&اعتبر ظريف العراق وايران دعامتا الامن في المنطقة وتعاونهما يعزز الامن الاقليمي فيما قال نظيره العراقية.. بينما اشار الرئيس صالح الى أنه لا يمكن للمنطقة ان تستقر من دون منظومة اقليمية اقتصادية سياسية امنية تضم ايران مؤكدا ان بلاده ليست ضمن منظومة العقوبات على إيران.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد الاحد بین وزیري الخارجیة العراقي محمد علي الحكيم ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف &عقب مباحثات استمرت خمس ساعات بین فریقی خبراء ومسؤولین ایرانیین وعراقیین حيث اشار الحكيم الى ان وفد الخارجية الايرانية برئاسة ظريف ضم فريقا فنياً متخصصا من وزارات عدة لاجل التوقيع على اتفاقيات ثنائية في مجال الزراعة والصحة والتجارة.. موضحا انه تمت منافشة تسهيل سمة الدخول لرجال الاعمال بين البلدين وبحث العلاقات التجارية والصناعية.

وأعلن الحكيم عن وجود تعديلات على مذكرات تفاهم سابقة في مجالات الصناعة والتجارة موضحا ان الجانب العراقي عرض على الإيرانيين تجربة المنطقة الصناعية العراقية مع الاردن واهميتها وتوسيعها لتكون مشابهة مع ايران.

واضاف ان العلاقات بين العراق وايران استراتيجية ومتأصلة تاريخيا وثقافيا موضحا ان المباحثات شملت قضايا اساسية تتعلق بالعلاقات الثنائية والاقليمية وكذلك المحاور المهمة للقاءات الرئيس روحاني في العراق.

ظريف: ايران والعراق يمثلان دعامة الامن الاقليمي

من جهته شدد ظريف على ان ایران والعراق یشكلان دعامتا أمن المنطقة وان تعاونهما يؤدي الي مزید من تعزیز هذا الأمن الاقلیمی.

وقال ان مباحثات الجانبين العراقي والايراني ركزت اهتمامهما على تفاهمات تصب في مصلحة البلدين في مجالات الزراعة والتجارة . واضاف ان هذه الاتفاقيات ممكن ان تساهم في مساعدة الشعبين العراقي والايراني خصوصاً بعد النصر على داعش "والذي نعتز بوقوفنا الى جانب العراق في هذه الحرب لان البلدين يمثلان ركنان مهمان لأمن المنطقة".&

ووصف مواقف طهران وبغداد بانها شبیهة ببعضها البعض جدا ومن شأنها أن تساند الامن فی المنطقة.

واوضح ظريف انه "تمت ايضا مناقشة الشأن السوري وضرورة الحفاظ على حدة الاراضي السورية والقضاء على داعش.. موكداً ترحيب ايران بسعي العراق لإعادة سوريا للمحافل العربية والدولية".&

واعرب ظريف عن تقدیره للمواقف المتضامنة من جانب الحكومة والشعب العراقیینن "فی رفض الحظر الجائر اللاقانونی الاميركی ضد الشعب الایرانی".. وقال ان العلاقات الحالیة بین البلدین من دون التدخل الاجنبى رصینة حالیا.

وحول مفاوضات الیوم اوضح ظريف ان الجانبین اكدا خلالها علي توظیف الاتفاقات لمزید من خدمة شعبی البلدین وانطلاقا من ذلك فقد تم اعداد الوثائق ذات الصلة لحسم التوافقات الثنائیة خلال زیارة الرئیس روحانی. وبين ان الجانبین استعرضا فی مباحثاتهما الیوم شتي المجالات الصحیة والتجاریة وتیسیر الاجراءات بالنسبة للزوار والمسافرین.. لافتا الي انه تم التوصل الي اتفاقات جیدة حتي الان.

وسيصل الرئيس روحاني غدا الاثنين الي العراق علي رأس وفد رفيع المستوي في زيارة رسمية تستمر ثلاثة ايام بدعوة من نظيره العراقي صالح العراقي وسيزور خلالها مدينتي كربلاء والنجف وسيلتقي بمراجع الدين الشيعة هناك.

