إيلاف من القاهرة: كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن تنظيم داعش وضع خطة لاستهداف المسيحيين في احتفالات أعياد الميلاد، مشيرًا إلى أن التنظيم نفذ 11 عملية دهس إرهابية، نتج عنها مقتل وإصابة نحو 892 في بريطانيا، وإسبانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة الأميركية، وألمانيا وكندا.

وقال المرصد في دراسة له، إن صفحات ومنصات التنظيمات المتطرفة والإرهابية وخاصة التابعة منها لتنظيم داعش الإرهابي قد دشنت حملة ضخمة لحث أنصارها ومؤيديها على الاستعداد لشن هجمات إرهابية مستغلين احتفال العالم بأعياد الميلاد وامتلاء الساحات والميادين بالمحتفلين، الأمر الذي يمثل فرصة كبيرة لشن هجمات الدهس التي اشتهر بها التنظيم في السنوات الماضية.

وبالتوازي مع تنفيذ تلك الأعمال الإرهابية، دشن التنظيم حملة أخرى تستهدف نشر الرعب والخوف في العالم أجمع عبر نشر رسائل التحذير والوعيد وبث الرعب والخوف من الاحتفال بأعياد الميلاد، حيث نشر&أحد&الحسابات التابعة للتنظيم: "يا أنصار الخلافة ها هي أعياد الصليبيين تقترب فلذلك ندعوكم لإرهابهم على موقع الفايسبوك، أَرْهِبوهم وأَرْعِبوهم لدرجة تجعلهم لا ينزلون إلى شوارعهم للاحتفال بعيد ميلاد الذي عبدوه من دون الله".

وحدد الحساب الداعشي عددًا من أهداف هذه الحملة، وهي للمؤسسات الإعلامية الكبرى مثل الـ "بي بي سي وفرانس24"، إضافة إلى صفحات عدد من المؤسسات الدينية المسيحية مثل الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية، فضلًا عن الهجوم على صفحات عدد من قادة الدول والرؤساء أمثال الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأضاف المرصد أنه خلال المتابعة المستمرة لإصدارات التنظيم وكتاباته وفيديوهاته التي ينشرها عبر منصاته الإعلامية المتعددة؛ توصل إلى عدد من المنشورات والكتابات والفيديوهات التي أعدها التنظيم وأطلقها لحث التابعين والمناصرين له لاستغلال أعياد الميلاد في تنفيذ الأعمال الإرهابية ونشر الرعب وجذب وسائل الإعلام إلى خطورته مرة أخرى بعد أن فقد جُلَّ قدراته خلال العام 2018.

ولفتت الدراسة إلى أن التجمعات البشرية الكبيرة تمثل فرصة مناسبة لهجمات الدهس باستخدام السيارات الكبيرة والمتوسطة، التي توقع عددًا هائلًا من الضحايا والمصابين وتنشر الرعب بين سكان تلك الدول، ففي يوليو 2016 دهس شاب تونسي ينتمي لتنظيم داعش، باستخدام شاحنة كبيرة، حشودًا تجمعوا للاحتفال بيوم الباستيل؛ مما أسفر عن مقتل 86 شخصًا وإصابة العشرات قبل إطلاق النار عليه، وفي ديسمبر من العام نفسه شهدت برلين استهدافًا لسوق أعياد الميلاد من قِبل مهاجم يقود شاحنة تمت سرقتها مما أسفر عن مصرع 12 شخصًا وإصابة أكثر من 50 آخرين.

وشدد المرصد على ضرورة بذل كافة الجهود الأمنية والاستخباراتية لمنع هجمات الدهس والطعن خلال أعياد الميلاد، كونها تمثل طوق النجاة للتنظيم للعودة إلى واجهة الإرهاب العالمي مرة أخرى بعد أن توارى خلال السنتين الماضيتين، إضافة إلى كون تلك الأعمال تسهم بشكل فعال في توجيه دفعة المتطرفين حول العالم نحو تنظيم داعش كقبلة "للجهاد" بعد أن شهد التنظيم موجات متلاحقة من الهزائم والانشقاقات والفرار، والتي أثرت على قدراته وقوته بشكل كبير وجعلت الكثير من المحللين والمراقبين يتوقعون أن العام الجديد سيشهد نهاية التنظيم الأكثر دموية في التاريخ.

ونبه المرصد إلى أن "داعش" أطلق إصدارًا مرئيًّا جديدًا بعنوان: "أعد نفسك"، صادرًا عن "المنتصر للإنتاج الإعلامي" باللغة الإسبانية ومترجمًا إلى العربية والإنجليزية، يهدف إلى حشد عناصره وخلاياه النائمة وذئابه المنفردة لتنفيذ الأعمال الإرهابية خلال احتفالات أعياد الميلاد عبر الدهس والتفجير.

ولفت المرصد إلى أن التنظيم دعا عناصره ومؤيديه إلى التخفي بين الناس حتى لا يُعرفوا، حيث قال في الإصدار: "لنسفك دماء هؤلاء الكفار، ادخلْ حشودَهم والبس ملابسهم مع عبوة متفجرة لا تراها عيون الذين لا يؤمنون بالغيب، قم بتفجيرهم وازرع الذعر والرعب في قلوبهم .. أرعب كل نظام يدعو للشر والكفر".

وأوضح المرصد أن التنظيم دعا أعضاءه ومناصريه خلال الفيديو الذي استغرقت مدته 8 دقائق، إلى استهداف تجمعات المسيحيين أثناء احتفالات أعياد الميلاد، بأي طريقة ممكنة سواء بالأحزمة الناسفة أو الدهس بالسيارات والطعن بالسكاكين، موجهًا من لم يستطيعوا "الهجرة إلى التنظيم" أن يعملوا على إرهاب المواطنين الغربيين، ودعاهم إلى "قول: الله وأكبر، بعد استهداف حشود المحتفلين، حتى يسيطر الرعب على قلوبهم"، مضيفًا "الثأر قد أتاكم".

وحذر المرصد من خطورة تلك العمليات الإرهابية المتوقع حدوثها، خاصة عمليات الدهس التي تقوم بها الذئاب المنفردة، والتي يصعب بشكل كبير منعها أو التنبؤ بها؛ لذا فإن على أجهزة الأمن والمعلومات أن تستنفر قواتها خلال تلك الاحتفالات لإحباط الأعمال التي ينوي التنظيم القيام بها.