عند كل محطة انتخابية في الولايات المتحدة الأميركية، يسيل حبر كثير عن ولاية تكساس الواقعة على الحدود الجنوبية مع المكسيك لناحية انقلابها على الجمهوريين وتوكيل مهمة تمثيلها إلى الديمقراطيين.

إيلاف من نيويورك: حدث هذا في انتخابات 2016 حيث خرجت أصوات كثيرة في أميركا تتحدث عن استحالة فوز دونالد ترمب بأصوات الولاية، وتكررت السيمفونية عام 2018 مع تيد كروز ومهمته الصعبة في الحفاظ على مقعده.

أداء كروز الضعيف
وسط هذه الترجيحات، تمسكت تكساس بهويتها الحمراء، غير أن انتصار الجمهوريين شبه الكاسح في الولاية والفوارق الكبيرة التي ظهرت، لا يمكنه حجب حقيقة ضعف أداء المرشح الرئاسي السابق، والسناتور الحالي تيد كروز، الذي يبدو أنه لم يعد يتمتع بتأييد الناخبين الجمهوريين.

أنقذه ترمب
رجال ترمب في تكساس أدركوا منذ أشهر عدة أن أداء كروز الهزيل وعدم تمتعه بشعبية كبيرة قد يكلفانهم غاليًا، ولهذه الغاية طرقوا أبواب البيت الأبيض على عجل طالبين مساعدة ترمب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.&

بالتزامن كانت الأخبار تشير إلى تغلغل المرشح الديمقراطي بيتور أوروك في الولاية بشكل كبير مدعومًا من حزبه إلى أقصى الحدود. لبّى ترمب الواجب طالبًا تجهيز أكبر مكان قادر على استيعاب الحشود لتنظيم مهرجان انتخابي لدعم كروز، رُتبت الأمور وحط الرئيس رحاله في الولاية، مشيدًا بأداء ممثلها في مجلس الشيوخ، ومحفزًا الجميع على التصويت له.

الأرقام تتكلم
انتهى اليوم الانتخابي بانتصار خيار الرئيس في مجلس الشيوخ، لكن مقارنة بسيطة بين أرقام كروز وأرقام زميله في الحزب الحاكم غريغ أبوت تظهر بشكل واضح مدى عدم اقتناع الجمهوريين بممثلهم في مجلس الشيوخ الذي حصل على أربعة ملايين&ومئتي ألف صوت، مقابل ما يقارب أربعة ملايين&صوت لبيتو أوروك، وهذا رقم ضخم بالنسبة إلى مرشح ديمقراطي في تكساس. أما الحاكم آبوت فتفوق على منافسه لوبيز فالديز بفارق وصل إلى أكثر من مليون ومئة ألف صوت.

بدايته كانت أفضل
للتمعن أكثر في تراجع كروز وسط الجمهوريين وغياب الثقة الشعبية به، يكفي استحضار نتائج انتخابات عام 2012 عندما ترشح لعضوية مقعد مجلس الشيوخ للمرة الأولى في وجه الديمقراطي بول سادلر، وتمكن من اكتساحه بشكل رهيب وبواقع 4.440.137 صوتًا مقابل 3.194.927 صوتا.

&خسارة مقعدين في مجلس النواب
ورغم استمرار تكساس على ولائها للجمهوريين، إلاّ أن ما عكر انتصار الحزب كان نجاح الديمقراطيين في الفوز بمقعدين في مجلس النواب، وتحديدا الدائرتين السابعة (فازت ليزي فليتشر على حساب جون كالبرسون)، والثانية والثلاثين (كولين أيلرد الأمور على &بيتي سيشنز).


&