اعتبر وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، أن «داعش» مازال يشكل الخطر الإرهابي الأول بالنسبة إلى الدول العربية، على الرغم من الحدّ من الانتشار الجغرافي لهذا التنظيم.
إيلاف من الرباط: أشار لفتيت، في عرض قدمه في الجزائر، حول "الاستراتيجية الشمولية المتعددة الأبعاد التي اعتمدتها المملكة المغربية في مواجهة الخطر الإرهابي"، أن خطر "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، يكمن في مواصلة "استغلال هذا التنظيم الوضع الأمني الهش في بعض المناطق، وكذا تخطيطه لتصدير المخاطر الإرهابية إلى مناطق أخرى".
ضرورة التكاتف أمنيًا
زاد لفتيت مبينًا في الدورة الخامسة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقدة في الجزائر، أن منطقة الساحل تشكل "واحدة من أكثر المناطق المعنية بذلك، لوجود أحد أخطر التنظيمات الموالية لتنظيم "داعش" فيها، يمثلها تنظيم "الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى"، والذي يعمل على إبرام تحالفات مع تنظيمات أخرى تنتمي في ولائها إلى تنظيم "القاعدة"، كـ"جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" التي تنشط في إقليم أزواد".
وشدد وزير الداخلية المغربي على أن هاجس الحدّ من التهديد الإرهابي "يبقى حاضرًا، لا محالة، لدى جميع الدول العربية"، وأضاف أن هذا الأمر "يحتم تكثيف العمل الجماعي كضرورة ملحّة ومستعجلة بالنظر إلى التحديات المشتركة من أجل التوجّه إلى المستقبل برؤية موحدة قائمة على تعزيز التعاون الدولي لتوفير بيئة أمنية قوية".
وأكد لفتيت على وعي المملكة التام بـ"أهمية الاشتغال من داخل فضاء مؤسساتي أمني من قيمة مجلس وزراء الداخلية العرب"، وأشار إلى أن اجتماعات المجلس "فرصة لمساءلة السياسات الأمنية للدول العربية وتقويم أدائها ومدى تلاؤمها مع التطورات التي تعرفها وسائل عمل المنظمات الإرهابية والإجرامية".
لحظة عربية حاسمة
ذهب لفتيت في كلمته إلى أن انعقاد الدورة يأتي "في سياق دولي يتسم بتنامي الأخطار الإرهابية وارتفاع وتيرتها بشكل مكثف خلال السنوات الأخيرة في مختلف مناطق العالم"، مسجلًا أن الدول العربية توجد في "قلب هذه المخاطر والتحديات"، كما عدّ مجلس وزراء الداخلية العرب "فضاء مناسبًا لتوحيد الجهود وبلورة استراتيجيات مشتركة للقضاء على هذه الآفة".
ولفت المسؤول المغربي إلى أن العالم العربي يعيش اليوم "لحظة مفصلية في حربه على الإرهاب"، مبرزًا أن هناك "مجالات للتعاون ثبتت فعاليتها، وأعطت نتائج متقدمة جدًا في الحدّ من انتشار بعض التنظيمات الإرهابية، مقابل مناطق لا تزال تشكل ملاذًا للعناصر المتطرفة وقاعدة خلفية تمس بالوضع الأمني الإقليمي".
التعليقات