إيلاف من نيويورك: لوّح الرئيس الأميركي، دونالد ترمب بخياره الأخير لتمويل بناء الجدار الحدودي مع المكسيك بظل إصرار الديمقراطيين على موقفهم الرافض لإعطاء الرئيس 5.7 مليارات دولار لتمويل الجدار.

وتسبب جدار ترمب الموعود بأزمة كبيرة في الولايات المتحدة، اثمرت حتى الان عن شل أعمال الحكومة بشكل جزئي لليوم العشرين على التوالي، وتوقفت رواتب حوالي ثمانمئة&الف موظف فدرالي.

التلويح بإعلان الطوارئ

التصلب الديمقراطي في مواجهة سعي ترمب لبناء الجدار، دفع بالرئيس الى وضع خيار اعلان حالة الطوارئ الوطنية على الطاولة من اجل تمويل الجدار دون العودة الى الكونغرس، والطلب من الجيش الأميركي المباشرة بأعمال البناء.

الوداع السريع

ولم ينجح اللقاء الأخير الذي عقد بين ترمب وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وزعيمة الأكثرية في مجلس النواب، نانسي بيلوسي، وفض الاجتماع على عجل دون حتى الدخول في مفاوضات، بعدما بادر ترمب الى سؤال بيلوسي حول استعدادها لتمويل الجدار، فأتاه الجواب سلبيا، الامر الذي دفعه الى الخروج مباشرة لرغبته بعدم إضاعة الوقت، كما قال.

مستعدون لإعلان الطوارئ

ترمب وخلال توجهه يوم امس الخميس الى الحدود الجنوبية، كشف عن استعداده لإعلان حالة الطوارئ الوطنية على الحدود الجنوبية إذا استمرت المحادثات مع الديمقراطيين في الانهيار بشأن الجدار الحدودي، وقال لشبكة سي ان ان، "لقد نصحني المحامون بذلك. أنا لست على استعداد للقيام بذلك حتى الآن، ولكن إذا كان لا بد لي، سأفعل. ليس لدي شك في ذلك، سأفعل ذلك".

أمر مسبوق

ولن يشكل اعلان ترمب لحالة الطوارئ سابقة في الولايات المتحدة التي اعتادت على مثل هذه الأمور، وأبرز الأمثلة ما حدث عام 1979 عندما اعلن جيمي كارتر حالة الطوارئ بعد احتجاز الرهائن الاميركيين في ايران وجمد أصول الاخيرة، وتبعه رونالد ريغن خلال الازمة مع نيكارغوا، وسار بيل كلينتون في الركب عام 1998 خلال الحرب على يوغسلافيا، وعاد جورج بوش الابن لاعلان الطوارئ بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ومع تفشي انفلونزا الخنازير بادر أوباما الى اللحاق بمن سبقه مستخدما سلطته لمواجهة تفشيه، والجدير بالذكر ان حالات الطوارئ التي اعلنها كارتر، وبوش واوباما لا تزال سارية المفعول.

المرة الأولى

وفي الوقت الذي يعد فيه اعلان الطوارئ موضوعا عاديا بالنسبة الى الرؤساء في الولايات المتحدة، غير ان الامر اللافت بحال اتخاذ ترمب لهذه الخطوة، سيكون في أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها رئيس هذه السلطة من اجل كسب مواجهة سياسية مع الكونغرس.

لا أمل

ومع اقتراب دخول الشلل الحكومي يومه الواحد والعشرين واقتراب تحطيم كل الأرقام السابقة من حيث المدة الزمنية، فشلت جهود أعضاء في مجلس الشيوخ في تقريب وجهات النظر بعدما توصلوا الى قناعة مفادها ان الطرفين (ترمب وقادة الحزب الديمقراطي) لن يتزحزحوا عن مواقفهم.