إيلاف من نيويورك: هل يخشى الرئيس الأميركي، دونالد ترمب إنقلاب بعض المقربين منه فعلا؟، ولماذا تُسلط الأضواء بشكل كبير حاليا على محاميه الخاص، مايكل كوهين، وروجر ستون، أحد مستشاريه الذي عمل الى جانبه لفترة طويلة.

الرجلان يستحوذان حاليا على اهتمام المحقق الخاص روبرت مولر، ففضيحة النجمة الإباحية، ستورمي دانييلز وتلقيها مبلغ 130 الف دولار لقاء التزامها بالصمت حيال العلاقة الجنسية التي أقامها معها ترمب، أوصلت فريق التحقيق الى كوهين وتكر سبحة ملفات الأخير المغرية، أما ستون فيكفي تذكر الدور الذي لعبه قبل الانتخابات والأمور التي كشف عنها قبل حدوثها فيما يتعلق بهيلاري كلينتون، ومدير حملتها جون بوديستا، وتسريبات ويكيليكس، إلى جانب قضاياه المالية، ليكون موضع متابعة من قبل مولر.

مادة مغرية

وتشكل طبيعة علاقة كوهين وستون بترمب، مادة مغرية امام المحقق الخاص لنبش ملفاتهم والبحث عن إمكانية تورطهم في اعمال غير مشروعة يُحاسب عليها القانون، كي يتمكن من مساومتهم على ما يمتلكون من معلومات عن الرئيس الحالي مقابل حصانة، او التساهل في توجيه الإتهامات.

فخامة الصفة تكفي

صفة مايكل كوهين فقط تكفي لإسالة لعاب فريق التحقيق، فهو محامي ترمب الخاص، وبمعنى آخر، حافظ اسراره، المطلع على معظم الخبايا والخفايا، والممسك بملفات حساسة ومهندس صفقات قد تكون غير معلومة، وشكل ارتباط اسمه بقضية الممثلة الإباحية، مدخلا لمولر، فتكشفت ملفاته واعماله، فبات يواجه خطر السجن لمدة طويلة، علما بأن محامي ترمب الآخر، جاي غولدبرع وجد فيه شخصا غير مؤهل لقساوة الحياة في السجن، وسيخضع لضغوطات عائلته وسيتعاون في نهاية المطاف مع المحققين عوضا عن مواجهتهم كرمى لعيون الرئيس الأميركي.

كنز ثمين

وإذا كانت فخامة صفة كوهين كافية لفريق التحقيق، فإن روجر ستون يعد كنزا ثمينا بحال دارت عليه دوائر المحققين الذين يعملون حتى الآن على تقويض كل من حوله بعد استدعاء سائقه، وأحد المحاسبين الذي يعمل لديه، ومستشاره، وعددا من أصدقائه مع توقعات تشير إلى ان تحقيقاتهم غير مرتبطة بالانتخابات فقط، وانما بقضايا مالية يرتبط اسمه بها.

أهميته

وتكمن أهمية ستون في عمله لفترة طويلة الى جانب ترمب، فمعرفته بالاخير تعود الى بداية الثمانينات من القرن الماضي، ومثله في ميدان جماعات الضغط لصالح اعماله المتعلقة بشركات الطيران والفنادق.

شخصية جدلية

ويمتلك ستون شخصية جدلية تجعل من الصعب التكهن بالقرار الذي سيتخذه بنهاية المطاف في حال وجد نفسه تحت مقصلة مولر، وانقسمت اراء المقربين منه، فهل يحافظ على ولائه لترمب كما يدعي دوما، أم ان الوقت قد حان لتدفيع الرئيس ثمن الانتقاص من قيمته، ووصفه بابشع النعوت في احدى المرات، واتهامه بمحاولة نسب إنجازات لا علاقة له بها لنفسه من اجل الشهرة.

أصدقاؤه منقسمون

ونقلت بوليتيكو عن أحد أصدقائه قوله،" روجر يدعم ترمب وجدول اعماله، ولكنه لن يأخذ الرصاصة بصدره عن الرئيس. هذا لن يحدث" ولكن بالمقابل اعرب عدد من معارفه عن ثقته بأنه لن يبيع ترمب حتى لو واجه ضغوطات، مذكرين بجورج جوردون ليدي، الذي أمضى 52 شهرًا في السجن لدوره في فضيحة ووترغيت، ورفضه عرضاً بصدور حكم اخف بحقه مقابل تقديم شهادة تساهم في توريط الرئيس ريتشارد نيكسون وكبار مساعديه في البيت الأبيض".

لن يدلي بشهادة زور

ستون من جهته، قال لبوليتيكو،" ان قيام مولر بتوجيه اتهامات اليه لن يثير اهتمام ترمب لأنه لم يناقش معه ابدا قضية اختراق البريد الالكتروني للجنة الوطنية الديمقراطية"، وأضاف،" لا أمتلك أي معلومات ضارة عن الرئيس. يجب أن أختلقها أي اقدم شهادة زور وهذا ما لن افعله".
ورغم اختلافه مع الرئيس حول قضايا تتعلق بالماريجوانا والحرب في أفغانستان، غير ان ستون لا يزال يقدم نفسه على انه أحد اكثر أنصاره ولاءا وثباتا، وبلغة هادئة يقول،"ليس لديه سبب للخوف مني."

إلى جانب الأبناء والصهر

اما رودي جولياني، أحد صقور الفريق القانوني لترمب، فحاول التملص من أسئلة بوليتيكو حول كيفية تسبب ستون بمشاكل للرئيس، حيث اكتفى بالقول،"يمكنه التحدث إذا كان يريد". "لن يقول أي شيء. نحن لسنا قلقين ".

وللتدليل على أهميته، وضعت جويندا بلاير، كاتبة سيرة ترمب الذاتية، ستون في خانة خاصة تعد مهمة جدا بالنسبة الى روبرت مولر، الى جانب أبناء الرئيس، وصهره جاريد كوشنر، ومايكل كوهين، ومرافقه السابق كيث شيلر، ومساعدته رونا غراف.