت.
وقال إبراهيم كيلان، المتحدث باسم الرئيس التركي: "لا يمكننا غض الطرف عن إقامة حزب العمال الكردستاني ما يشبه دولة على حدودنا مع سوريا".
وتفيد تقارير بأن آلاف المدنيين يحاولون الفرار من عفرين. ويقول ناشطون سوريون إن أكثر من سبعين شخصا قتلوا منذ بداية الهجوم التركي على المنطقة السبت الماضي.
وناقش مجلس الأمن الدولي الهجوم الذي تشنه القوات التركية في اجتماع الاثنين، لكن الاجتماع لم يسفر عن إدانة العملية العسكرية.
وقال ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، إن بلاده على استعداد للتعاون الجانب التركي على صعيد التعامل مع المخاوف الأمنية "المشروعة" لدى تركيا حيال الوضع في شمال سوريا.
وأكد أن الولايات المتحدة تعترف بحق تركيا في الدفاع عن نفسها ضد العناصر "الإرهابية"، وعرض إجراءات قد تؤدي إلى استقرار الموقف.
وقال فرانسوا ديلاتر، سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، إن عفرين "كانت بالطبع محورا من محاور الحديث"، في إشارة إلى المناقشات التي تمت في نيويورك.
وأضاف: "اعتقد أن ضبط النفس كان من بين النقاط التي اتفق عليها أغلب الحضور أثناء النقاش".
وتعهد الرئيس التركي أردوغان بـ"التعامل" مع الوضع في عفرين، قائلا: "نتحدث مع أصدقائنا الروسيين، وتوصلنا إلى اتفاق في هذا الشأن".
ماذا يحدث في عفرين؟
تمكنت القوات التركية من السيطرة على قرى شنكل، وقرنة، وآده مانلي في منطقة عفرين إضافة إلى المناطق الريفية في كيتا، وكوردو، وبيبنو، وفقا لوكالة أنباء الأناضول.
لكن وحدات حماية الشعب الكردية نفت أن تكون القوات التركية سيطرت على أي من هذه المناطق.
وأكدت الميليشات الكردية أنها ردت على الهجوم البري التركي بإطلاق صواريخ على مناطق حدودية تركية. وقالت وسائل إعلام محلية إن شخصين قتلا وجُرح 12 آخرون جراء سقوط صاروخ على مخيم لعناصر من المعارضة السورية المسلحة بالقرب من محافظة هاتاي التركية.
لماذا شنت تركيا الهجوم؟
بدأت قوات ركية على مدعومة بعناصر من الجيش السوري الحر المعارض هجومها الأحد الماضي في إطار "عملية غصن الزيتون"، وهي عملية عسكرية استهدفت طرد وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة.
وقال بن علي يلدرم، رئيس الوزراء التركي، إن قوات بلاده تستهدف إقامة "منطقة عازلة" بعمق 30 كيلومترا داخل سوريا في حين تعهد أردوغان بسحق وحدات حماية الشعب "بسرعة".
ويرجح أن تركيا أسرعت من وتيرة تنفيذ هذه الخطة العسكرية عقب إعلان مسؤولين أمريكيين في وقت سابق بشأن مساعدة تحالف قوات سوريا الديمقراطية، الذي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، في تشكيل "قوات تأمين حدود" للحيلولة دون عودة عناصر تنظيم الدولة.
التعليقات