يصر رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون على تأليف الحكومة قبل حلول الذكرى الثانية لانتخابه، فما هي الأمور التي تحققت خلال عهد عون في العامين الماضيين وما الذي تبقى ليحققه؟.
إيلاف من بيروت: يتم الحديث عن أن رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون أبلغ كلّ من يعنيهم الأمر من فريقه السياسي أنه يريد إنهاء أزمة تأليف الحكومة قبل حلول الذكرى الثانية لانتخابه في 31 أكتوبر الجاري.
يتم الحديث أيضًا بأن عون لا يريد أن يبدأ السنة الثالثة من عهده بالفراغ، خصوصًا أنه يعتبر أن السنة الثانية من عهده شهدت أوّل انتخابات تمثيلية من نوعها، ولا بأس إن تأخر تأليف الحكومة بضعة أشهر، لكنّ حدود التأخير يجب أن تقف عند نهاية السنة الثانية من الولاية الرئاسية.
يبقى السؤال هو ما الذي تحقق خلال عامين من ولاية عون لرئاسة الجمهورية في لبنان؟.
هنا يؤكد النائب السابق إسماعيل سكرية في حديثه لـ"إيلاف" أن ما تحقق خلال السنة الثانية من عهد عون هو بعض الإستقرار الإجتماعي، والانتخابات النيابية طبعًا، والحد الأدنى من الإستقرار السياسي، والحد الأدنى من التوافقات السياسية في لبنان، حفاظًا على استقرار لبنان سياسيًا وإجتماعيًا. أما الأمل فكان في تحقيقات أكبر، خصوصًا في ما يتعلق بمواجهة الفساد، والذي يسمّونه (تهذيبًا) هدرًا، وهو في الحقيقة سرقة ونهب، ولا يزال مشتعلًا.
انتخاب وموازنة
عن إنجاز قانون الانتخاب خلال عهد عون، والتصويت على الموازنة، يرى سكرية أن تلك الإنجازات تحققت، لكنها تبقى مشوّهة، فهم أقرّوا النسبية في قانون الانتخابات، لكن بقيت مشوهة، فالصوت التفضيلي في الانتخابات النيابية قرّب الناس إلى العصبية الضيقة، مع تفصيل بعض الدوائر على قياسات محدودة، بما يناسب البعض، والموازنة أقرّت كأمر واقع، من أجل الاستمرار في الموازنات اللاحقة، وتبقى كلها إنجازات منقوصة، وضيقة.
مكافحة الفساد
عن موضوع مكافحة الفساد... كيف يمكن مقاربته في عهد عون؟. يرى سكرية أن مقاربته تبقى قضية كبيرة، ويحتاج قرارًا تاريخيًا من الرجل الأول في لبنان، أي رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، من خلال لجوئه إلى الدائرة الإدارية الأقرب إليه، مع وجود إشكالية وفساد فيها ومحاربتها وحلها، ومنها يتمدد، ويفرض إرادته في مكافحة الفساد، وكل الناس سوف يدعمونه في عمله هذا. لا يُواجَه الفساد - بحسب سكرية - في تعيين وزير للفساد، لم نسمع عنه شيئًا، وهو لم يقم بأي أمر.
خطاب القسم
هل حقق عون جميع ما ورد في خطاب القسم؟. يؤكد سكرية أن عون لم يستطع خلال عامين فقط تحقيق كل ما ورد في خطاب القسم الرئاسي، لأن لديه الإرادة، لكن الظروف المحيطة بالرئاسة تبقى معقدة جدًا.
العراقيل الحقيقية
عن العراقيل الحقيقية التي واجهت وتواجه عهد عون في العام الثاني من رئاسته، يؤكد سكرية أن عون واجه الصراع السياسي المتمادي في لبنان، مع امتداداته الإقليمية، مع ما هو خفي وما هو معلن، وكذلك موضوع الفساد الذي يهدد اقتصاد لبنان ككل، مع هبوط النمو في لبنان من 8% إلى 1%، وهو أمر مخيف ومقلق فعلًا، ولا يستطيع لبنان أن يعتمد على القرار الدولي والبنك المركزي من أجل إنقاذ اقتصاده، وكلها أمور لا تبشّر بالخير، ولا تمنح المواطن اللبناني طمأنينة، وكلنا قلقون على الوضع الاقتصادي والسياسي في لبنان، والوضع السياسي الإجتماعي في لبنان ليس بخير كذلك، وليس على ما يرام، وهناك أصوات تظهر من جديد. يظل الوضع غير مريح، ويبقى أن دول العالم لا تكترث بلبنان، وعلينا أن نحل أمورنا بأنفسنا.
التسوية الانتخابية
عن التسوية الانتخابية بين عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، يلفت سكرية إلى أنها تدخل ضمن الزواريب السياسية الضيقة، من انتخابات وغيرها.
عن المتوقع من عهد عون خلال السنوات المقبلة، يؤكد سكرية أن عون لديه ميزة أساسية تكمن في إرادته الحقيقية في مواجهة الفساد، ولديه استعداد كبير لذلك، وسيحقق في هذا المجال ما فاته خلال العامين الماضيين.
&
&
التعليقات