أبوظبي: أفردت صحف الإمارات حيزا واسعا لتغطية زيارة ولي العهد السعودي إلى أبوظبي، وأجمعت في افتتاحياتها وتقاريرها على أن هذا الحدث يؤكد من جديد وحدة الموقف والمصير بين السعودية والإمارات.

ووصفت صحف إماراتية في افتتاحياتها يوم الجمعة زيارة الأمير محمد بن سلمان بـ "المهمة والاستثنائية"، وأنها "تشكل نقطة محورية في الدور، الذي يقوم به البلدان في إعادة صياغة مستقبل المنطقة".

تحت عنوان " قلبان في جسد واحد"، قالت صحيفة "الخليج" إن اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة فاتحة الجولة الخارجية، التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد في المملكة العربية السعودية، إلى عدد من دول العالم، لم تكن مصادفة؛ إذ إنها تأتي تأكيداً للمكانة، التي تحظى بها الإمارات لدى قادة المملكة؛ فالعلاقة المتميزة والاستثنائية، التي تجمع البلدين؛ تعكس متانة أخوة تضرب جذورها في عمق التاريخ، إلا أنها تكتسب اليوم بعداً آخر إضافياً؛ يتمثل في رسم معالم المستقبل.

نحو التصدي للتحالفات المشبوهة

واعتبرت الصحيفة ان "الزيارة المهمة والاستثنائية، التي قام بها الأمير محمد بن سلمان إلى الدولة، ولقاءه&الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة؛ تشكل نقطة محورية في الدور، الذي يقوم به&البلدان في إعادة صياغة مستقبل المنطقة، على أسس الاستقرار، وإنقاذها من خطر المخططات، التي تستهدف شعوبها، والتي بات الجميع يستشعرها؛ عبر التحالفات المشبوهة، التي تهدف إلى إدخالها دوامة العنف والفوضى؛ باستخدام الجماعات الإرهابية؛ مثل: «الإخوان» و«داعش» و«القاعدة».

واضافت " وجاء تعبير &الشيخ محمد بن زايد عن سعادة الإمارات، المرحب بزيارة الأمير محمد بن سلمان؛ تأكيداً للعلاقة، التي تجمعهما؛ واعتزازاً بالعلاقات التاريخية المتجذرة بين البلدين، التي قال: «تنتظرها آفاق واسعة من التعاون والشراكة الوثيقة والمثمرة»، مؤكداً أن الإمارات ستبقى على الدوام وطناً محباً، وسنداً وعوناً لأشقائها في المملكة العربية السعودية، مشيرة الى ان الاستقبال الكبير، الذي حظي به الأمير محمد بن سلمان جسد حقيقة المشاعر، التي يكنها أبناء الإمارات لأشقائهم في المملكة؛ إذ إنه لا يحلّ ضيفاً ولا زائراً؛ بل إنه من أهل الدار، وأثبت البلدان أنهما قلبان يخفقان في جسد واحد، ومعاً سيبقيان..ومعاً سيواجهان تحديات المستقبل".

وحدة الموقف والمصير

وخلصت الى انه ولسنوات طويلة بقيت العلاقات الإماراتية السعودية علامة فارقة في العلاقة بين الجيران والأشقاء، ومثالاً في وحدة الموقف والمصير، وقد اختبرت هذه العلاقة في محطات كثيرة؛ كان البلدان يخرجان منها بشكل أقوى، وبعزيمة لا تلين، وجاءت زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الدولة؛ لتعمد هذه العلاقات مصيراً في الحاضر والمستقبل، خاصة وأنها تعد ركناً أساسياً من أركان الأمن الجماعي في مجلس التعاون لدول الخليج والأمن القومي العربي معاً.

تخفيف معاناة اليمنيين

تحت عنوان "التحالف الإنساني لليمن" قالت صحيفة البيان انه منذ انقلاب المليشيا الحوثية الإيرانية في اليمن، وحتى الآن، ورغم المعاناة الشديدة التي يعانيها الشعب اليمني الشقيق، سواء من ظروف الحرب المستمرة، أو من سياسة القهر والانتقام والعدوان، التي تمارسها المليشيا الانقلابية ضده، لم نسمع عن مساعدات إنسانية من إيران لليمن، فقط سلاح وصواريخ ودعم مالي وسياسي مستمر لمليشيتها الحوثية، هذا في الوقت الذي لم تتوقف فيه جسور المساعدات الإنسانية الممتدة من الإمارات والسعودية لليمن، والتي أشادت بها المنظمات الدولية المختلفة، خاصة الأمم المتحدة، التي تُقدّر على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، بنحو 18 مليار دولار أميركي.

ولفتت الى ان الإمارات والسعودية كانتا ومازالتا ملتزمتين بمساعدة الشعب اليمني، والتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يرزح تحتها، حيث تواصل الدولتان مبادراتهما وبرامجهما الهادفة إلى ضمان إبعاد شبح المجاعة عن اليمن، وها هما الدولتان تطلقان مبادرة «إمداد»، بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، والمنظمات الدولية الأخرى، بهدف توفير الاحتياجات الغذائية لـ 10 - 12 مليون يمني، وهي الفئة الأكثر تضرراً، منهم أكثر من 2 مليون طفل، بحيث تغطي المبادرة مستلزماتهم من المواد الأساسية، خاصة القمح، لمدة تصل إلى 4 أشهر.

وخلصت الى ان المبادرة تأتي انطلاقاً من الحرص على مساعدة الشعب اليمني الشقيق، والمساهمة في تحسين حياته المعيشية، حيث تغطي المبادرة أكثر من ثلث سكان اليمن، وستوفر المستلزمات المكونة من المواد الغذائية الأساسية.

سحق مخططات إيران

تحت عنوان "نحو تحرير كامل اليمن"، قالت صحيفة الوطن "انه منذ خروج المخطط الانقلابي الأرعن في اليمن إلى العلن، والذي كانت أداته الرئيسية مليشيات الحوثي، خدمة لأجندة إيران ونواياها التوسعية، حتى كان القرار اليمني حاسماً وواضحاً وبدعم تام من أشقائه في دول التحالف، بالعمل على سحق المخطط، وبسط الشرعية على كامل التراب اليمني، وهو قرار وطني عام ولا تراجع عنه، وتوجه مصيري سواء لصالح الشعب اليمني ومستقبل أجياله، أو لأمن وسلامة واستقرار المنطقة ودولها وشعوبها.

واضافت ان هذا الموقف الثابت سوف يتم تحقيقه سواء عبر إنجاز حل سياسي، أو بالقوة، ولذلك كان الدعم الدائم لكل محاولة تسرع الحل وفق مرجعياته المعتمدة، سواء القرارات الدولية أو مخرجات الحوار أو مبادرة دول التعاون، وخلال ذلك تم قبول الجولات العديدة التي تعمدت وفود الحوثي عرقلتها وتعطيلها، سواء بالتسويف أو المماطلة أو عدم الحضور، وتبين أن إعلانهم المشاركة في كل مرة كان محاولة مفضوحة بهدف الهروب إلى الأمام أو إيجاد مرجعيات جديدة للحل.

وخلصت الى ان على الأمم المتحدة أن تبين لمليشيات إيران، أن أي محاولة للعبث بالمباحثات القادمة أو الدفع لتكون نتيجتها كسابقاتها، فالقرار بالحسم العسكري سوف يكون النتيجة الوحيدة ولا تراجع عن تحرير كامل التراب اليمني من دنس الطغمة الانقلابية ومن يقفون معها ويدعمونها، وأنه لن يكون لإيران أي أتباع في اليمن.