أكد مشاركون في الدورة السابعة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي تنظمه حكومة إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن الحكومات كانت في زمن التلفزيون قادرة على ضبط المعلومات وتقنينها، فيما هي اليوم غير قادرة على فرض سيطرتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتساءلوا في الجلسة التي أقيمت تحت عنوان "الحكومات والقطاع الخاص.. ماهيتها وطبيعة الأدوار المناطة بها في عصر المجتمع الرقمي"، عن مدى خطورة الشركات العاملة في مجال بيع المعلومات، وحساسية العلاقة بين القطاعين الحكومي والخاص، وتأثير التحول الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي على المتغيرات الاقتصادية، والأمنية، والاجتماعية في بلدان العالم.
بيع المعلومات
وأكد شون سبايسر المتحدث السابق باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة الأميركية لديها قطاع خاص كبير وضخم يقود حراك التكنولوجيا ويقدمها ليس على المستوى المحلي وحسب، وإنما على المستوى العالمي أيضاً، مضيفاً أن ما تحتاجه الحكومات في التعامل مع القطاع الخاص هو تحقيق التوازن على مختلف المستويات، الأخلاقية، والأمنية، والاقتصادية، وأوضح أن المستخدمين الذين ينشؤون حسابات جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي يوافقون على شروط كثيرة من دون قراءتها، وهذه الشروط تمنح الشركات الخاصة حق التصرف والاستفادة من معلوماتهم الشخصية ومعلومات أصدقائهم وعائلاتهم.
حجب المعلومات
وتابع أن رؤية الحكومات في حماية المعلومات تبدو صحيحة خاصة إذا ما تم النظر إلى الموضوع من واقع أن المؤسسات الخاصة تملك حرية التصرف في هذه المعلومات، وأن هذه المخاوف التي تملكها الحكومات لا يجب أن تتحول إلى سلطة رقابة وحجب، وإنما يجب إيجاد حلول متوازنة، والاعتماد على الشفافية في التعامل بين القطاع الحكومي والجمهور.
واعتبر سبايسر أن التعامل مع الجمهور يضع الحكومات أمام جملة من التحديات، أهمها أن الجماهير ترى في تدخل الحكومات فرضاً لنظام وحجبا لمعلومات وتراجعا لمستوى الحريات، الأمر الذي يحتم على الحكومات انتهاج سياسة الشفافية في تعاملها مع الجمهور.
نجيب ساويرس: الحكومات غير قادرة على فرض سيطرتها على مواقع التواصل الاجتماعي
وأكد نجيب ساويرس الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم تيليكوم القابضة في مصر أن القطاع الخاص ينظر إلى التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي نظرة ربحية، وغرضه منها تحقيق المكاسب، في الوقت الذي ينظر القطاع الحكومي إلى هذا التحول الرقمي بوصفه خروجا عن السيطرة، لافتا إلى أن الحكومات كانت في زمن التلفزيون قادرة على ضبط المعلومات وتقنينها، فيما هي اليوم غير قادرة على فرض سيطرتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد ساويرس على ضرورة وجود منظم محايد لضبط آلية تعامل القطاع الخاص مع الجمهور، وفي الوقت نفسه الالتزام بمعايير ومحددات تكفل عدم التلاعب بالمعلومات وتضمن حمايتها، مشيراً إلى أن المنظم يمكن أن يكون لجنة تضم مؤسسات مجتمع مدني، مع ممثلين عن القطاع الخاص، إلى جانب ممثلي القطاع الحكومي. مشيرا الى أن "الكثير من الحكومات لم تستثمر المعلومات التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي وما تقدمه تطبيقات العصر الرقمي، في الوقت الذي نجح القطاع الخاص في تحويلها إلى فرصة لتحقيق مكاسبه"، معتبراً أن ضبط العلاقة بين الجمهور والقطاع الخاص والحكومي، تحتاج إلى ثلاثة محاور رئيسية هي: إنتاج منظومة أخلاقية، وتحقيق التعاطي الفعال مع التواصل الاجتماعي، وإيجاد جهة أو مؤسسة يمكن أن تتحمل دور المنظم."
