واشنطن: تتواصل أعمال العنف الدائرة في أربعة صراعات على الأقل مشتعلة في آن واحد في سوريا، ليتواصل بذلك تزايد أعداد القتلى في تلك الحرب المستمرة منذ سبعة أعوام، بينما لم تلح في الأفق أي إشارات دالة على أنها ستتوقف عما قريب.

ونشرت مجلة "نيوزويك" الأميركية تقريراً مطولاً عن حقيقة ما يدور في سوريا، متطرقة إلى كثير من التفاصيل التي تكشف عن طبيعة الحرب بالوكالة المشتعلة على الأراضي السورية الآن بين الولايات المتحدة، روسيا، إيران وتركيا.

سوريا 

تعيش بتلك الدولة المتوسطية الشرق أوسطية أغلبية سنية إلى جانب أقليات عرقية تضم الأكراد، الأرمن والتركمان، في حين يشكل الشيعة، المسيحيون والدروز الأقليات الدينية. وتحكم عائلة الأسد سوريا منذ العام 1972 حتى يومنا هذا، ويتصدى بشار لتلك الاضطرابات التي بدأت في بلاده والمنطقة عموما منذ عام 2011، وبعد فر وكر، نجح مؤخراً في فرض سيطرته إلى حد كبير بفضل تلقيه المساعدات.

الولايات المتحدة

عملت واشنطن عن قرب مع دمشق من أجل إنهاء الحرب الأهلية التي كانت مشتعلة في لبنان عام 1990 وخلال المراحل الأولى لحرب العراق وتلك الحرب التي يطلق عليها "الحرب على الإرهاب"، ومع هذا، فإن العلاقات بينهما سيئة بشكل عام. وقد اتهمت الدولتان بعضهما البعض برعاية الإرهاب وحين بدأت الاحتجاجات في سوريا عام 2011، أعلن باراك أوباما عن تأييده للمعارضة آنذاك. 

 

ضابط أميركي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يتحدث مع مقاتل من وحدات حماية الشعب الكردية

 

وبعدها بفترة قصيرة بدأت المخابرات الأميركية في تدريب وتسليح الجماعات المتمردة مثل الجيش السوري الحر، كما شكلت الولايات المتحدة تحالفا دوليًا وبدأت في قصف تنظيم الدولة في 2014، وفي العام التالي، أسس البنتاغون تحالف القوات السورية الديمقراطية، وهو تحالف كردي يضم عرباً وأقليات عرقية. وبالفعل نجح التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالتعاون مع القوات الديمقراطية السورية في اجتياح المناطق التي كانت تخضع لسيطرة داعش وأعلنت فوزها في أكتوبر الماضي بمحافظة الرقة. 

ومع هذا، شهدت العلاقة الأميركية - الكردية بعض التوتر، حيث قامت تركيا بغزو منطقة عفرين الواقعة شمال غرب سوريا وتخضع لسيطرة الأكراد، بينما لم تتحرك الولايات المتحدة للحيلولة دون حدوث ذلك.

روسيا

كانت سوريا حليفة للاتحاد السوفيتي إبان فترة الحرب الباردة، حيث كانت تشتري الأسلحة الروسية، وقد تدخلت روسيا عسكريًا في روسيا عام 2015 بناء على طلب بشار، لتحول الدفة في نهاية المطاف لصالح الرئيس السوري. 

 

جندي روسي يقف بين صورة للأسد وصورة لبوتين في ضواحي دمشق المجاورة لمنطقة الغوطة الشرقية

 

وبينما كان يحارب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تنظيم داعش في الشمال، فقد ساعدت الطائرات الروسية القوات السورية والميليشيات الموالية للحكومة السورية لاعادة فرض السيطرة على مدن رئيسية وأخذها من العناصر المسلحة، بما في ذلك حلب أواخر 2016، وهو التطور الذي أجبر تركيا التي تتخذ موقفا داعما للمعارضة على الانضمام لجهود السلام التي قادتها روسيا وإيران في العام التالي. كما ساعد الجيش الروسي سوريا على استرداد مناطق صحراوية شاسعة كانت تخضع لسيطرة داعش.

إيران

ترتبط سوريا وإيران بعلاقة تحالف وطيدة منذ أن وقفت دمشق إلى جانب طهران خلال فترة الحرب الإيرانية - العراقية خلال ثمانينات القرن الماضي، وها هي تلك العلاقة ما زالت مستمرة إلى الآن لدرجة أن الحكومة السورية باتت تعمل عن قرب مع حزب الله اللبناني المدعوم من جانب إيران، الذي تحرك بدوره لدعم الأسد بعد فترة قصيرة من اندلاع أعمال العنف في سوريا، كما استدعت إيران عددًا من باقي الميليشيات الشيعية من المقاتلين المحليين وكذلك الأجانب من أفغانستان والعراق. 

وشاركت تلك الميليشيات غير النظامية في الحرب بالصفوف الأمامية ضد داعش والمتمردين، واتهمتهم أميركا بأنهم وكلاء لتواجد إيران المتنامي بشكل واضح في المنطقة.

تركيا

سعت سوريا لتحسين علاقتها بجارتها الواقعة في الشمال، تركيا، عام 1998، حين اعتقلت ورحلت زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، الذي شنت جماعته حركة تمرد انفصالية على مدار عقود ضد تركيا. لكن سرعان ما بدأت تنهار تلك العلاقات بعد نشوب اضطرابات وأعمال عنف في سوريا عام 2011، حيث انحازت تركيا لصفوف المعارضة، واستمرت على هذا النهج مع تحول موقف الولايات المتحدة ودعمها للجماعات الكردية مثل قوات وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا منظمة ارهابية ذات صلة بحزب العمال الكردستاني. كما دعمت تركيا الجيش السوري الحر، الذي كان يحظي بدعم أميركا من قبل، في الصدامات والمواجهات التي كان يخوضها ضد القوات الديمقراطية السورية المدعومة من البنتاغون. 

وأطلقت تركيا في شهر يناير الماضي العملية التي أطلقت عليها "عملية غصن الزيتون" بارسالها قوات مع قوات الجيش السوري الحر المتحالفة لطرد العناصر التابعة لوحدات حماية الشعب من منطقة عفرين السورية الحدودية. 

 أعدت "إيلاف" المادة نقلا عن مجلة "نيوزويك" الأميركية، الرابط الأصلي أدناه: 

http://www.newsweek.com/whats-happening-syria-everything-you-need-know-proxy-war-us-russia-iran-turkey-829412