يبقى الخوف من تطور الخلافات الفلسطينية إلى حرب مخيمات جديدة هاجسًا قديمًا جديدًا في لبنان، يتحرك بين الحين والآخر، فما مدى صحة تطور الخلافات الفلسطينية داخل المخيمات إلى حرب مدمرة في لبنان؟.

إيلاف من بيروت: يبقى الخوف من تطوّر الخلافات الفلسطينية إلى حرب مخيمات جديدة هاجسًا قديمًا جديدًا في لبنان يتحرك بين الحين والآخر، وكان آخرها أمس لدى سماع دوي انفجار في مخيم عين الحلوة، تبيّن أنه ناجم من إلقاء مجهولين قنبلة على منزل من آل شكري في حي الرأس الأحمر التحتاني داخل المخيم، لكن لم يفد عن وقوع إصابات.&

فما مدى صحة تطور الخلافات الفلسطينية داخل المخيمات، وخصوصًا مخيم عين الحلوة في صيدا، وتحوّلها إلى حرب جديدة في لبنان؟.

شرارة الحرب
يعتبر النائب السابق مصطفى هاشم في حديثه لـ"إيلاف" أن هناك معلومات يتم تداولها عن انطلاق شرارة الحرب من مخيم عين الحلوة، وتشكّل الأحداث في المخيمات بؤرة لانطلاق شرارة الفتنة، وعلى القوى الأمنيّة أن تكون واعية من أجل ضبط الأمور، وقد انضبطت الأمور إلى حد ما في مرحلة من المراحل، خصوصًا بعد أحداث نهر البارد، وعادت الأمور في المخيمات إلى وضع شبه طبيعي.

أوضاع دقيقة
أما النائب والوزير السابق بشارة مرهج فيعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن مخيم عين الحلوة منذ زمن بعيد يعيش أوضاعًا دقيقة وحساسة، وتنذر بخطورة على الوضع في الجنوب وفي لبنان ككل، ولكن من المتوقّع أن تقوم منظمة التحرير الفلسطينية ومختلف الفصائل الموجودة في لبنان وفي عين الحلوة بتخفيف الاحتقان وبوضع حدود للمشاكل الموجودة، والتي لا يمكن حصرها وحلها بشكل جيد، لأن هذا المخيم المكتظ أصلًا، قد استوعب العديد من الفلسطينيين الموجودين في سوريا، وربما ازدادت العناصر المتطرفة فيه، التي تتوجّه بتعليمات خارجية، وتتخطى الإطار الفلسطيني واللبناني، هذه العناصر يعرفها الجيش، وتعرفها الفصائل الفلسطينية، وقد يُضبط الوضع، ويكون ذلك ممكنًا بالتفاهم بين الجيش اللبناني والأطراف الفلسطينية مجتمعة، وهؤلاء الذين يريدون الفتنة سيجدون أنفسهم محاصرين، ومن دون أي تأييد شعبي، ومن دون أي خطوط إمداد، خصوصًا أن البيئة الصيداوية والجنوبية ترفض رفضًا مطلقًا الإخلال بالأمن، سواء في عين الحلوة أو في مناطق محيطة.

والمطلوب حاليًا بحسب مرهج المزيد من العمل لاستيعاب الوضع، وليس انتظار الانفجار.&

ضبط المخيمات
كيف يمكن ضبط المخيمات في لبنان وعدم السماح بنشوء الفتنة من خلالها؟. يجيب هاشم أن الأمر منوط بالدولة اللبنانية، وهي المخوّلة بذلك والوحيدة التي يجب أن تقوم بالأمر، وهناك ضرورة لضبط السلاح. فسلاح حزب الله كان في وجه إسرائيل في مرحلة من المراحل، ولكن اليوم أصبح يستعمل في سوريا، وهناك ضرورة في أن ينأى لبنان بنفسه عن كل أحداث المنطقة.

يلفت مرهج بدوره إلى ضرورة الإهتمام بالمخيّمات والنازحين ومنحهم حقوقهم، والتواصل معهم بشكل دائم، والفصائل الفلسطينية كلها مجمعة مع منظمة التحرير على عدم التدخل في الشؤون اللبنانيّة، والكل يدرك أن الاهتمام ليس لفظيًا، بل بشكل جدي، ونشهد تحركات المسؤولين الفلسطينيين، سواء منظمة التحرير أو المنظمات الأخرى، لأن الجميع يدرك أن أي انفجار في عين الحلوة سيسيء إلى الجميع وسيضر بهم، لذلك لا أحد يشعر بأن لديه مصلحة جراء هذا الانفجار.

تمدّد الإرهاب
كيف يمكن للبنان أن ينأى بنفسه عن تمدّد الإرهاب والتطرّف في عين الحلوة؟. يجيب هاشم أن التطرّف يستهوي الأشخاص الذين يشعرون بالظلم، وبالتالي الفلسطينيون في لبنان هم شعب مظلوم، من قبل إسرائيل، وهم مهجّرون، وأي تطرّف يستهويهم، لذلك يتمدّد داخل المخيمات، وإنسانيًا أيضًا الفلسطينيون في لبنان مظلومون.

يشير مرهج إلى ضرورة أن تقوم منظمة التحرير بحل الإشكالات البيتيّة وضرورة أن يكون هناك تنسيق مع سائر المنظمات، وتناسي كل الخلافات السياسية في ما بينها، لأن الوضع يتطلّب توحيد الجهود لدرء الخطر عن المخيم وعن المنطقة.

في حال انفجر الوضع في مخيم عين الحلوة، آي آثار ستلحق بلبنان؟. يشير هاشم إلى أن أي منطقة في لبنان، سواء المخيم أو أي بلدة على حدود سوريا، وأي توتر في أي بقعة في لبنان، يتأثر بها البلد ككل، وهناك من يتعاطف مع الفلسطينيين دوليًا، وسنشهد تدخلات خارجية، المهمة تقع على عاتق الدولة اللبنانية لضبط الأمور، ويجب أن يعرف الفلسطينيون أن قضيتهم تحل مع إسرائيل وليس في ما بينهم كفصائل، وليس في ما بينهم وبين الدولة اللبنانية.

يؤكد مرهج أن الآثار لن تكون كبيرة في حال تم استيعاب الأمر شعبيًا وفلسطينيًا ولبنانيًا وعسكريًا وأمنيًا.