إيلاف من لندن: بحث نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي مع السفير التركي في العراق فاتح يلدز في بغداد اليوم ملف المياه وما سببه من أضرار وقلق نظرا للأهمية الاستثنائية لهذا الملف.. وأشار إلى علاقات الصداقة والجيرة وما تتطلبه من تعاون وتفاهم يصب في مصلحة البلدين والشعبين. وشدد على أن حق الحصول على المياه حق طبيعي ولابد من البحث عن سبل لتفكيك المشكلة القائمة.
وحمل النجيفي السفير رسالة شفوية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تتناول موضوع المياه والرغبة في تجاوز أية مشاكل بروح التفاهم والجيرة والعلاقات التاريخية كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".
ومن جانبه قدم السفير شرحا مفصلا حول التطورات المتعلقة بسد أليسو التركي وتأكيد السفير بأن بلاده لا تريد أن تتسب بالضرر للجانب العراقي.
كما تضمن الاجتماع مناقشة الوضع السياسي وطبيعة التحالفات والمباحثات التي أعقبت الانتخابات التشريعية الاخيرة حيث اشار النجيفي بأنه ليس من المطلوب تجميع السنة في كتلة واحدة ولابد من الانتقال إلى الفضاء الوطني.. مؤكدًا أنّ تحالف قرار العراقي الذي يترأسه منفتح على مباحثات ومناقشات واتفاقات مع مختلف القوائم الفائزة في الانتخابات ضمن رؤية قوامها المنهج الوطني وتحقيق ارادة المواطن العراقي بحسب قوله.
واليوم قال مدير سد الموصل المهندس رياض عزالدين ان "مستويات المياه المخزونة في السد انخفضت إلى 3 مليارات متر مكعب عن العام الماضي الذي كان يصل إلى أكثر من 8 مليارات متر مكعب".
وأضاف أن كميات المياه الواصلة من تركيا انخفضت بشكل قياسي حيث تصل إلى نحو 390 مترا مكعبا في الثانية مقارنة مع 700 متر مكعب بالثانية العام الماضي.. محذرا من ان تشغيل سد إليسو وسدود أخرى في تركيا سيكون له تأثير مباشر على انخفاض واردات المياه إلى سد الموصل ونهر دجلة داخل الاراضي العراقية.
أردوغان ينتقد قادة العراق ومحتجون عراقيون يهاجمونه
ومن جهته كشف الرئيس التركي، أن تركيا كانت قد أبلغت السلطات العراقية قبل 10 سنوات بضرورة تخزين المياه مستدركا بالقول "لكن المسؤولين العراقيين ليس لهم أذن صاغية".
وأشار اليوم إلى إن قرار ملئ سد إليسو التركي على نهر دجلة "لا رجعة فيه أبداً وعلى العراق أن يحترم رأينا ومصلحة شعبنا". وأوضح أردوغان في تصريح صحفي، إنه حين امتلاء بحيرة السد سوف يعود بعدها كل شيء إلى طبيعته.. وقال "نحن ننتظر هذا اليوم منذ 5 سنوات".
وأضاف "أبلغنا العراق قبل 10 سنوات وقلنا لهم خزّنوا المياه وأنشئوا السدود لبلدكم ولشعبكم.. لماذا المياه تهدر في الخليج بدون فائدة؟ ولكن حكام العراق لم يفعلوا شيئاً وليس لهم إذن صاغية".
واعتبر أن سد إليسو سوف يجعل مناطق جنوب شرق تركيا اكبر المناطق الزراعية والسياحية ولتوليد الكهرباء في أوربا وسيجلب المستثمرين إلى بلاده.
وردا على ذلك فقد نظم عشرات العراقيين اليوم وقفة احتجاجية أمام مبنى السفارة التركية وسط بغداد احتجاجاً على بدء ملء سد أليسو التركي وتسببه بانخفاض مناسيب المياه في نهر دجلة.
ورفع المحتجون لافتات كُتب عليها "قطعكم لمياه نهر دجلة جريمة إبادة للشعب العراقي".. و"لن تقتلوا دجلة والفرات بلاد النهرين الخالدة".. و"أردوغان الزم حدودك أردوغان افتح سدودك" كما نقلت وسائل اعلام محلية.
