دعا عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف المغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، الشباب المغاربة المقيمين في مختلف بلدان العالم إلى التجند دفاعًا عن قضية الوحدة الترابية للمملكة (قضية الصحراء).
إيلاف من الرباط: قال بنعتيق، في كلمة ألقاها اليوم الأربعاء، في الجلسة الافتتاحية للدورة الأولى من الجامعة الربيعية للشباب المغاربة المقيمين في الخارج، التي تنظمها وزارته تحت شعار "المغرب أرض الثقافات"، ببني ملال (وسط البلاد)، إن "الشباب المغاربة في مختلف دول العالم يمثلون قوة ضاربة ينبغي أن تتعبأ للدفاع عن قضية الصحراء.
وأضاف بنعتيق قائلا في التظاهرة التي تنظمها وزارته بشراكة مع جامعة السلطان مولاي سليمان بمدينة بني ملال: "بلادكم تدافع عن حقها المشروع في أقاليمها الجنوبية، فدافعوا عنها أمام الآخرين وضد الأصوات المأجورة"، وذلك في رسالة واضحة لحشد المزيد من الدعم للقضية الأولى للمغرب التي تعيش حاليًا تطورات ميدانية.
تعرف فعاليات الجامعة الربيعية التي تستمر أشغالها لغاية 14 أبريل الجاري، مشاركة 86 شابًا من مغاربة العالم يمثلون 16 دولة من مختلف القارات، قدمت غالبيتهم من بلدان أوروبا، حيث تقدر نسبتهم بحوالى 90 بالمائة من مجموع المشاركين.
على مستوى توزيع المشاركين حسب الجنسين، تشارك 52 شابة في التظاهرة بنسبة حضور تمثل أكثر من 60 بالمائة، في مقابل 34 شابًا من مغاربة العالم، بنسبة تقارب 40 بالمائة.
وأكد بنعتيق أن المغرب يولي عناية خاصة للمغاربة المقيمين بالخارج بتوجيه من الملك محمد السادس، مبينًا أنهم شركاء في الوطن وما حققه من إنجازات خلال السنوات الأخيرة، والتي وصفها بـ"الاستثنائية مقارنة بالإمكانات المتوافرة". لم يقف بنعتيق في حديثه عن تطورات ملف الصحراء عند هذا الحد، بل ذهب إلى أن هناك "أيادي خفية تريد قطع الامتداد الجنوبي للمغرب"، مشددًا على أن المغرب لن يتنازل عن شبر من صحرائه ومستعد لكل الخيارات.
كما حث الوزير المغربي شباب بلاده بمختلف أنحاء العالم على ضرورة التمسك بالتوابث والإجماع الوطني الذي يعد إحدى نقاط القوة التي تميز المملكة على مر التاريخ، معتبرًا أن ثوابت البلاد تتمثل في الملكية والوحدة الترابية والإسلام المعتدل.
وطالب بنعتيق الشباب الحاضرين بالافتخار بوطنهم الأصل، موضحًا أن البلاد "تعيش ديمقراطية "ناشئة تبنى بالتوافق بشكل تدريجي والتضحيات"، كما أكد على أهمية انخراط مغاربة الخارج من أجل الاستمرار في "تحصين الديمقراطية ضد أي تطرف أو هيمنة في المستقبل"، حسب تعبيره.
وكشف المسؤول الحكومي أن بلاده تطمح إلى الرفع من عدد المستفيدين من شباب مغاربة العالم من نشاط كهذا، مؤكدا أن الطلبات التي تقدم تفوق بكثير إمكانات الوزارة، مسجلًا أن هذا الأمر دفعها إلى إبرام شراكة مع الجامعات المغربية للتعاون في هذا المجال، معتبرًا أن الرقم سيرتفع إلى 560 شابًا مستفيدا في كل سنة.
بدوره، أكد بوشعيب برناني، رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان في بني ملال، على أهمية التظاهرة التي عدها فرصة للنقاش والتواصل بين شباب مغاربة العالم، وكذا التعرف إلى ما تزخر به البلاد من موروث ثقافي وحضاري.
وقال ان شعار الدورة يدل على ما سماها "الخصوصيات المميزة للهوية المغربية "والمتجلية جذورها في الاحترام العميق لجميع الثقافات، حيث قال: "المغرب يمثل نموذجًا للتعايش وإقامة العلاقات الناجحة بين مختلف الثقافات والديانات وموطن للاستقرار والأمان".
يذكر أن الجامعة الربيعية لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، تندرج في إطار استراتيجية تهدف إلى تطوير وتنويع العرض الثقافي الموجّه إلى فائدة مغاربة العالم، وذلك استجابة لاحتياجاتهم وانتظاراتهم، كما تهدف إلى إبراز مدى تنوع وغنى التراث المغربي، وخاصة ما تزخر به جهة بني ملال – خنيفرة، التي تم اختيارها لاستضافة الدورة الأولى من هذه الجامعة.
التعليقات