سيول: تعقد كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية الجمعة قمة هي الثالثة منذ انتهاء الحرب بينهما وسيكون في مقدمة قضاياها السلاح النووي لبيونغ يانغ ومعاهدة سلام تنهي النزاع رسميا.
وتأتي القمة قبل لقاء مترقب غير مسبوق بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون والرئيس الاميركي دونالد ترامب.
في ما يلي ملخص بنتائج القمتين السابقتين اللتين عقدتا في بيونغ يانغ:
- حزيران/يونيو 2000 -
ساهمت القمة الأولى في إبعاد الكوريتين عن مواجهات حرب باردة وتقريبهما من مصالحة وحوار.
حينها أدهش الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل العالم بخطوة نادرة على المسرح الدولي بتوجهه شخصيا إلى المطار لاستقبال الرئيس الجنوبي كيم داي-جونغ، في مشاهد مؤثرة تم بثها مباشرة في كوريا الشمالية.
واصطف مئات آلاف الاشخاص بينهم نسوة يرتدين الاثواب التقليدية الزاهية الألوان والتي يطلق عليها في الجنوب "هانبوك" وفي الشمال "جوسيون-اوت"، فيما ارتدى الرجال سترات وربطات العنق ولوح جميعهم بزهور ورقية حمراء وزهرية اللون، على جانبي الطريق لاستقبال كيم داي-جونغ كالابطال في مراسم محضرة بدقة.
وقال الزائر لمضيفه "تسعدني رؤيتك، لطالما اردت ذلك منذ مدة طويلة".
وقال كيم جونغ إيل "نحن شعب جوسون (الكوري) نفسه".
وفي سيارة الليموزين التي اقلتهما، وبحسب ما كتب كيم داي-جونغ لاحقا في مذكراته، سأله كيم جونغ إيل "هل أنت خائف من المجيء إلى الشمال؟".
وخلال الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام، وقع الزعيمان اتفاقا بشأن خفض التوتر وتعزيز الجهود لإعادة التوحيد ومنها الانتقال إلى سلام دائم على شبه الجزيرة الكورية -- والتي بقيت في حالة حرب فعليا منذ وقف إطلاق النار في 1953 -- ولم شمل العائلات المقسمة.
وخلال مأدبة الغداء الوداعية شبك الزعيمان الايادي وغنيا "امنيتنا هي التوحيد".
ورحب قادة العالم باللقاء وأشادت الولايات المتحدة "بيوم أمل جديد".
لكن فيما ساهمت القمة في نيل كيم داي-جونغ جائزة نوبل للسلام، تبين لاحقا أن 500 مليون دولار دُفعت سرا لكوريا الشمالية قبل وقت قصير على القمة، عن طريق مجموعة هيونداي للأعمال. وندد المنتقدون بما وصفوه فضيحة "مال مقابل قمة".
وليهونداي مشاريع عدة في كوريا الشمالية ومنها رحلات سياحية إلى جبل كومانغ الخلاب، لكن الرحلات توقفت في 2008 عندما قُتل سائح كوري جنوب باطلاق النار بعد أن دخل منطقة عسكرية محظورة.
وأغلق متنزه مجمع كايسونغ الصناعي التي تستثمر فيه سيول، عام 2016 في أعقاب التجربة النووية الرابعة لكوريا الشمالية.
- تشرين الأول/أكتوبر 2007 -
جاءت القمة الثانية وسط أجواء تفاؤلية في مفاوضات سداسية حول نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، رغم تجربتها النووية الأولى قبل عام.
وفي بادرة رمزية كبيرة، سار الرئيس الكوري الجنوبي روه مو-هيون مسافة 30 مترا داخل الحدود البالغة التحصين قبل العودة إلى موكبه للتوجه إلى بيونغ يانغ.
وقال في تصريحات تلفزيونية بثت في العالم إن الحدود "قسمت الأمة لنصف قرن. تسببت بآلام هائلة لأمتنا وأعاقت التنمية".
وقال روه لاحقا إنه لم يتمكن من النوم في ليلته الأولى في بيونغ يانغ لشعوره "بخلافات هائلة في التفكير" مع الشمال.
وأضاف "لم أكن متأكدا مما إذا بإمكاننا الاتفاق على نقطة واحدة".
لكن الزعيمان وقعا على إعلان يدعو إلى شبه جزيرة خالية من السلاح النووي ومعاهدة سلام دائم بين الكوريتين.
وجاء في الإعلان أن "الجنوب والشمال لن يتخذا موقفا عدائيا تجاه بعضهما البعض وسيقومان بخفض التوترات العسكرية وحل قضايا النزاع من خلال الحوار والتفاوض".
واتفقا على تعزيز المبادلات التجارية والسياسية والرحلات وعقد قمم بشكل متكرر في المستقبل.
وفي نهاية اللقاء صافح كيم روه وشربا الشمبانيا، وبدا روه مسرورا وزرع شجرة قبل مغادرة بيونغ يانغ.
وكانت الردود الدولية أكثر دفئا مما كانت عليه بعد القمة الأولى، وقالت الولايات المتحدة إن السلام الكوري يعتمد على موافقة الشمال على التخلي عن برنامجه للسلاح النووي.
وتوقفت سياسة الجنوب المنفتحة للتحاور مع الشمال مع مجيء المحافظ لي ميونغ-باك إلى السلطة في السنة التالية، وفي 2009 انسحب الشمال من المحادثات السداسية قبل القيام بتجربتها النووية الثانية.
توفي كيم في 2011 وخلفه ابنه كيم جونغ اون الذي أشرف على تسارع تقدم التكنولوجيا النووية والصاروخية -- بالتزامن مع عقوبات شديدة فرضها مجلس الامن وآخرون -- مع تصاعد الضغوط وصولا إلى التقارب الأخير في أعقاب الألعاب الأولمبية الشتوية في الجنوب هذا العام".
التعليقات