خطاب مضاد
من جهته أجاب مصطفى الخلفي الوزير المنتدب والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية على تساؤل: كيف يمكن التعامل مع خطر تحول كل مستخدم للوسائل الذكية والرقمية إلى إعلامي، وصانع للمعلومة؟ قائلا "أعتقد أن الثورة الرقمية فرصة وتحد في الوقت نفسه، فعندما تغيب الحكومات والمجتمع المدني، نكون إزاء مشكلات كبيرة، لذلك ينبغي بناء علاقة تكاملية بين الحكومات والقطاع الخاص، حيث يبقى الأمن الرقمي، والسياسة الرقمية، وحماية المعطيات الشخصية مسؤولية حكومية ولا يمكن للقطاع الخاص التعامل معها".
وأكد الخلفي أهمية أن تظل الحكومات مواكبة لما يجري على صعيد التكنولوجيا، والتطبيقات الذكية، مؤكداً أنه في حال غياب القطاع الحكومي عن هذا التحول لن تتمكن من إنتاج خطاب مضاد لما توظفه بعض الجهات، والجماعات، من أفكار متطرفة وإرهابية، وستتولى هذه الجهات تقديم صور عن الحكومات بما يخدم مصالحها.
المنصات الإلكترونية والشباب
وعرض الخلفي تجربة المملكة المغربية في توظيفها للمنصات الإلكترونية وإشراك المواطن المغربي في صنع القرار، وقال "كانت المغرب تحتل المرتبة 117 عالمياً على مستوى إشراك المواطن في صناعة القرار الوطني، وخلال عشرة أعوام، باتت تحتل المرتبة 17، بعد أن استحدثت منصات للتواصل مع الجمهور، وباتت تستمع لرأي الشارع المغربي في القرارات الحكومية، وتجيب على تساؤلاته، كما استحدثت ما يعرف بـ (المحكمة الرقمية)، ونظام الشكاوى، وغيرها من الحلول".
وأوضح أنه لا يمكن الوصول إلى الشباب من دون التواصل معهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لم تعد المجتمعات تتابع قنوات الاتصال التقليدية، وإنما باتت تتابع كل ما يجري في العالم على مواقع التواصل الاجتماعي، مشدداً على ضرورة تعزيز الواقع الرقمي عبر الدراسات، وتبني الأفكار المعاصرة، وتمكينه في العملية التعليمية.
الشباب وحكومات المستقبل
وفي جلسة أخرى بالمنتدى الدولي للاتصال الحكومي تناولت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، دور القيادات الشابة في حكومات المستقبل، فيما عرض السير تيموثي جون بيرنرز لي، مخترع الإنترنت ورئيس معهد البيانات المفتوحة، وجهة نظره حول "مستقبل البيانات المفتوحة". كما تحدث تانمي باكشي أصغر خبير ذكاء اصطناعي في العالم وعضو فريق "آي بي إم" للذكاء الاصطناعي، عن التحديات والفرص الكامنة في الذكاء الاصطناعي كمفتاح لمستقبل الاتصال الحكومي.
وأكدت نورة الكعبي في خطابها التفاعلي الذي حمل عنوان "دور القيادات الشابة في حكومات المستقبل"، أن قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة حرصت منذ قيام الدولة على ترسيخ قواعد الاتصال بينها وبين الشعب، إذ كان الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أول من تبنى أسس التواصل اليومي مع الشعب عبر المجالس والزيارات الميدانية والتفقدية للمواطنين والمقيمين في أنحاء الإمارات، وأسس مبكراً لهذا النهج الذي لا يزال ميزة تنفرد بها قيادة الإمارات إلى الآن.
وقالت الكعبي أنه بالعودة بالذاكرة إلى 50 عاماً مضت، فإننا نرى كيف كان هناك اتصال بين الحاكم والمحكوم وكيف تطورت هذه العلاقة بين القيادة ومختلف شرائح المجتمع، إذ كان الراحل الشيخ زايد يتواصل يومياً مع شعبه ويشاركهم في الاحتفالات والمناسبات والمجالس والمراكز وغيرها.
