القدس: من المقرر خروج ألاف الاسرائيليين في مسيرة بمناسبة ذكرى "توحيد القدس" عشية أسبوع لا يخلو من مخاطر التصعيد، في ظل تدشين السفارة الأميركية في المدينة المقدسة وسط احتجاجات فلسطينية.

ويشهد هذا اليوم الذي يطلق عليه في إسرائيل "يوم القدس" سلسلة من المراسم و"مسيرة الاعلام" السنوية التي ستمر عبر البلدة القديمة وصولا الى حائط المبكى ويشارك فيها قوميون متشددون.

وسيتم تدشين السفارة الأميركية في احتفال غدا الاثنين 14 من مايو ، يتزامن مع الذكرى السبعين "لقيام دولة اسرائيل"، وفق التقويم الغريغوري.

ويتزامن افتتاح السفارة مع الذكرى السبعين للنكبة، عندما تهجر او نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948.

وتسود حالة من الغبطة في اسرائيل هذا الاسبوع بعد سلسلة انتصارات دبلوماسية بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي مع ايران، وفوز مغنية اسرائيلية بمسابقة يوروفيجن ونقل السفارة الأميركية للقدس.

ولكن تزداد مخاوف اندلاع اعمال عنف، خصوصا مع امكانية تظاهر اعداد كبيرة من الفلسطينيين على الحدود في قطاع غزة.

وظهر الاحد، أكد عدد من أصحاب المحلات التجارية من الفلسطينيين داخل البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة،انهم يرغبون باغلاق محلاتهم تجنبا للتوتر.

وقال سليمان العباسي، وهو في طريقه الى البلدة القديمة، ان المسيرة التي ستخرج بعد ظهر الاحد "عملية استفزازية (..) لن تغير من طابع مدينة القدس، انها عربية اسلامية، سواء اقالوا نعم ام لا وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها".

واندلعت مواجهات خفيفة الاحد بين اسرائيليين متشددين كانوا يرغبون في زيارة المسجد الاقصى وبين حراس المسجد المسلمين.

والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

ويعتبر اليهود حائط المبكى او البراق الواقع اسفل باحة حرم المسجد الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70، وهو اقدس الاماكن لديهم.

واعلن الجيش الاسرائيلي وضع قواته في حالة تأهب قصوى. وقال السبت انه سيضاعف عدد وحدات جيشه المقاتلة حول قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة، لمواجهة اي تظاهرات محتملة للفلسطينيين احتجاجا على نقل السفارة الأميركية.

ومنذ بدء مسيرات العودة في قطاع غزة، في 30 مارس الماضي، قتل اكثر من 50 فلسطينيا برصاص الجنود الاسرائيليين اثر احتجاجات عند الحدود.

وتتهم اسرائيل حركة حماس التي تسيطر على القطاع، باستخدام هذه المسيرات كذريعة للتسبب باعمال عنف.

وتهدف "مسيرة العودة" ايضا الى التنديد بالحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ اكثر من عشر سنوات. ومن المرجح ان يتسبب احياء ذكرى النكبة في 15 مايو 2018 بيوم دام جديد في غزة.

تهويل

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد في بدء الاجتماع الاسبوعي لحكومته ان "اسم القدس مذكور نحو 650 مرة في التوراة. السبب لذلك بسيط : القدس هي عاصمة شعبنا وشعبنا فقط". 

القدس في صلب النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. وقد احتلت اسرائيل الشطر الشرقي من القدس عام 1967 ثم اعلنت العام 1980 القدس برمتها "عاصمة ابدية" في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة.

وكان اعلان ترمب في 6 ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس، اثار غبطة الاسرائيليين وغضب الفلسطينيين.

وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل ايو بوسف الاحد ان "هناك تهويل فيما يتعلق في الاحتفال الذي سيجري من قبل الولايات المتحدة لنقل السفارة".

واعلن ان القيادة الفلسطينية ستعقد اجتماعا الاثنين برئاسة الرئيس محمود عباس لبحث ما يمكن اتخاذه من اجراءات.

ونشر البيت الابيض قائمة باسماء الوفد الذي سيتوجه الى القدس، وفي مقدمته ابنة ترمب ايفانكا وصهره ومستشاره لشؤون الشرق الاوسط جاريد كوشنر، اضافة الى المبعوث الخاص لترمب الى الشرق الاوسط جيسون غرينبلات، ووزير الخزانة ستيفن منوتشين.

ومبنى السفارة يحاذي حي جبل المكبر بالقدس الشرقية المحتلة الذي يسكنه عدد من مرتكبي الهجمات المسلحة، بما في ذلك هجوم نفذ عام 2015 أسفر عن مقتل إسرائيليين، ومواطن اسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية.

من جهته، اعتبر سفير واشنطن لدى اسرائيل أنه لا يزال هناك أمل في تحقيق السلام في المنطقة رغم غضب الفلسطينيين من افتتاح السفارة الأميركية في القدس الاثنين.

وقال السفير ديفيد فريدمان السبت إن رد فعل الفلسطينيين الذين يرون في القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية "ليس جيدا".

لكنه صرح لقناة "فوكس نيوز" إن الجو العام لدى الفلسطينيين "سيتغير مع مرور الوقت حيث سيفهمون أن الولايات المتحدة مستمرة في مد يدها للسلام فيما يحتاج الناس للتركيز على الأمور الأهم على غرار مستوى المعيشة وتحسين البنى التحتية والأمن والمستشفيات".

وأكد أن الولايات المتحدة "جاهزة لمساعدة الفلسطينيين" وأن "لا أساس" للاعتقاد بأن نقل السفارة سيقوض فرص السلام.