«إيلاف» من الرباط: انطلقت الاثنين في مدينة أصيلة المغربية (شمال) ورشة "الكتابة وإبداع الطفل" التي تستمر إلى غاية 12 من أبريل الجاري.
وتعتبر الورشة فرصة لأطفال المدينة لتعلم أبجديات وأساليب الكتابة الأدبية.اذ يستغلون العطلة المدرسية للقيام بذلك .ومن ثم يجد أطفال أصيلة، من أعمار متفاوتة، أنفسهم في صلب العمليّة الإبداعية التي دأبت على تنظيمها مؤسسة منتدى أصيلة منذ عقد من الزّمن .
ويقول توفيق لوزاري، عضو مؤسسة منتدى أصيلة المنظمة لموسم أصيلة الثقافي الدولي، في تقديمه لـ"مشغل كتابة وإبداع الطفل"، إن محترف الكتابة الذي ينظم ضمن أنشطة مؤسسة منتدى أصيلة الثقافي الدولي، ينظم إيقاع أنشطة المدينة التي تتجاوز موسم الصيف لتمتد على طول السنّة.
اكتشاف أدباء الغد
ويضيف لوزاري أن هذه الورشات " محاولة لاكتشاف ادباء وكتاب وشعراء الغد، ولا أدل على ذلك من أن أغلب الفنانين الشباب في اصيلة مروا من ورشات الفن التشكيلي في صباهم"، وفيها أمسك صغار المدينة لأول مرة بالريشة ، ورسموا أولى لوحاتهم، وبعضهم صاروا فنانين مؤطرين لهذه الأوراش في ما بعد".
تحفيز المواهب الشابة
في السياق ذاته، قال مصطفى البعليش، المهتم بكتابة الأطفال، ان محترف الكتابة الإبداعية لأطفال أصيلة معول عليه ان يأخذ نفس منحى محترفات الرسم والتي بدأت مع بداية موسم أصيلة الثقافي الدولي عام 1978 ، إذ ان محترف التشكيل كانت له نتائج مبهرة والأطفال الذين استفادوا منه صاروا أسماء لامعة في عالم التشكيل على الصعيدين الوطني والدولي.
وأضاف البعليش أن هناك مواهب دفينة لا تحتاج الا الى صقلها وتشجيعها وهي تعد بشعراء وقصاصين وروائيين متميزين.
امتلاك المستقبل
من جانبه، قال عبد الصمد مرون، مؤطر في ورشة كتابة الطفل، ان الورشة الحالية تتميز بصبغة خاصة إذ تواكب تحول المناخ وخضرة الطبيعة بما يوازي شغف الأطفال بالحياة والكتابة.
واضاف " نحاول في هذه الورشة ان نخلص إلى عمق ما يفكر فيه أطفالنا من مسالك متعدّدة . قصيدة قصة خاطرة نصاً مفتوحا وغيره. فامتلاك المستقبل يبدأ من معرفة دروب الإبداع".
تحفيز الأطفال على الإبداع
من جهته، قال الشاعر المغربي أحمد العمراوي، المشرف الرئيسي على هذه المحترفات ان فكرة محترف الإبداع، يحفز التلاميذ على الإبداع عامة بما أنهم أصبحوا ينفرون مما هو مكتوب، فكان علينا ان ندخل أساليب اخرى ترتبط بذكاءاته المتعددة فالخلفية التي انطلقنا منها في هذا المحترف هي الذكاءات المتعددة كالحركي والمسموع والمرئي والبيئي الى غير ذلك ، وكلها توظف لإنتاج نص يمكن أن يكون رواية او قصيدة أو قصة.
وأضاف العمراوي أن هذه الدورة تحمل اسم الأديب والروائي ادريس بلمليح لارتباطها بالماء ، وبرواية كتبها واشتغلنا عليها لانها تمثل الفرجة والمسرح والزجل، وهي رواية "مجنون الماء" إذ سيقرأ التلاميذ جزءا منها وسيحاولون إتمامها بطرقهم الخاصة.
وذكر العمراوي أن الدورة الحالية "هي استمرار للدورة الخريفية السابقة ، والجديد فيها أنه تم الاحتفاظ بنفس عدد المشاركين الذين انضم اليهم اخرون، ما يدل على رغبة أطفالنا في تأمل ذواتهم والتعبير عن مشاعرهم و تصوراتهم عبر أشكال تعبيرية ضمنها الكتابة".
وقال العمراوي ، وهو ذو تجربة تربوية في هذا المجال: "انطلقنا من خريطة ذهنية لنخطط لما سنقوم به ولكي يستفيد منها التلاميذ بشكل عام، وهي طريقة عملية تخطيطية تسبق كل عمل أردنا القيام به لكونها تضبط العمل الذي سينتجه المستفيدون".
الاشتغال على تصميم جزء من بناء الرواية
واضاف العمراوي : "قسمنا المجموعة التي يبلغ عددها أزيد من ثلاثين الى أربع مجموعات وكل مجموعة اشتغلت على تصميم جزء من بناء الرواية المقترحة، فئة اهتمت بالمكان وطبعاً كان المكان الرئيسي هو قلب أصيلة بأسوارها وبكل ما يتعلق بها، وفئة أخرى اهتمت بالزمان اذ حاولت ان تحدد الزمان المقترح للرواية، أما الفئة الثالثة فاهتمت بالشخصيات المقترحة، سواء رئيسية او ثانوية وهي من قلب المجتمع الاصيلي او بيئة أصيلة بأسمائها وبكل تراثها، تم اقترحت الفئة الرابعة أحداثا يمكن ان تركب داخل الزمان والمكان، وبعد نقاش تم تعديل المجموعة لجزئيات ما أنجز بحيث سينطلق التلاميذ في كتابة فصول أولية للرواية في مرحلة لاحقة.
واوضح العمراوي أنه سيتم الاشتغال كذلك على نصوص شعرية ونثرية مختلفة لمغاربة ، تم سيشتغل المستفيدون على الحكاية الشعبية انطلاقاً من أصيلة بواسطة ملابس وارتباطاً بفن الحكي داخل "الحلقة" ، وسينتجون بعدها نصوصاً حوارية انطلاقاً مما قاموا به، مضيفاً انه قَد يتم الاشتغال على شعر "الهايكو" في اليوم الأخير من هذه الدورة باعتباره أقصر قصيدة ترتبط أيضاً بالطبيعة وبالماء الذي هو مدار رواية "مجنون الماء" لإدريس بلمليح.
تجميع إبداعات الأطفال في كتيب
وخلص العمراوي إلى أنه سيتم تجميع كل هاته الإنتاجات ضمن كتيب يضم المحترفات التي وصلت حتى الان إلى 13 محترفاً أنجزت انطلاقاً من الدورة السابقة (دورة محمد الميموني).
واضاف " لعل الهدف من كل هذا العمل هو إيقاظ المبدع النائم في كل منا وخلق متعة التعلم لدى الطفل وتحفيزه على القراءة والارتباط بالواقع المغربي، وخلق الانسان المستقبلي المرتبط ببيئته".
ولم يفوت العمراوي الفرصة ليشكر كل المسؤولين على منتدى أصيلة ، وكل من ساهم في تنوير الناشئة وتشجيعها على الكتابة والإبداع.
التعليقات