أكد نزار بركة أمين عام حزب الاستقلال المغربي أن حزبه يواصل حتى الآن نهج المساندة النقدية للحكومة.
إيلاف من الرباط: أوضح بركة، الذي كان يتحدث أمس، خلال استضافته من طرف وكالة المغرب العربي للأنباء، لمناقشة موضوع "أي تموقع لحزب الاستقلال في المشهد الحزبي والسياسي المغربي الحالي" أن "المجلس الوطني لحزب الاستقلال كان قد قرر في أكتوبر الماضي أن يساند الحكومة الحالية"، مشيرًا إلى أن "المجلس الوطني، الذي يعتبر بمثابة برلمان الحزب، سيقوم بتقييم موضوعي لهذه الوضعية" خلال اجتماعه المرتقب في أبريل المقبل، وسيقرر على ضوء ذلك إن كان الحزب سيستمر في مساندة الحكومة أم إنه سيمر إلى المعارضة.
بطء في تطبيق الإصلاحات
أضاف بركة أن حزب الاستقلال يعتبر أن الحكومة الحالية، التي يقودها سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لديها فرصة ذهبية لتطبيق الإصلاحات، وذلك على غرار سابقتها، التي كان يقودها عبد الإله ابن كيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، مشيرًا إلى أن حكومة ابن كيران، ولأول مرة منذ سنة 1998، استمرت حتى نهاية ولايتها من دون إجراء انتخابات وسط الولاية.
سجل بركة، في الوقت نفسه، وجود صعوبة حقيقية في إنجاز الإصلاحات، مبرزًا أنه "ما زلنا لم نر أي إصلاحات مهمة في مجالات حيوية، مثل التعليم والصحة المرافق العمومية والولوج إلى الخدمات الأساسية والجهوية المتقدمة، بل أكثر من ذلك هناك بطء كبير في هذا المجال".
أزمة تقاعد البرلمانيين
بخصوص ملف تقاعد البرلمانيين، اعتبر بركة أن بإمكان مجلس النواب إيجاد حلول لتجاوز إشكالية ديمومة صندوق تقاعد البرلمانيين، موضحًا أن "مجلس النواب يمكنه بميزانيته، وفي إطار العقلنة والعمل، أن يجد حلولًا بنفسه لتجاوز الإشكاليات المطروحة بخصوص ديمومة هذا الصندوق".
وذكر الأمين العام لحزب الاستقلال بأن الفريق النيابي للوحدة والتعادلية قدم مقترحات، في هذا الاتجاه، معتبرًا أن غالبية برلمانات العالم اليوم تتوافر على تقاعد البرلمانيين.
وأكد بركة أن الأحزاب السياسية مدعوة إلى اللعمل على بلورة رؤية واضحة للإشكاليات المطروحة، وتقديم حلول لها، وتطوير العرض السياسي والتنظيمات السياسية، وذلك من أجل تجاوز إشكالية العزوف، وخاصة في صفوف الشباب.
ربط القول بالفعل
وأوضح بركة أن "الإشكال الحقيقي اليوم يتعلق بالمصداقية والوفاء بالالتزامات"، مشددًا في هذا السياق، على أن "ربط القول بالفعل هو أساس عمل حزب الاستقلال في المستقبل، كما قام به في الماضي".
وبعدما أبرز أن الحزب قام بوضع برنامج عمل قصير المدى، يترجم البرنامج الاستراتيجي 2017-2021، وذلك في إطار الطموح لاسترجاع مكانته في صدارة المشهد السياسي والحزبي، اعتبر بركة أنه تتعيّن اليوم بلورة بناء جديد للجسم الحزبي لكي يكون أكثر قربًا من المناضلين، وللقيام بدوره الترافعي للدفاع عن المواطنين، ولتقديم الحلول والبدائل بغية تجاوز التحديات والإشكاليات المطروحة.
وانتخب بركة أمينًا عامًا لحزب الاستقلال في أكتوبر الماضي، خلفًا لحميد شباط، الذي شكلت فترة ولايته فترة توترات وصراعات داخلية وخارجية، كادت تعصف بالحزب التاريخي في المغرب.
التعليقات