نشرت وسائل إعلام أمريكية أن المبعوث الأمريكي سونغ كيم قد توجه صباح الأحد إلى بيونغ يانغ العاصمة الكورية الشمالية.

ويفترض أن يجري سونغ كيم وهو السفير الأمريكي السابق لدى كوريا الجنوبية محادثات مع نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي استعدادا للقمة.

وينظر المختصون لهذه الخطوة على أنها دعم لمحاولات إرساء السلام بين كوريا الشمالية التي أجرت العديد من التجارب النووية خلال السنوات الأخيرة من جهة وكوريا الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة من جهة أخرى.

وبثت وسائل الإعلام الكورية الشمالية بيانا سياسيا عزت فيه التطورات الإيجابية الأخيرة بخصوص القمة المزمعة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى "إصرار الزعيم الكوري الشمالي وحزمه".

ويأتي ذلك بعد ساعات من اللقاء المفاجيء الذي عقد في المنطقة منزوعة السلاح بين شطري كوريا والذي جمع بين كيم جونغ أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن.

وكان ترامب قد أعلن الخميس إلغاء القمة التي كانت مقررة في الثاني عشر من الشهر المقبل في سنغافورة بسبب ما وصفه "بالعدائية المتصاعدة لكوريا الشمالية" لكنه عاد في اليوم التالي ليفتح الطريق أمام عقدها بتصريحات قال فيها "إن الامور تسير بشكل رائع".

الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الكوري الجنوبي
Reuters

وقال الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن إنه اتفق مع الزعيم الكوري الشمالي على ضرورة عقد القمة مع ترامب في موعدها المقرر.

وأكد أيضا أن الزعيم الكوري الشمالي أعرب له عن التزامه بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية لكنه أعرب عن تشككه من التزام واشنطن باستقرار بلاده.

وقال مون جاي إن "الأمر الذي يششكك فيه كيم هو مخاوفه من الدرجة التي يمكن لبلاده أن تثق بها في الولايات المتحدة ووعودها بإنهاء نهجها العدائي".

وأكدت وكالة الأنباء الكورية أن الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الكوري الجنوبي سيلتقيان مرة أخرى يوم الجمعة القادم لبحث آخر التطورات.

تحليل روبرت وينغفيلد مراسل بي بي سي في سول

الصور التي خرجت للملئ للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن كانت مليئة بالتعبيرات الجيدة والإيجابية لدرجة أنها غيرت الشعور العام في شبه الجزيرة الكورية وخاصة هنا في العاصمة سول.

وقد استغرق أول اجتماع للرجلين في أبريل/ نيسان الماضي عدة أشهر من الترتيب المتواصل قبل أن يحدث اللقاء، أما الإجتماع الأخير فلم يحتج إلا 24 ساعة فقط بعد مكالمة هاتفية من جانب بيونغ يانغ.

ومن المعروف أن الاجتماع الثاني قد تم بناء على طلب من كيم جونغ اون وهو الأمر الذي يوضح مدى اهتمام الرجل بنجاح قمة سنغافورة لكن السؤال يبقى "لماذا؟".

ويرى أنصار نهج الرئيس ترامب أن كيم جونغ أون يبحث عن مخرج سريع للأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعانيها بلاده لكن التقديرات القادمة من بيونغ يانغ تعتبر أن كيم وبسبب ترسانته من الأسلحة النووية، يرى نفسه في موقف أكثر قوة من جده ووالده، لذا فهو أقرب من الجميع للحصول على لقاء مباشر دون وسيط مع الرئيس الأمريكي.

وكانت تفاصيل القمة التي أصبح انعقادها محل شك حاليا غير معلنة، إلا أنها كانت ستركز على تفاصيل نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية وتعزيز الثقة بين الأطراف المختلفة في المنطقة.

الزعيم الكوري الشمالي يصافح وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية
EPA
الزعيم الكوري الشمالي يصافح وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية

وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت أنها وفت بوعدها بغلق وتفكيك الأنفاق في موقعها الوحيد لإجراء الاختبارات النووية على أرضها لكن بعد ساعات أعلن ترامب إلغاء القمة.

وأخبر ترامب الصحفيين أمام البيت الأبيض الجمعة أنه يرحب باللهجة التصالحية في بيان كوريا الشمالية ردا على قراره إلغاء القمة، مضيفا أنه لازال مرحبا بإجراء المحادثات مع زعيم كوريا الشمالية.

وفي وقت سابق قال ترامب على حسابه على موقع تويتر "ياله من خبر رائع أن نتلقى البيان الدافئ والمثمر الصادر عن كوريا الشمالية، سنرى إلى أين يقودنا، ربما إلى رخاء وسلام طويل ومستدام كما نرجو".

وكان الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأمريكي قد اتفقا على عقد القمة في سنغافورة بعد عقود من التوتر بين البلدين بل وملاسنات بين الرجلين.

وسبب العداء بين البلدين توترا في شبه الجزيرة الكورية بسبب برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية، والذي تصفه بيونغيانغ بأنه خط دفاع عن أراضيها ضد ما تسميه "العدوان الأمريكي".