ضمن فعاليات أسبوعها التكريمي (وفاء 1) كرّمت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، مساء أمس، الأديب عبدالكريم الجهيمان، بحضور وكيل وزارة الإعلام الدكتور ناصر الحجيلان ورئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور عمر السيف وأسرة الجهيمان وعدد من المثقفين والأدباء والإعلاميين، وذلك في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض.

إيلاف من الرياض: ألقى الدكتور السيف كلمة أعلن فيها عن انطلاقة سياسة الأسابيع الثقافية ضمن البرنامج الثقافي في الجمعية، مشيرًا إلى أن الأسبوع الأول منه انطلق بعنوان الوفاء للاحتفال بـ16 مثقفًا في جميع فروع المملكة، تليه أسابيع ثقافية كأسبوع " المرأة السعودية"، وأسبوع التاريخ الوطني، وأسبوع آثار المملكة، وأسبوع الأدب السعودي.

مسرحية ومعرض
ولفت إلى أن تكريم عبدالكريم الجهيمان هو من باب الوفاء لما قدمه الأديب إلى وطنه ومجتمعه من ثقافة وعلم وأدب، كان لهم الأثر الكبير في تاريخ الثقافة السعودية.‫

قدمت خلال حفل التكريم مسرحية بعنوان "أساطير مستوحاة" من كتاب الجهيمان "الأساطير الشعبية"، وكذلك مجموعة رواة يروون بعضًا من هذه الأساطير، كما قدمت 13 ورقة علمية لعدد من المثقفين والأدباء، تناولت تاريخ الأديب الراحل الجهيمان.‬‫

صاحب الحفل معرض للجمعية السعودية للثقافة والفنون، بالتعاون مع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، بعنوان (من هنا.. مائة عام في حياة المكرم)، استعرضت خلاله سيرة الأديب عبدالكريم الجيهمان.‬

سيرة طويلة عمرًا وعطاءً ‬
تجدر الإشارة إلى أن عبدالكريم الجهيمان من مواليد 1912، وهو صحافي، وأديب، وباحث، وشاعر، وناقد تجاوز الـ 100 عام، وكلما تقدم به العُمر ازداد إبداعًا وعطاءً. &

عمل مدرّسًا في مدارس مكة المكرمة، و"المعهد العلمي السعودي"، و"مدرسة تحضير البعثات"، قبل أن ينتقل إلى محافظة الخرج ويتولى إدارة مدرستها عام 1943، ثم انتقل إلى الرياض ليقوم بدريس أبناء الأمير عبد الله بن عبد الرحمن عام 1944، كما عمل في مجال القضاء في مكة المكرمة والخرج، وشغل منصب مدير التفتيش الإداري في "وزارة المعارف".

شارك في تحرير الكثير من الصحف، وأدار شركة الخط للطبع والنشر والترجمة في "الدمام"، وكان أول رئيس تحرير لأول صحيفة تصدر في المنطقة الشرقية، وهي "أخبار الظهران"، التي تحوّل اسمها بعد ذلك إلى "الظهران"، وأصبح مديرًا للتعليم الأهلي في "الوزارة المعارف"، قبل أن ينتقل إلى "وزارة المالية والاقتصاد الوطني" بطلب من وزيرها طلال بن عبد العزيز، حيث أصدر "مجلة المالية والاقتصاد".

ألف العديد من الكتب، منها: "موسوعة الأساطير الشعبية في شبه الجزيرة العربية"، و"موسوعة الأمثال الشعبية"، و"رحلة مع الشمس"، و"ذكريات باريس"، و"رسائل لها تاريخ"، و"دخان ولهب"، وديوان شعر بعنوان "أين الطريق"، وآخر بعنوان "خفقات قلب". كما حصل على وسام الملك عبد العزيز عام 2001.

تعليم المرأة والسجن&
ضمن مسيرة عبدالكريم الجيهمان استلامه رئاسة تحرير صحيفة الظهران، وكانت له مقالات عديدة تحث وتدعو إلى افتتاح مدارس للبنات، وبالتحديد كان هذا الكلام في سنة 1955م... وكان رد وزير المعارف (الملك فهد آنذاك) أن الأمر سابق لأوانه.. &وجرى إيقاف صحيفة أخبار الظهران عن الصدور بسبب هذا المقال.&

الكاتب محمد السيف كتب عن الجهيمان، وقال: إن سيرة الجهيمان لم تُكتب بعد!، وهي سيرة مثيرة، شاهدة على تاريخ الوطن ومعاصرة لظروف الملحمة الوطنية الفذة التي صنعها الملك المؤسس. فالجهيمان "شاهد" على الفرقة والشتات والتناحر الذي ظلّل البلاد، قبل وحدة الملك عبدالعزيز، و"شاهد" على الأمن والاستقرار والبناء، الذي عاشته وتعيشه البلاد بعد وحدة الملك العظيم. وما بين الأمس واليوم بذل الجهيمان جهودًا وطنية مخلصة، أولها في مجال التعليم في مكة المكرمة، وقد تخرجت على يديه أجيال يفخر بها وتفخر به، يقف على رأس تلامذته الأمير الراحل عبد الله الفيصل.&

أضاف السيف "ومن أقصى غرب الوطن إلى شرقه انتقل ليؤسس صحيفة "أخبار الظهران" ويرأس تحريرها، ويطرح فيها مقالاته الاجتماعية والثقافية ذات الملامح الوطنية الصادقة والمخلصة. وتسجّل للجهيمان دعواته المبكرة إلى ضرورة الأخذ بكل جديد ومفيد واللحاق بركب الحضارة المدنية. كما إنه من أوائل من طالبوا بتعليم الفتاة، وكانت مطالبته تلك هي السبب وراء إغلاق باب جريدته إلى الأبد!. ويشاء الله أن يمنّ عليه بأن أطال في عمره إلى اليوم الذي رأى فيه الفتاة السعودية وقد أخذت من العلم بحظٍ وافر، وانخرطت في مجالات التربية والتعليم والطب والتمريض والعمل التطوعي الخيري، وبرزت في مجالات علمية وأخرى اجتماعية. وقد ذكر لي الجهيمان أكثر من مرة أنه يكون في بالغ سعادته وسروره حينما يستمع إلى إذاعة الرياض وترِد أسماء فتيات سعوديات حصلن على الدكتوراة، خاصة من فتيات البادية، اللواتي كنا بالأمس يجبن الصحراء خلف الأغنام، واليوم يقفن خلف المجهر في المختبر".


&