بعد الهجوم الذي شنّه رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون وبلغ حدّ التذكير بالقصف "القواتي" لقصر بعبدا عام 1990 خلال اجتياح الجيش السوري لمناطق عون، تتصاعد المعارك الكلامية أكثر بين القوات اللبنانيّة والعونيين.

بيروت: يعتبر الكثيرون أن مستوى الهجوم الذي شنّه رئيس الجمهورية ميشال عون وبلغ حدّ التذكير بالقصف "القواتي" لقصر بعبدا عام 1990 خلال اجتياح الجيش السوري لمناطق عون، هو الأعنف والأقوى على الإطلاق منذ أكثر من ثلاث سنوات، تاريخ بدء المفاوضات بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والتي أنتجت لاحقًا المصالحة المسيحية ـ المسيحية وتوِّجت بـ"اتفاق معراب".&

هذه المواجهة المبكرة في أول جلسة للحكومة تعني بلا شك أنّ المعارك ستتصاعد بين "القوات" و"التيار" على خلفية الملفات التي ستُطرح لاحقًا والتي ستكون باكورتُها ملف الكهرباء.

&ويقول مراقبون إن ـ"القوات اللبنانية" التي لم تعد تحتمل تحجيم حصتها داخل السلطة التنفيذية مع الإعلان عن ولادة الحكومة وإدراك الجميع أنّ هذه الحكومة ستعيش حتى نهاية العهد، ستباشر هجومَها انطلاقًا من مناقشة الملفات الاقتصادية التي ستتصدّر طاولة مجلس الوزراء.

تباينات

ويؤكد النائب السابق طوني أبو خاطر (القوات اللبنانية) لـ"إيلاف" أن ما هو معروف وجود بعض التباينات والاختلاف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وتفاهم معراب يجب أن يستمر بصرف النظر عن كل الإختلافات والتباينات، لأن القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر رغم عدم اندماجهما كليًا غير أن التوافق على مسلمات معينة مطلوب اليوم، ولكن يبقى الحراك السياسي مختلفًا بينهما، لأن لكل فريق تطلعاته وثوابته الخاصة.

الاتفاق والإختلاف

وردًا على سؤال أين تتفق القوات اللبنانية مع التيار الوطني الحر وأين يختلفان؟ يؤكد أبو خاطر أن الاتفاق على تبريد الساحة المسيحية، وهما وضعا الأمور الخلافية القديمة المترسبة في أذهان الناس جانبًا، وتبقى هذه المرحلة مهمة على الصعيد السياسي والإجتماعي، ويتفقان على الأسس الوطنية في أن يكون لبنان حرًا ومستقلاً، مع كيفية الإختلاف في ممارسة هذه الثوابت بين الطرفين، وهناك اختلاف بينهما في مقاربة موضوع النأي بالنفس، فالقوات اللبنانية تريد وتطالب أن يكون السلاح في يد الشرعية، ويد الجيش اللبناني، كذلك قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية، بينما التيار الوطني الحر لديه تماهيًا مع محور "المقاومة" وتحديدًا مع حزب الله وهو يضرب الشرعية والأسس المتفق عليها سابقًا.

مصلحة اللبنانيين

ويشير أبو خاطر إلى أنه ليس فقط من مصلحة المسيحيين أن نشهد تقاربًا بين العونيين والقوات اللبنانية، بل من مصلحة كل اللبنانيين أن نلمس تقاربًا بين مختلف الفرقاء، ومن مصلحة المسيحيين أن يكون كل اللبنانيين متفقين، لأن المسيحيين يبقون جزءًا من الوطن، والاتفاق المسيحي يجب أن يشكل بوابة عبور للآخرين كي يتقاربوا في ما بينهم.

ويضيف أبو خاطر:" يجب أن يكون هناك موقفًا موحدًا من الجميع كون لبنان يمر بمرحلة صعبة جدًا من هنا أهمية التضامن والتلاحم مع الفرقاء مع توحيد الصفوف كلها.

عودة العلاقات

أليس من هدف لدى كل من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في إعادة العلاقات إلى متانتها بينهما؟ يشير أبو خاطر إلى إمكانية عودة العلاقات الى متانتها بين الفريقين، لأن العلاقات اليوم ليست مقطوعة، رغم وجود النفور بين الطرفين على بعض النقاط، إن كان على صعيد الحكومة وغيرها لأن طموح القوات اللبنانية بناء دولة على أسس سليمة.

عن وجود ابراهيم كنعان من التيار الوطني الحر وملحم رياشي من القوات اللبنانية &في الماضي من أجل إعادة العلاقات بين الطرفين أليس من متطوع اليوم من أجل العمل على تحسين العلاقات بين كل من القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر؟ يلفت أبو خاطر إلى أن كنعان ورياشي لا يزالان يعملان على حل الخلافات بين الطرفين وهما على تواصل والأسس لا تزال قائمة، رغم أن الأمور باردة اليوم بين الفريقين لكن ستتفاعل في المستقبل لأن الهدف يبقى واحدًا في سبيل خلاص البلد من الحالة التي يمر بها.
&