توفي توني مينديز، عميل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي أي إيه" السابق، بطل "المغامرة الكندية" التي تم نتيجتها تهريب ستة دبلوماسيين خلال أزمة الرهائن في إيران -1979 – 1981، وقد استلهمت منها قصة فيلم (أرغو) الفائز بجائزة أوسكار.

وقال وكيل العميل السابق مينديز، في تغريدة، إن الأخير توفي السبت، بعد أن عانى من مرض الشلل الرعاش (باركنسون). واعتبره الممثل الأميركي بن افليك "بطل فيلم آرغو" ومثّل دوره في الفيلم بأنه "بطل أميركي حقيقي".

وقال أفليك في تغريدة: "لقد كان رجلا يتصف بالكياسة والأدب، والتواضع، وبطيبة غير عادية". وأضاف: "لم يسع أبدا إلى تسليط الأضواء على أفعاله، بل سعى فقط إلى خدمة بلده".

وغرد النائب السابق لمدير سي أي إيه، مايكل موريل، قائلا إن مينديز "كان واحدا من أفضل الضباط، الذين خدموا في وكالة الاستخبارات". وأضاف: "لقد كان عمله مميزا، وساعد على حماية أمتنا بطرق مهمة".

وكان أنطونيو جوزيف مينديز (78 عاما) ضابط العمليات الفنية الأميركية لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، الذي تخصص في دعم عمليات السرية والسي آي إيه السرية. كتب ثلاث مذكرات عن تجاربه في وكالة الاستخبارات.&
وخلال عمله لـ 25 عاما في السي أي إيه، تخصص مينديز، في عمليات التنكر والتزوير والإنقاذ.

المغامرة الكندية&

وكان مينديز، أدار عملية "المغامرة الكندية" حين قام بتهريب ستة دبلوماسيين أميركيين في إيران في يناير 1980 من خلال الترتيب لجعلهم يمثلون كطاقم سينمائي كندي. وحمل الدبلوماسيون جوازات سفر صادرة عن الحكومة الكندية لتوثيقها كمواطنين كنديين.
بعد رفع السرية عن السجلات، تم الإبلاغ عن التفاصيل الكاملة للعملية في مقالة نشرت عام 2007 من قبل جوشوا بيرمان في مجلة (Wired) وتم تكييف العمل وتطويره ليتم على أساسه انتاج فيلم Argo الحائز على جائزة الأوسكار لعام 2012، من إخراج بن أفليك، الذي لعب دور منديز&في الفيلم.&

لست اسبانيا

يذكر أن منديز مولود في يوريكا بولاية نيفاذا في عام 1940 من الابوين المكسيكي الأصل جون جورج منديز ونيفا يونيو توجنوني ذات الأصول الإيطالية الفرنسية الايرلندية.&

وتوفي والد مينديز عندما كان صغيراً، كما أنه لم يتعلم أبدا أن يتكلم الاسبانية وانقطعت صلاته بالثقافة الأميركية المكسيكية لأبيه، كما انه لم يعترف بأنه من أصل إسباني، وكان يقول: "أنا لا أفكر في نفسي كإسباني. أفكر في نفسي كشخص نشأ في الصحراء".
وعندما كان مينديز في سن المراهقة، انتقلت عائلته إلى كولورادو، وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية، درس الفن في جامعة كولورادو. وواصل العمل كفنان بعد الجامعة. وكان عمل في البداية كرسام ومصمم للأدوات لشركة الطيران Martin Marietta.&

فنان تجسس

في عام 1965، تم توظيفه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، حيث أصبح فنان تجسس لشعبة الخدمات الفنية. وعمل ضابطا لدى الوكالة جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط.&
وكان عمله في الوكالة يتطلب منه في كثير من الأحيان صياغة وثائق، وخلق صور واحداث وشخوص تنكرية، والتعامل مع أعمال رسومية أخرى تتعلق بالتجسس.&
وتم منح مينديز "نجمة الاستخبارات" في 12 مارس 1980 ، لعمله في انجاز "العملية الكندية". وكان مينديز جزءًا من استراتيجية لتسلل الدبلوماسيين عبر تمريرهم كنديين يعملون على طاقم فيلم خيال علمي. وكان قد حصل على جوازات سفر كندية ووثائق داعمة من تلك الحكومة للتعرف عليهم كمواطنين.&

وبمساعدة كندا، تمكنت المجموعة من مراوغة أجهزة الأمن الإيرانية، واستقلوا طائرة من طهران إلى زيورخ. وقال منديز لصحيفة (واشنطن بوست): "كنت اعتبر نفسي دائما فنانا أولا. وطيلة 25 عاما كنت جاسوسا جيدا".
&