ما أهمية الحوار اليوم بين القيادات اللبنانيّة لبحث الإستراتيجية الدفاعية لحزب الله، وذلك بعدما وعد رئيس الجمهورية اللبناني في شهر مارس الماضي أن يبحثها مجددًا بين مختلف الفرقاء؟.

إيلاف من بيروت: يعود ملف "الاستراتيجية الدفاعية"، الذي يلحظ ضمنًا مصير سلاح "حزب الله"، ليوضع على الطاولة، خصوصًا أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان قد وعد في شهر مارس الماضي بأن يتم التباحث به مجددًا بين القيادات اللبنانية بعد الانتخابات النيابية التي جرت قبل نحو 6 أشهر.&

وقد أعدت معظم القوى السياسية على ما يبدو أوراقها وطروحاتها، وإن كان "حزب الله" لا يبدي الكثير من المرونة والحماسة للعودة إلى الحوار، ويصر على الفصل بين النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية والبحث في مصير سلاحه، الذي يرفض الخوض فيه.

وسيلة تواصل
في هذا الصدد،&يعتبر النائب السابق إيلي ماروني في حديثه لـ"إيلاف" أن الحوار يبقى وسيلة تواصل بين اللبنانيين، والبديل من الحوار يكون التقاتل.&

ويضيف: "صحيح أن الحوار لم يكن على قدر أماني اللبنانيين، لكنه ساهم في حل بعض الأمور". ويأمل ماروني من ثلاثية الحوار اليوم النجاح، حتى لو كان الأمل ضئيلًا، كما يأمل من المتحاورين أن يصلوا إلى الحل المنشود، "كي لا نصبح نازحين كغيرنا، خصوصًا أن لبنان على شفير الإنهيار، وهذا الإنهيار سيكون اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا".

غير مثمرة
عن التجارب السابقة لجلسات الحوار، التي لم تكن مثمرة، فهل تغيّر الوضع إقليميًا لنجاح طاولة الحوار اليوم؟. يجيب ماروني أن لا تغيرات داخلية ولا خارجية، وأن الأمور لا تزال كما هي، لكن يبقى التواصل لتنفيس الاحتقان، ولإضفاء بعض الأمان، لأن الحوار يفسح المجال في إبداء الرأي مباشرة في مجمل الأمور.

إعلان بعبدا
عن طاولات الحوار السابقة التي أدت إلى إعلان بعبدا، الذي لم يُعمل به، يقول النائب عاصم عراجي لـ"إيلاف" إن سلاح حزب الله يبقى النقطة الخلافية في لبنان، إضافة إلى وضع استراتيجية دفاعية لهذا السلاح. أما الموضوعات الأخرى فقد تم الاتفاق عليها، ويبقى أن حزب الله يتهرَّب من تطبيق بعض الأمور، منها إعلان بعبدا، والمفروض أن هذا مدخل لمعالجة الأزمات في البلد.

حول هذا الموضوع، يقول النائب السابق كامل الرفاعي لـ"إيلاف" إن "أي توصية تؤخذ من أي مكان، كإعلان بعبدا مثلًا، لا بد أن يكون لها طريق، من خلال المؤسسات الدستورية، ولكن حتى إعلان بعبدا لم يمر بتلك القنوات".

لذلك أي حوار له قرارات أو توصيات يجب أن يمر بالمجلس النيابي، وحينها تصبح&لديه صفة الإلزامية، وغير ذلك يبقى تمنيات وتوصيات لا أكثر.

الفولكلور
عن وضع طاولات الحوار ضمن إطار "الفولكلور"، وأنها لن تخرج لبنان من نفق الأزمة، يقول عراجي: "إن الاجتماع الأول كان في العام 2005، ومن ثم 2006 و2008، وكان هو شخصيًا متواجدًا مع النائب إيلي سكاف حينها، وإذا كان الهدف فولكلوريًا، فإننا نكون نخدع الشعب اللبناني، علمًا أن أمورًا كثيرة استجدت على الساحة اللبنانية وتجب معالجتها، كالوضع الأمني والاقتصادي وسلاح حزب الله.

أما النائب السابق الرفاعي فيعتبر أن طاولات الحوار هي ضمن الوقت الضائع، فلا السياسيون ولا من يدعم من الخارج&لديه الوقت لولوج الحوار، لأن العمل منصب على وضع الإستحقاق الحكومي.
&