التواصل مع الشعب
وأشارت إلى أنه من أهم صفات القائد، القدرة على التواصل مع الشعب، وهو ما يجعل قنوات التواصل من الوسائل الفعالة في مسيرة التنمية وتطوير المعرفة والابتكار وتحرك الشعوب نحو المزيد من التقدم والازدهار، مستشهدة بمقولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حين أكد على أن "التطورات العالمية حولنا متغيرة ومتسارعة، والتركيز على القضايا والأولويات التي تهم الناس يتغير أيضاً، في عالم متسارع، ما يتطلب منا تواصلاً ومرونة أكبر في التعاطي معها، والتواصل مع الجماهير المعنية بشكل أكثر فاعلية من جانب آخر"، مضيفة أن التطورات حولنا تتطلب تطوير أنظمة تواصل مبتكرة وأكثر مرونة، وهو ما يجعل الاتصال الحكومي أحد ركائز ودعائم صنع القرار الحكومي في الدولة من خلال إيصال الرسائل الإعلامية، وبناء الكوادر المتخصصة، وتطوير آليات التواصل والتخطيط الإعلامي الفعال.
وقالت الكعبي "هناك طفرة عالمية في مجال الاتصال والذكاء الاصطناعي، وعمادها المستخدمون وخاصة شريحة الشباب التي ضغطت على الحكومات في تسريع تبني الأفكار الجديدة، لأن تلك الحكومات تمتلك هياكل تواصل تعود إلى حقبة التسعينيات من القرن الماضي، فيما يجب عليها تبني خطاب حكومي يكون بلغة الشباب".
صناع الأمل
وعرضت تجربة برنامج "صنّاع الأمل" الذي يندرج ضمن استراتيجية دولة الإمارات في تعزيز جسور التواصل مع الشباب، إذ حقق أكثر من أربعين ألف مشاركة في ثلاثة أيام، وغيره الكثير من المبادرات، موضحة أن الاتصال الحكومي مع الشباب لا يقتصر على نشر الرسائل المعتادة، بل علينا أن ندرك أهمية بث رسائل حكومية موجهة وقادرة على مواكبة توجهاتهم، مع التأكيد على استمرار الاستثمار في إيصال الخطاب الحكومي عبر وسائل مختلفة، وتدريب الخبرات والمهارات الشابة للتعامل مع وسائل الاتصال الحديثة وعلى رأسها الهواتف الذكية، لافتة إلى أهمية الشباب في قياس تأثير الرسائل الاتصالية، وتوظيف تقنية الذكاء الاصطناعي، بالتالي يجب تشجيعهم وجذبهم للتخصص في هندسة الذكاء الاصطناعي.
الفيسبوك وحيدا
ورداً على كيفية تعزيز أداء الاتصال الحكومي مع الشباب، قالت الوزيرة نورة الكعبي "إن الزمن يتغير، فقبل 10 سنوات كان (الفيسبوك") هو القناة الوحيدة للتواصل الاجتماعي، والآن هناك عشرات الوسائل الأخرى، وهو ما يدفعنا إلى ضرورة تحديد دور التواصل الحكومي وهيكلته ليكون قادراً على توجيه الرسائل الصحيحة إلى الفئة المناسبة، وذلك يستدعي التنسيق بين الجهات الحكومية دائماً"، ودعت إلى مواصلة الاستثمار في المواهب والمهارات وتطوير قدرات الشباب لقيادة المستقبل القائم على الابتكار.
الذكاء الاصطناعي
من جهته تحدث تانماي باكشي أصغر خبير ذكاء اصطناعي في العالم، في خطابه التفاعلي عن "الذكاء الاصطناعي كمفتاح لمستقبل الاتصال الحكومي"، متناولاً خلاله عرضاً لأهم الخيارات التقنية، والابتكارات الحديثة على مستوى الواقع التكنولوجي، والثورة الصناعية الرابعة، والعوامل التي يحققها الذكاء الاصطناعي في تطوير وتنمية واقع الاتصال الحكومي بالعالم.
وأوضح أن ما نشهده من واقع تكنولوجي متقدم في عالمنا الراهن، وانتشار ملموس لمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع الفاعلة على الشبكة العنكبوتية لم يكن وليد الصدفة، بل بُني بجهود مضنية، أساسها تشكّل من الذكاء الصناعي، مشيراً إلى أن هذا التقدم أسهم في طرح أسئلة حول ماهية الاختلاف بين تفكير الإنسان والتفكير الصناعي، الأمر الذي أوجد تنافساً ملحوظاً على صعيد الارتقاء بوتيرة خدمة أداء الأعمال.
