ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال والتسونامي إلى أكثر من 1400 قتيل في أرخبيل سولاويسي في أندونيسيا، حيث يضيق الوقت للعثور على ناجين، بينما تحدثت الأمم المتحدة عن احتياجات "هائلة" للمناطق المنكوبة.

إيلاف: قال سوتوبو بورو نوغروهو الناطق باسم &الوكالة الأندونيسية لإدارة الكوارث الطبيعية في لقاء مع صحافيين إن "الحصيلة الإجمالية بلغت 1407 قتلى". وحددت السلطات مهلة تنتهي الجمعة، أي بعد أسبوع على الكارثة، للعثور على ناجين أحياء. وبعد هذا الموعد تبدو الفرص لذلك معدومة.

تتركز عمليات الإنقاذ على بعض المواقع في محيط بالو، المدينة الواقعة على الساحل الغربي التي دمّرت، وخصوصًا في فندق روا روا، حيث ما زال حوالى ستين شخصًا تحت الأنقاض. كما تتركز عمليات البحث على مركز تجاري ومطعم وحي بالاروا المدمّر بالكامل.

قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة إن حوالى مئتي ألف شخص يحتاجون مساعدة إنسانية عاجلة. وقدر بـ66 ألفًا عدد المساكن التي دمّرت بالزلزال الذي وقع الجمعة، وبلغت شدته 7.5 درجات، والمدّ البحري الذي نجم منه.

وأكدت الحكومة الأندونيسية للفرق الأجنبية التي تعمل في المناطق المنكوبة مرارًا أنها تسيطر على الوضع. لكن سكان بلدات بعيدة مثل واني في منطقة دونغالا يقولون إنهم لم يروا أي مساعدة.

وأكد محمد طاهر طالب (39 عامًا) لوكالة فرانس برس إن "12 شخصًا ما زالوا مفقودين في المنطقة". وأضاف "قد تكون هناك جثث جنوبًا".

شعور بالإحباط
في جنيف، عبّرت الأمم المتحدة عن شعورها بالإحباط بسبب بطء الرد. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) الثلاثاء "مع أن الحكومة والمنظمات تعمل بلا توقف لتقديم مساعدة حيوية، تبقى الاحتياجات هائلة".

صرح المسؤول في مكتب الأمم المتحدة ينس ليركا مساء الثلاثاء في جنيف إن "الفرق التي تعمل في المكان تشعر بالإحباط". أضاف أن "أجزاء واسعة مما يمكن أن يكون المنطقة الأكثر تضررًا لم يتم الوصول إليها بعد، لكن الفرق تبذل جهودًا شاقة، وتفعل ما بوسعها".

ويعاني الناجون من الجوع والعطش، وتنقصهم مياه الشرب والغذاء، بينما تواجه السلطات أعدادًا تفوق طاقتها من الجرحى. على الأرض، يوضح المسؤولون أن الحكومة رحّبت بكل مساعدة، لكنها تفتقد إلى "آليات لتنفيذ هذه المساعدة".

المرفأ متضرر
خصصت مدرجات الهبوط في مطار بالو للجيش الأندونيسي، لكنها يفترض أن تفتح صباح الخميس أمام الرحلات التجارية. أصيبت منشآت المرافئ في بالو، التي تشكل بوابة دخول أساسية لهذه المنطقة، بأضرار جسيمة. &وقالت الأمم المتحدة إن معظم نقاط الرسو سليمة، لكن معظم الرافعات والمعدات اللازمة لإفراغ السفن قلبت.

وفي مدينة بالو أطلقت الشرطة عيارات تحذيرية واستخدمت الغاز المسيل للدموع لمنع عمليات نهب. على الطريق المؤدي من المدينة إلى الشمال، شاهد صحافي من فرانس برس شبانًا يقيمون حواجز، ويطالبون بـ"تبرعات" لفتح الطريق.

وخلال زيارته الثانية إلى المنطقة منذ وقوع الكارثة، أكد الرئيس الأندونيسي جوكو ويدودو، الذي يقوم بحملة لإعادة انتخابه في العام المقبل، أن الشرطة والجيش يسيطران على المنطقة وأنه "ليست هناك عمليات نهب".&

وتحدث مركز تنسيق المساعدة الإنسانية لرابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) عن حاجة ملحّة إلى أكياس الموتى. وفي المناخ الإستوائي الحار والرطب في أندونيسيا، يتسارع تحلل الجثث، ما يجعل الأرضية خصبة لانتشار الأمراض.

بركان&
تحتاج فرق الإنقاذ معدات ثقيلة. وهي تواجه صعوبة أيضًا بسبب تضرر الطرق وحجم الخسائر. وأعيد التيار الكهربائي مساء الثلاثاء إلى بعض مناطق بالو. لكن في مناطق أخرى يقوم السكان بمد خطوط من بعض الأبنية التي لم تنقطع الكهرباء عنها.

المشكلة التي تزداد خطورة، هي نقص المنشآت الصحية. وقال أرماواتي يارمين (50 عامًا) إن "الناس في كل مكان يحتاجون مرحاضًا، وهذا غير متوافر. ليهم انتظار الليل والذهاب إلى حافة الطريق".

من جهة أخرى ثار بركان سوبوتان الأربعاء في شمال شرق أرخبيل سولاويسي في إندونيسيا حيث تنبعث منه سحابة من الرماد البركاني على ارتفاع أربعة آلاف متر، لكنه لا يشكل أي خطر على السكان حسبما ذكرت السلطات المحلية.

قالت وكالة إدارة الحالات الطارئة إنه "يجب على الناس أن يبقوا هادئين، وأن يبقوا بعيدين أكثر من أربعة كيلومترات عن الفوهة ويضعوا أقنعة"، لكن "لا حاجة إلى إجلاء السكان حاليًا". يظهر في صور تم نشرها عمود من الدخان على شكل فطر يمكن رؤيته على بعد كيلومترات.

ويبعد بركان سوبوتان على بعد نحو ألف كيلومتر عن مدينة بالو في جزيرة سولاويسي نفسها التي دمّرها زلزال قوي بلغت شدته 7.5 درجات الجمعة، تلاه تسونامي، ما أسفر عن سقوط حوالى 1400 قتيل.
&