بغداد: بأعلامهم الحمراء وصور كارل ماركس، شارك نحو ألف شيوعي عراقي في مسيرة عيد العمال الثلاثاء في بغداد، مبدين اقتناعهم بإمكانية فوز قائمتهم بالتحالف مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في الانتخابات المقررة في 12 أيار/مايو الحالي.
وأطلق المتظاهرون شعارات عدة، منها "اسمع صوت الناس شرايد (ماذا تريد)، إصلاح وما يبقى فاسد"، وهم يلوحون بأعلام لائحة "سائرون" الزرقاء.
وللمرة الأولى في تاريخ العراق، تتحالف العمائم السوداء الشيعية مع منجل ومطرقة الشيوعيين في الانتخابات البرلمانية.
ويضم تحالف "سائرون" ستة أحزاب في غالبيها علمانية، وهي الحزب الشيوعي، استقامة، وحزب من التكنوقراط مدعوم من الصدر الذي علق مجموعته البرلمانية "أحرار" ودعا نوابه الـ34 إلى عدم الترشح إلى الانتخابات المقبلة.
ويملك الحزب الشيوعي حاليا نائبا واحدا في البرلمان.
واكد الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي لوكالة فرانس برس إنه "ليس غير واقعي أن تحصل قائمتنا المشتركة على 40 نائبا والحلول أولا. الأصداء التي نتلقاها إيجابية جدا".
ويضم ائتلاف "سائرون" 623 مرشحا في أنحاء البلاد، ما عدا محافظات كردستان العراق الثلاث، وكركوك المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.
بوجه مبتسم وشعر غزاه الشيب، يؤكد جاسم الحلفي (58 عاما) الذي ينظم تظاهرات الشيوعيين ضد الفساد منذ تموز/يوليو 2015، إنه "ستكون هناك مفاجأة. قد تحل قائمتنا في المركز الأول".
حسابات الحلفي بسيطة. الأحزاب الدينية الشيعية فازت بما مجموعه 104 مقاعد العام 2014.
ويقول "اليوم هم منقسمون إلى أربعة، لا يمكن لأحد أن يتفوق علينا إذا حصلنا على 40 مقعدا، وهو أمر ممكن جدا، لان الصدريين حصلوا وحدهم على 34 مقعدا".
ويضيف "إذا فازت قائمة سائرون، فسنطلب تشكيل الحكومة بمشاركة مكونات أخرى، وإذا رفضوا الانضمام إلينا، فسنكون جبهة المعارضة الرئيسية ضد الفاسدين".
ورغم ذلك، يدرك الحلفي الصعوبات، قائلا إن "مقتدى الصدر يتعرض لضغوط هائلة من إيران والسعودية وتركيا، وهي دول تعتبرنا ملحدين".
لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن الصدر يحظى بدعم المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني الذي يريد القضاء على الفاسدين وقال إن "المجرب لا يجرب"، و"ننتظر خلال الأيام القريبة القادمة موقفا من السيد السيستاني ضد الفاسدين".
التعليقات