وتطرق إلى التطورات التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في التواصل الحكومي مع الجماهير قائلا "في السابق كان الاتصال من جهة واحدة بين الحكومة والجمهور، لكنه اليوم، ومع تقدّم التقنية، باتت هناك وفرة في خيارات الاتصال الجماهيري مع الحكومة بنفس وتيرة التواصل التي كانت تقوم بها الحكومات في السابق مع الجمهور".
ولفت إلى أن العديد من حكومات العالم أدخلت أنظمة تعمل وفق أساسات الذكاء الاصطناعي، وتقوم بوظيفة احتياجات الجمهور وطلباتهم وشكاويهم وغيرها وتنظر بها وتحللها ضمن خوارزميات تستطيع أن تحلل لغات هذه الوثائق، وتراجعها، وتقوم بالردّ عليها جميعاً بوقت سريع.
وأكد باكشي ضرورة توضيح مفهوم الذكاء الاصطناعي الذي يعتقد الكثير أنه قائم على استبدال البشر وجعلنا غير أساسيين في الحياة، موضحاً أن هذا المفهوم غير صحيح كون الإنسان هو من ابتكر الذكاء واخترعه من أجل تحسين القيام بجميع الأمور الحياتية، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي هو اقتباس واقعي للذكاء الإنساني بالاعتماد على مقومات تقنية غاية في التطور والابتكار.
ولفت إلى أن إمارة الشارقة تخطو خطوات واضحة وثابتة في مجال الارتقاء بمجالات التواصل، موضحا أن الإمارة أطلقت في الأعوام الأخيرة حزمة من المبادرات الهادفة إلى تحصين شبابها، وتدعيم مستقبلهم ومستقبل الإمارة بالعديد من الخبرات التقنية في سبيل الاستفادة من مقومات الثورة الصناعية الرابعة، وتعزيز حاضر ومستقبل الأجيال الجديدة.
مخترع الإنترنت
وتناول السير تيموثي جون بيرنرز لي، مخترع الإنترنت ورئيس معهد البيانات المفتوحة بالمملكة المتحدة، في خطابه التفاعلي "مستقبل البيانات المفتوحة"، مستهلاً حديثه بالإشارة إلى الدوافع التي أدت إلى وجود بيانات مفتوحة المصدر على الإنترنت، مشيرا إلى أن البيانات في السابق كانت توجد ضمن ملفات والأوراق، لكن ومع تقدم مجالات التقنية وتسارع وتيرة ثورة شبكة الانترنت بات لزاماً أن توجد البيانات بشكلها الدقيق على الشبكة كي يتسنى لجميع الراغبين الحصول عليها بيسر وسلاسة.
واستعرض تيموثي لي النصائح التي قدّمها للحكومة البريطانية ممثلة برئيس الوزراء الأسبق غوردون براون في سبيل إتاحة بيانات الحكومة البريطانية عبر شبكة الإنترنت، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تصب في مصلحة العلاقة بين الحكومة والجماهير من جهة، ومن جهة أخرى تسهم في الحفاظ على المنظومة البيئية لإنشاء واستحداث البيانات واستخدامها، حيث لفت إلى وجود كم كبير من الدول التي تتنافس على تقديم معلومات حكومية خاصة بها على شبكة الإنترنت.
تسريب بيانات المستخدمين
وتطرق إلى الدور الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الصدد، لافتاً إلى أنها تحمل في قواعدها بيانات هائلة وضعها المستخدمون بحسن نية وذلك في سبيل إنجاح العملية التواصلية، وأكد أن عالم الإنترنت معقد للغاية وعلينا أن نكون أكثر وعياً بخصوص إتاحة البيانات عبر هذه الشبكات، مدللاً على ذلك بتسرب بيانات 50 مليون مستخدم لشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
الجيل الخامس
من جهته قدم خليفة حسن الشامسي الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والحوكمة في مجموعة اتصالات بالإمارات، خطاباً تفاعلياً أوضح من خلاله أهمية تطوير البنى التحتية والخدمات التي تسهم بفعالية في توفير بيئة داعمة للابتكار والتطوير.
