«إيلاف» من لندن: تجتمع المعارضة السورية بحثا عن حل يوقف الدم في الغوطة السورية فيما ذهبت الاجتماعات الدولية في مجلس حقوق الانسان ومجلس الأمن الدولي أدراج الرياح دون أي فعل مؤثر على وضع المدنيين الذين يتساقطون يوميًا.

وقال لـ "إيلاف" محمد برو مدير مركز صدى للابحاث واستطلاع الرأي، إن "جميع التصريحات والبيانات التي تصدر عن الهيئات الدولية عموما بخصوص المقتلة السورية وعلى وجه التحديد تلك المحرقة التي تجري في الغوطة تحت سمع المجتمع الدولي وبصره لا تغير أية تفصيلة من تفصيلات تلك المحرقة ولا تزيد الازمة السورية الا ايغالاً في التعقيد".

وأضاف من الواضح "من موقف روسيا كدولة عظمى محتلة للاراضي السورية وحامية لدميتها نظام الاسد انها تضرب بعرض الحائط جميع المقررات والادانات بحق نظام القتل في سوريا، بل وتشارك بقواتها واسلحتها في الشطر الاكبر من عملية القتل الممنهجة والهادفة لاحداث تغيير ديموغرافي وتهجير قسري يخدم مصلحة بقاء النظام واستمرار الأزمة”

اجتماع في اسطنبول

واجتمع أمس الاثنين الائتلاف الوطني السوري المعترض والمجلس الإسلامي السوري في اسطنبول التركية ، وأكد الطرفان" أن روسيا تبحث عن الذرائع لتهجير سكان الغوطة الشرقية وإحداث تغيير ديمغرافي هناك"، مشددين على أن موسكو رفضت جميع المقترحات لإيجاد حل يوقف عمليات القتل الجماعية في المنطقة.

لقاء أعضاء الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني بحضور رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري، مع أعضاء من المجلس الإسلامي السوري، بحث التصعيد العسكري الشرس ضد الغوطة الشرقية، والذي أدى إلى مقتل المئات خلال الأيام القليلة الماضية.

وشددت نائبة رئيس الائتلاف الوطني سلوى أكسوي أن ما يحدث في الغوطة الشرقية هو عمليات إبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية، مجددة الدعوى لتنفيذ قرار مجلس الأمن بشكل عاجل وفوري.

وقال الحريري إن النظام ومن ورائه روسيا لم يلتزما على الإطلاق بالقرار 2401، مرجعاً السبب لعدم وجود أي آليات لتنفيذ القرار الصادر عن مجلس الأمن.

وأضاف الحريري إن هناك اتصالات تجريها هيئة التفاوض السورية مع عدد من الدول الفاعلة في الملف السوري، بهدف وقف جرائم الحرب التي تحدث في الغوطة الشرقية، وتحدث عن ضرورة تكاتف قوى الثورة والمعارضة السورية بوجه جميع المحاولات التي تسعى لإفشال الثورة السورية.

رفض اخراج النصرة

من جانبه، كشف عضو المجلس الإسلامي السوري أيمن شعباني أن موسكو لم تقبل بأي مقترح لإخراج "جبهة النصرة" من الغوطة الشرقية، وأكد على أن ذلك متعمد بهدف تهجير السكان بعد تدمير المنطقة.

ودعا شعباني، المعارضة السورية لتكثيف الجهود السياسية والاتصال بالدول الداعمة للثورة السورية من أجل وقف الحملة الشرسة على سكان الغوطة، وتنفيذ القرار 2401 القاضي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً على الأقل وإدخال المساعدات الإنسانية للمحتاجين .

وكان الائتلاف قد استنكر جرائم النظام وروسيا في الغوطة، وقال إن المدنيين يتساقطون في الغوطة الشرقية مع مرور كل يوم وعلى مدار الساعة، جراء القصف الجوي والمدفعي لطائرات النظام وطائرات الاحتلال الروسي.

وأشار في بيان ، تلقت "ايلاف" نسخة منه، الى المجازر التي ارتكبت على يد روسيا والنظام خلال الساعات القليلة الماضية طالت مدن وبلدات جسرين وسقبا وحمورية ودوما ومسرابا وكفربطنا والأشعري وبيت سوى وحرستا وعربين والشيفونية وجوبر، ما يعني أن الغوطة الشرقية المحاصرة مستهدفة بكل مناطقها.

مسؤولية روسيا

واعتبر البيان أن "الهجوم الإجرامي الوحشي عليها يهدف إلى أحد أمرين: إما قتل جميع من في الغوطة أو تهجيرهم، الأمر الذي يضع المجتمع الدولي مجدداً أمام مسؤولياته، باعتبار أن الغوطة الشرقية تتعرض حالياً لحملة إبادة جماعية على يد روسيا والنظام والميليشيات الإيرانية".

وقال أن أيًا من أطراف المجتمع الدولي "لا يحق له أن يتنصل من مسؤولياته تجاه وقف الإبادة الجماعية بحق سكان الغوطة".

وأكد الائتلاف أن روسيا طرف أساسي في النزاع، وتتحمل المسؤولية المباشرة عن جرائم الحرب المرتكبة في سوريا، ولا بد من محاسبتها ومحاسبة جميع المجرمين من كافة الأطراف.

وجدد مطالبته المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه المدنيين، موضحاً أن "مجلس الأمن يجب أن يتجاوز التعطيل الروسي المستمر، وأن يبادر إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة وممارسة الضغوط اللازمة لوقف الإبادة الجماعية الجارية في الغوطة ".