باريس: أعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن نيته في استخدام القارة الأفريقية بوابة لنشر اللغة الفرنسية في أنحاء العالم بأمل أن يدعم ذلك محاولته تعزيز موقع فرنسا على الساحة الدولية.
ولاحظ مراقبون أن ماكرون هو أفضل مَنْ تكلم الانكليزية بين الرؤساء الفرنسيين قاطبة وانه يلجأ الى لغة عدو فرنسا التاريخي عندما يخاطب العالم قائلا "فرنسا عادت" أو عندما يتحدث عن حماية البيئة مستخدماً التعبير الانكليزي "لنجعل كوكبنا عظيماً من جديد".
ورغم استخدام ماكرون اللغة الانكليزية خلال زياراته للبلدان الأخرى فانه أطلق حملة لترويج لغته الأم. وسيعلن بمناسبة "اليوم العالمي للفرنكوفونية" في 20 مارس خطة لنشر استخدام الفرنسية في العالم معتبراً اللغة أداة لتعزيز مكانة فرنسا الدولية.
وكان ماكرون وجه خلال زيارته بوركينا فاسو اواخر العام الماضي نداء حاراً الى الأفارقة الناطقين بالفرنسية ألا يديروا لها ظهورهم بالانتقال الى الانكليزية.
وتبين أرقام فرنسية رسمية أن اللغة الفرنسية جاءت عام 2014 بالمركز السادس في عدد الناطقين بها بعد الصينية والانكليزية والاسبانية والعربية والهندية. وللتعويض عن هذا الفارق تنظر فرنسا الى افريقيا من أجل زيادة الناطقين بلغتها.
ويستند ماكرون في الرهان على القارة الأفريقية الى دراسة أجرتها المنظمة الدولية للفرنكوفونية متوقعة فيها ان يزيد عدد الناطقين بالفرنسية في القارة الأفريقية على مليار شخص بحلول عام 2065 نتيجة الانفجار السكاني في القارة بحيث لا تتقدم عليها إلا البلدان الناطقة بالانكليزية.
ولكن منتقدين وصفوا هذه الأرقام بالمبالغة مشيرين إلى أن سكان البلدان التي تستخدم الفرنسية لغة رسمية ليسوا كلهم يتكلمون هذه اللغة التي كانت في السابق لغة الدبلوماسية.
ويرى ماكرون رداً على منتقديه ان الفرنسية تتعايش مع اللغات الافريقية المحلية بصورة أفضل من الانكليزية التي يتهمها بالغاء اللغات المحلية. ولكن بعض منتقديه يقولون انه سفير غير مؤهل لتمثيل لغته الأم.
واعرب متحمسون للغة الفرنسية عن استيائهم لاستخدامه الانكليزيه في عدة مقابلات وخطابات وكذلك في عناوين مؤتمرين عُقدا في باريس هما "قمة كوكب واحد" وقمة "اختاروا فرنسا" لتشجيع رؤوس الأموال الأجنبية على الاستثمار فيها.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "لوكال". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.thelocal.fr/20180319/making-french-great-again-macron-looks-to-africa
التعليقات