وقال "إن "اتصالات" تقترب جداً من إطلاق الجيل الخامس من شبكات الاتصال اللاسلكية في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي ستوفر سرعات اتصال كانت قبل الآن ضرباً من الخيال العلمي، مؤكداً أنها ستشكل رافعة نحو تطوير بيئة أعمال وابتكارات لا محدودة."
وأضاف "تمكنت دولة الإمارات من تأسيس وتمكين قطاع الاتصالات مبكراً وتطويره بما يلبي طموحاتها في الازدهار على مستوى البنية التحتية، ولا يزال تطوره عنصراً فاعلاً في ظل التطورات التي تتفاعل يومياً"، مشيراً إلى أن العالم حالياً يتطلع نحو تقنية الجيل الخامس عبر الهاتف المحمول الذي يقدم سعات نقل بيانات هائلة ستحدث نقلة نوعية في مستوى الخدمات مثل إدارة الطرق والمرور، والتحكم بالازدحام، والتنبؤ بالطقس، والإدارة الذكية للنفايات والطاقة، والمراقبة في المصانع والمنازل، وأنظمة الحريق الذكية التي تتخاطب فيما بينها، والرعاية الصحية التي تسمح بمراقبة المرضى عن بُعد، والتعامل السريع مع أي طارئ طبي".
وذكر الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والحوكمة في مجموعة "اتصالات" "ستسمح تقنية الجيل الخامس بإيجاد بنية تحتية تحدث طفرة نوعية في الإبداع والابتكار وتحقيق نماذج أعمال غير تقليدية في التعليم والبنوك والحكومات على مدار الساعة عبر التطبيقات الذكية وخفض كلفة تبني التقنية، إلى جانب استخدام الجمهور في ابتكار خدمات جديدة وفقاً لاحتياجاتهم".
سمعة الدول
في خطابه التفاعلي توقف سايمون آنهولت مستشار السياسات ومؤسس مؤشرات "الدول الجيدة" و"البلد الجيد" و"العلامات التجارية للدول"، عند أهمية الاتصال بالنسبة للحكومات، والتأثير الذي يلعبه على صعيد تواصلها مع الجماهير، داعيا إلى ضرورة تبني الحكومات لأساليب تواصل ناجحة مع الشعوب بهدف تحقيق التقدم المطلوب.
واعتبر أن سمعة البلد الجيد عامل أساسيّ ومهمّ يخدم مسيرة التقدم والتطور، قائلا "الجميع حول العالم يدرك أن صورة البلد وسمعته مهمة بشكل أساسي بما يتعلق بمجالات النمو والتقدم، لذلك يجب على الحكومات أن تفكر كثيراً بصورتها وسمعتها وأن تعمل على تحسينها إذا أمكن ذلك، خصوصاً أن سمعة البلدان تقودها العملية الاتصالية، وإن أي شخص في العالم يعتبر ممثلاً للبلد الذي ينتمي له، ويمكنه أن يصدّر رسائل إما إيجابية أو سلبية عنه".
تحديات وتصنيفات
وأشار إلى أن هنالك بلدان تواجه تحديات كبيرة في وقتنا الراهن، منها ما يفتقر للموارد سواء كانت اقتصادية أو ثقافية، الأمر الذي يسهم في زعزعة حضور البلد على مراتب التصنيف المتقدم للدول صاحبة السمعة والمكانة الجيدة، داعياً البلدان التي وصفها بأنها مازالت تتصرف كما كانت قبل 200 عام أن تبحث عن موارد ومصادر ارتقاء جديدة ناجحة، وأن تتبع أساليب غير تقليدية لتحسين صورتها، وذلك عبر إظهار الإنجازات التي حققتها بشكل أفضل.
ولفت آنهولت إلى ضرورة الاستفادة من مقومات التكنولوجيا الحديثة التي يزخر بها العصر، مشيراً إلى أن قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة تلعب دوراً كبيراً ومهماً في الترويج للبلدان، مؤكداً على أهمية الاستفادة من الخطّ الدعائيّ والعوامل الترويجية لهذه المواقع التي يمكن من خلالها تصدير نماذج مشرّفة من المنجزات، بما يخدم تحسين صورة وحضور الدول على نطاقات أوسع..
التعليقات