يصل إلى بيروت في اليومين المقبلين بيار دوكان، الموفد الفرنسي المُكلّف من الرئيس إيمانويل ماكرون، متابعة تنفيذ مقرّرات مؤتمر سيدر، فما هي إيجابيات هذا المؤتمر على لبنان وهل من سلبيات قد ينتجها؟.

إيلاف من بيروت: يصل إلى بيروت في اليومين المقبلين بيار دوكان، الموفد الفرنسي المُكلّف من الرئيس إيمانويل ماكرون، متابعة تنفيذ مقرّرات مؤتمر "سيدر".

في التقييم الأوّلي يبدو أنّ الحكومة بدأت تُنجز ما هو مطلوب منها للبدء في المشاريع الواردة في هذا المؤتمر، والمتعلقة في غالبيتها بمشاريع بنى تحتية.

سوف يعطي دوكان الأولوية في محادثاته لإعادة إطلاق المشاريع، التي كان تمويلها جاهزًا قبل "سيدر"، والمجمّدة لأسباب غير معروفة، فسّرها البعض بأنها إهمال بسبب عدم وجود إمكانات للهدر والسرقة فيها، لأنها مموَّلة مباشرة من الجهة المانحة. وتبلغ قيمة هذه المشاريع حوالى 3.3 مليارات دولار.

كذلك سيركّز دوكان، على ملف الكهرباء، الذي تعتبره الدول المانحة بمثابة ممر إلزامي للبدء في تنفيذ مشاريع "سيدر". ومن دون فتح هذا الممر، لن يتمّ الانتقال إلى العمل في مشاريع البنى التحتية المتبقية.

الفساد
عن القول إن مؤتمر سيدر سيشكل عبئًا على اللبنانيين عبر الأجيال، يشير الخبير الإقتصادي لويس حبيقة لـ"إيلاف" إلى عدم دقة هذا الأمر، لأن الدين العام في لبنان يوازي الـ 80 مليار دولار، والدين الإضافي الذي سيترتب على لبنان سيكون مرتبطًا بمشاريع، وهذه الأخيرة ستكون جيدة للبنان، مع مكافحة الفساد، وإلا سيزيد الدين في لبنان والفساد لن يكافح.

ويرى حبيقة أن المجتمع الدولي اليوم من خلال مؤتمر سيدر أعطى لبنان فرصة جدية يجب أن نأخذها&بأقصى درجات الإلتزام.

إيجابيات وسلبيات
عن إيجابيات مؤتمر سيدر وسلبياته على لبنان، يشير حبيقة إلى أن أهم الإيجابيات تبقى اهتمام العالم بلبنان، وكذلك تأمين الأموال للبنان المرتبطة بالإصلاحات، وكذلك وحّد لبنان تجاه الموضوع الإستثماري والمالي، وكذلك اجتمعت كل الدول من أجل لبنان، وسلبياته في حال لم يؤخذ المؤتمر على محمل الجد إمكانية أن ينعكس سلبًا علينا، من خلال عدم مساعدة المجتمع الدولي حينها بسهولة، ولا خوف من الكلفة المالية لأنها مرتبطة بمشاريع، ولكن الخوف من عدم الجدية في لبنان حينها يترك البلد لمصيره من دون أي مساعدة.

ولدى سؤاله في حال لم تتم الإصلاحات المتوقعة من لبنان، من يحمي الديون وأموال اللبنانيين في ظل فساد مستشرٍ في البلد؟. يلفت حبيقة إلى أنه حينها سيكون الخراب كبيرًا على لبنان، ولكن الأمل بالعهد الحالي، ومع حكومة قوية لا بد من البدء بفتح إصلاحات جدية، وإلا ستكون الكلفة عالية على لبنان.

أما كيف ساهم مؤتمر سيدر في عودة العلاقات اللبنانية السعودية إلى سابق عهدها؟ فيشير حبيقة إلى أن العلاقة مع السعودية لأسباب محددة، وليست تاريخية، شهدت بعض المشاكل، لكن تم حلها، والسعودية وكذلك دول الخليج لم تتخلَّ يومًا عن مساعدة لبنان، والدول الخليجية مع لبنان علاقتها جيدة دائمًا.

وعادت العلاقات الى سابق عهدها مع دول الخليج ولبنان اليوم، لأن الخليج كان دائمًا يشكل امتدادًا للبنان، ولبنان أيضًا امتداد للخليج، ومع رفع الحظر عن السعوديين إلى لبنان، لذلك سنشهد صيفًا واعدًا في البلد.
&