وشارك في التظاهرة ممثلون عن منظمات مدنية ونخب اكاديمية وثقافية وناشطون ووجهاء رافعين شعارات تندد بسياسة الرئيس التركي أردوغان.
وخلال الايام الثلاثة الاخيرة بدأت آثار ملء سد اليسو التركي تظهر على نهر دجلة في العاصمة بغداد ومدينة الموصل الشمالية، بانخفاض مناسيب المياه إلى حد كبير، وهو ما أثار رعب المواطنين من جفاف سيضرب مناطقهم ومحاصيلهم الزراعية.
وفود برلمانية تفاوضية إلى تركيا
وعلى الصعيد نفسه تتوجـه وفود برلمانية عراقية إلى تركيا خلال اليومين المقبلين للتفاوض مع الجانب التركي في محاولة لتأجيل عملية ملء سد اليسو بالمياه.
وقال النائب عبد الكريم عبطان في تصريح للوكالة الوطنية العراقية للانباء ان "اجراءات وزارة الموارد المائية والحكومة لمواجهة أزمة شح المياه ماتزال اقل من المستوى المطلوب كما ان تحريف مجرى الانهار من العراق يدخل ضمن اطار الجرائم ضد الانسانية".
وأضاف "اقترحنا تشكيل مجلس سياسات لدراسة السياسات المائية في العراق وكيفية ادارة الأزمة وبناء سدود وخزانات".. موضحا انه قد تم تشكيل وفود برلمانية ستذهب إلى تركيا خلال اليومين المقبلين لتأجيل عملية ملء سد اليسو لحين اكمال الاجراءات العراقية لمواجهة الأزمة.
واشار إلى ان هناك علاقات تجارية واسعة بين العراق وتركيا ويجب ان تستخدم هذه اوراق ضغط لان الزراعة والصناعة ستنتهي في العراق.. داعيا وزارة الموارد المائية إلى حل الأزمة عن طريق الشكاوى الدولية او عبر الجانب الدبلوماسي.
السفير التركي يعقد مؤتمرًا صحافيًا
ومن جانبه يعقد السفير التركي في العراق فاتح يلدز يوم غد الثلاثاء مؤتمرا صحفيا حول أزمة المياه الحالية.
وكان السفير قد أكد في وقت سابق ان بلاده ستستمر بالوقوف إلى جانب العراق بخصوص مياه دجلة والفرات وإدارة هذه المياه بشكل صحيح.. مشيراً إلى أن "أنقرة تعتبر مياه دجلة والفرات مياها مشتركة وان أنقرة لن تخطو خطوة واحدة بخصوص المياه دون المشاورة مع جارتها".
وأمس قال وزير الموارد المائية حسن الجنابي إن تركيا خرقت اتفاقا مع العراق لعدم ملء سدودها الا بالتشاور معه. وأوضح الجنابي في جلسة تشاورية بمبنى مجلس النواب العراقي لمناقشة أزمة المياه انه كانت هناك إتفاقات بين العراق وتركيا والتنسيق المسبق لتأجيل ملء السدود إلا بعد التشاور والاتفاق مع العراق "لكن الجانب التركي للأسف بدء بملء السدود في الأول من مارس الماضي".
وأشار إلى أنّ الاتفاق السابق مع الجانب التركي كان "على بدء ملء سد "أليسو" الواقع على نهر دجلة من الاول من يونيو الحالي إلى الاول من نوفمبر المقبل بحضور وفد تركي وزيارة سد الموصل وتقييم الوضع المائي.
وأضاف انه سيتم العمل على التوصل لاتفاقية مع تركيا لمساعدة العراق وتزويده بحصة كافية من المياه.. وقال "نحن كبلد لسنا من دول منابع المياه ولا نريد توترا مع الدول الجوار، ولذلك ليس هناك غير الحوار والتفاهم والتفاوض مع تركيا لحل أزمة المياه في العراق.
وشدد على ضرورة التفاوض والحوار والابتعاد عن إثارة التوتر في ملف حل أزمة المياه التي يشهدها العراق مع دول المنبع إيران وتركيا.
التعليقات