هل من تأثير مباشر للعقوبات الأميركية على إيران على الداخل اللبناني، وتحديدًا على حزب الله، وما دور تلك العقوبات في تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية وعرقلتها؟.

إيلاف من بيروت: كيف يتأثر لبنان في مهب شظايا العقوبات الأميركية على إيران؟.

يؤكد الكاتب والإعلامي عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف" أنه منذ بضعة أسابيع ترأس الرئيس الأميركي دونالد ترمب إجتماعًا لمجلس الأمن القومي، وطلب من أعضاء المجلس تقديم التقرير ليجيب عن السؤال الآتي: "كيف يمكن مواجهة إيران "التوسعية" في المنطقة، والحد من أضرارها". فأجابه أعضاء المجلس، حيث انقسموا إلى فرقاء، ففريق أيّد التدخل الأميركي المباشر في إيران، والفريق الثاني نفى احتمال حدوث مثل هذا التصرف، ودعا إلى دعم المعارضة الإيرانية كي تقوم بدور داخلي سعيًا إلى ما يسميه ترمب تقويض النظام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

الفريق الثالث، وهو الذي مالت إليه الكفة، أكد على تشديد العقوبات على إيران، ومن هنا هذه هي المرة الأولى التي يتعرّض فيها&الضغط الأميركي مع طهران إلى أقسى حد من منطلق تضييق الخناق على إيران، وجعل الشعب الإيراني يشعر بمضار هذه العقوبات، ويعتمد الرأي الأميركي على تيار شعبي يمكن أن يعبّر عن معارضته ضد الحكم القائم في إيران.

يتابع مالك: "العقوبات تبقى أشد مما سبقها، لكن ليست شاملة بالمعنى الفعلي، لمصلحة الولايات المتحدة كان هذا رأي أقسى اليمين الممثل في دونالد ترمب، لكن في المقابل الدول الأوروبية المجتمعة ليست موافقة على ممارسة ترمب لفرض هذه العقوبات، الأمر الذي أوجد انقسامًا داخل الهيئات الأميركية والأوروبية حيال كيفية التصرف مع إيران.

يضيف مالك: "إن الموقف الأوروبي المعارض لترمب والمؤيد لإيران أحدث ثغرة كبيرة في مدى تأثير هذه العقوبات على الوضع في إيران، ويبقى بحسب مالك أن لبنان يتأثر بتلك العقوبات، ولكن ليس بالقدر الذي يتصوره أو يتمناه البعض الآخر. فالإدارة الأميركية ستفرض العقوبات على من تسميهم بعض المتعاملين بشكل أو بآخر مع الرصيد الإيراني، أي حزب الله".

حزب الله
ويلفت مالك إلى أن حزب الله لن يتأثر بقرارات من هذا النوع، لأن هناك علاقة متميزة بين إيران وحزب الله، وليس من المتوقع خلال فترة الأشهر القليلة المقبلة أن يصاب الدعم الإيراني الواضح لحزب الله بأي وعكة، ولكن على المدى البعيد الدعم الإيراني قد يتأثر. وأشار إلى ذلك الأمين العام لحزب الله في الكثير من المرات، من أن كل ما يأتي من الحزب هو من إيران.

بحسب مالك لبنان قد يتأثر على صعيد بعض الأفراد المتعاملين بشكل معيّن مع حزب الله من جهة، وأي جهة أو مصرف يتعاطى مع إيران بصورة مباشرة أو غير مباشرة. بمعنى أنه على المدى القريب ليست هنالك تأثيرات "قاتلة"، ولكن إذا طال أمد العقوبات هنا يمكن لنظام العقوبات أن يترك أثرًا على لبنان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

الاتحاد الأوروبي
وردًا على سؤال بأن الاتحاد الأوروبي أكد معارضته فرض واشنطن الحزمة الثانية من العقوبات، &فهل يحمي ذلك تأثير حزمة العقوبات على المنطقة، ولبنان خصوصًا؟.&

يجيب مالك أن ثغرة كبرى فتحت في موضوع العقوبات الأميركية على إيران، وبعض الزعماء في الدول الأوروبية اتصلوا بالرئيس الإيراني حسن روحاني، وأيدوا المعارضة المكشوفة للعقوبات الأميركية المفروضة على إيران، ووعد رؤساء هؤلاء الدول بتقديم كل الضمانات كي لا تتأثر إيران كثيرًا على الصعيد الإقتصادي ضمن حدود معينة.

ولدى سؤاله على الصعيد المحلي في لبنان، هل تحول العقوبات الأميركية على حزب الله دون مشاركته في الحكومة، وبالتالي يقوم على تعطيل تشكيلها؟. يجيب مالك أنه محليًا في موازاة العقوبات الأميركية على إيران تبرز العقوبات الأميركية على حزب الله أيضًا، فقد جرت اتصالات كثيرة بعيدة عن أعين الإعلام، قدمت نوعًا من وعود إلى الإدارة الأميركية بأن تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة يجب أن يضم كل مكونات الشعب اللبناني، بما فيها حزب الله، وجرى حوار حول أي نوعية من الحقائب يمكن أن يحصل عليها حزب الله، وكان الحزب مصرًا على تولي وزارة الصحة، ولبنان تلقى نوعًا من تأكيدات أن الأمر كما كان في السابق أي مشاركة حزب الله في الحكومات المتتالية لم يكن يثير أزمة في مرات سابقة، وهذه المرة تمت الموافقة على تأليف الحكومة مع حزب الله.

يبقى السؤال الكبير بحسب مالك ما علاقة التصعيد الأخير الذي عرقل حتى اللحظة في تشكيل الحكومة بعدما تم تذليل سائر العقبات، مع العلم أن حزب الله يدعم ما يسمى بالفريق السني لـ8 آذار، وهنا يأتي السؤال هل سيطرح الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطابه المرتقب يوم الجمعة المقبل بحل معيّن يمكن أن يُخرج لبنان من دوامة الأزمة الوزارية؟، ويشير التوقيت في عقدة توزير ما يسمى بسنة 8 آذار، بحسب البعض، الى أنه ليس بريئًا، في وقت يتطلع لبنان والدول الغربية إلى تشكيل حكومة في لبنان.
&