يتوجه المشاهدون الشباب بصورة متزايدة نحو الشبكات الاجتماعية والتطبيقات والألعاب الالكترونية والبرامج التلفزيونية بحسب الطلب، ويديرون ظهرهم للتلفزين التقليدي.

شكل عام 2017 مرحلة فاصلة في تاريخ التلفزيون. فلأول مرة، فاق الإنفاق على الإعلان الرقمي على الإنترنت في الولايات المتحدة الإنفاق على الإعلان في القنوات التلفزيونية.

قال المنتدى الاقتصادي العالمي في تقرير عن هذه الظاهرة إن هذا المال يتبع المشاهدين الشباب الذين يتوجهون بصورة متزايدة نحو الشبكات الاجتماعية والتطبيقات والألعاب الالكترونية والبرامج التلفزيونية بحسب الطلب. ونحت خبراء التسويق تسمية للمشاهدين الشباب الذين يعزفون الآن عن التلفزيون التقليدي هي "من لا يمكن الوصول إليهم".

تتوقع شركة غروب أم العملاقة للإعلان أن يتخطى الوقت الذي يمضيه المشاهدون مع الإعلام الرقمي عدد مشاهدي التلفزيون التقليدي في عام 2018؛ إذ ستبلغ حصة الإنترنت من المشاهدين 38 في المئة والتلفزيون التقليدي 37 في المئة، وسيمتد هذا الاتجاه ليشمل الصحافة الورقية والإعلام المسموع.

طريقة مختلفة

بلغت إيرادات الإعلان الرقمي في الولايات المتحدة 88 مليار دولار في عام 2017، بزيادة 21.4 في المئة على عام 2016، بحسب التقرير السنوي لمكتب الإعلان التفاعلي. من جهة أخرى، انخفض الإنفاق على الإعلان على التلفزيون التقليدي إلى 70.1 مليار دولار، أو بنسبة 2.6 في المئة، خلال الفترة نفسها.

في هذه الأثناء، قالت شركة نيسلن التي تتابع اتجاهات مشاهدة التلفزيون في الولايات المتحدة إن الشباب من الفئة العمرية 18 إلى 24 سنة كانوا يشاهدون التلفزيون التقليدي أقل من ساعة و49 دقيقة في اليوم، في الربع الثاني من عام 2017، مقارنة بساعتين و10 دقائق في اليوم في عام 2016. وحافظ التلفزيون التقليدي على قاعدة مشاهديه من الفئة العمرية 50 إلى 64 سنة.

يُلاحظ أن الشباب ما زالوا يشاهدون التلفزيون، لكن بطريقة مختلفة. وتبين الأرقام أن 73 في المئة من الألفيين الاميركيين يستخدمون خدمات بث على الإنترنت مثل نتفليكس وآمازون.

ما حجم التغير؟

أخذت شركات التوزيع تستجيب لهذه البيئة المتغيرة بسرعة، ساعية إلى ربط المحتوى وامتلاكه، كما تبين عمليات الدمج والاستملاك الأخيرة في قطاع الاعلام مثل عرض أي تي آند تي لشراء تايم وارنر وتنافس كومكاست مع ديزني على شراء شركة فوكس.

السؤال الذي يثيره هذا التطور هو: ما حجم التغير الذي سيحدث في الاستوديوهات وهل ستحمل خدمات بث الافلام والبرامج على الإنترنت إعلانات، وما عددها، ولمن ستوجه، بعد أن علَّمت نتفليكس وآمازون جيلًا كاملًا بأن التلفزيون الخالي من الإعلان مقابل اشتراك رخيص هو القاعدة؟

يقول فريد بن عمور من مبادرة مستقبل المعلومات والترفيه في المنتدى الاقتصادي العالمي إن الفيديو يبقى الطريقة المفضلة لدى الشباب لقضاء وقت الفراغ بين خدمات البث على الإنترنت والتلفزيون التقليدي، لكن الإعلانات التقليدية تلقى قبولًا أقل بين هذه الفئة العمرية. وعلى الشركات ومنتجي البرامج أن يجدوا في ما بينهم طرائق جديدة للإعلان الرقمي من أجل الوصول إلى هذا الجمهور، إذا أرادوا الحفاظ على التمويل اللازم للمحتوى بالنوعية الحالية للإنتاج.

مخاطرة؟

الجانب المهم الآخر في ظاهرة الفارق في الإنفاق الإعلاني على وسائل الإعلام التي يتابعها الشباب والمشاهدون الأكبر سنًا هو من يملك المال للإنفاق على المشاهدة.

بحسب شركة أومنيكوم الأميركية للإعلام والتسويق والاتصالات، تبلغ سوق الأميركيين الشباب 1.3 ترليون دولار. لكن هذا الرقم يبقى صغيرًا مقارنة بالقدرة الإنفاقية للأجيال الأكبر سنًا.

ووفقًا لشركة ماركيتنيغ تشارتس للتسويق، جيل المولودين بين عامي 1946 و1964 هو الأكثر انفاقًا على المشاهدة: 765 دولارًا في الشهر لكل عائلة أميركية أو ما يزيد بنسبة 50 في المئة على متوسط ما ينفقه الألفيون، وهو 508 دولارات في الشهر لكل عائلة من هذا الجيل. &هذا يعني أن جيل 1946 - 1964 كان بحلول عام 2017 يسيطر على 70 في المئة من الدخل القابل للتصرف في الولايات المتحدة.

السؤال المطروح اليوم: هل شركات التسويق المتلهفة على كسب الأجيال الشابة من المستهلكين ترتكب مخاطرة بتجاهلها الجيل الأكبر؟

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "المنتدى الاقتصادي العالمي". الأصل منشور على الرابط:

https://www.weforum.org/agenda/2018/05/consumers-will-spend-more-time-using-online-media-than-watching-tv-in-2018/