صالح: لا استقرار للمنطقة مندون منظومة تضم ايران

وعلى الصعيد نفسه اعتبر الرئيس العراقي برهم صالح ان علاقات بلاده مع ايران مهمة جدا للعراق وانه لا يمكن للمنطقة ان تستقر من دون منظومة اقليمية اقتصادية سياسية امنية تضم ايران.

واشار في تصريحات الى محموعة من الصحافيين والاعلاميين الايرانيين المتواجدين في بغداد لمناسبة زيارة روحاني لها غدا الى انه قال هذا الكلام في طهران والسعودية وانقرة والاردن واوروبا وفي مؤتمر القمة بشرم الشيخ وهو "ان علاقتنا مع ايران علاقات مهمة جدا لنا، كما نقول للاخرين ان علاقاتنا مع تركيا والعالم العربي مهمة للعراق وكل المنطقة &وبسياسة متوازنة ندير هذه العلاقات وندعو الى تخفيف التوتر و الى دعم الحل السياسي في سوريا على اساس احترام ارادة السوريين والمشاركة معاً ضد الارهاب وايضاً خلق مصالح اقتصادية حقيقة بين شعوب المنطقة وتصوروا خط سكك الحديد من ايران الى العراق من الخليج الى العراق الى تركيا هذه فيه مصلحة للكل كما التبادل التجاري بين شعوب دول المنطقة يجب ان نرفع الحواجز عنه فالزمن ليس زمن العقوبات وانما زمن الحركة &والذهاب من بلد الى بلد من دون اي عوائق فنحن لانزال في عالم اخر".

وأضاف "في كل مكان في كل محفل مع الامريكان والسعوديين والاوروبيين والاتراك نقول اننا جزء من هذه المنطقة لا يمكن للمنطقة ان تستقر من دون منظومة اقليمية اقتصادية سياسية امنية تضم ايران ايضا ما اقوله ان الدول المتشاطئة على الخليج يجب ان تلتئم معاً".

وعن رغبة العراق الجديد للعب دور اقليمي او ايجاد تحالف اقليمي قال الرئيس العراقي ان العراق بموقعه الجغرافي واهميته في دول المنطقة يستطيع ان يلعب دور الجسر والرابط حتى استطيع ان اقول الوسيط النزيه من اجل ربط المصالح لكن هذا لن يتحقق بالكلام يتحقق بخلق ترابط البنى التحتية الاقتصادية والمصالح الامنية المشتركة.

واشار صالح الى ان زيارة الرئيس روحاني الى بغداد مهمة جداً وتأتي في ظروف مهمة ايضاً فهي تأتي للتأكيد على عمق الروابط بين بلدينا وشعبينا كما تأتي استكمالاً للعديد من المناقشات التي تجري بين البلدين ونأمل منها ان تكون محطة مهمة لتوطيد علاقات البلدين الاقتصادية والتأكيد على المشتركات بينهما امنيا وسياسيا واقتصاديا ومن حيث رؤيتنا لعموم المنطقة، نشترك في حدود طويلة 1400 كلم لكن ايضا نرتبط بوشائج تاريخية واجتماعية ودينية ومصالح كثيرة. &

وحول العقوبات المفروضة على ايران قال الرئيس صالح ان العراق ليس جزءا من منظومة العقوبات ضد ايران "لاشك اننا نتأثر بتلك العقوبات ولكننا لسنا جزءا من منها، والعراق حريص على الشعب الايراني الجار الصديق ولا نريد لاي اذى يقع على ايران والشعب الايراني &ونعمل ما بوسعنا ضمن المعطيات الممكنة ان نكون مساعدين لتخفيف التوتر وتخفيف الاذى عن الشعب الايراني".

ايران تضغط لالغاء تأشيرة الدخول مع العراق

وكان السفير الايراني في العراق إیرج مسجدي قد كشف امس ان زيارة روحاني الى العراق تتضمن التوقیع على عدد من الاتفاقیات التي تتعلق بخط السكك الحدید بین مدینة خرمشهر والبصرة و كذلك إتفاقیة انشاء و تطویر مدن صناعیة وتأشیرات الدخول للبلدین والقضایا الجمركیة والتعاون في المجالات الصحیة والطبیة .

وتوقع مسجدي بلوغ حجم التبادل التجاري بین البلدین خلال السنوات القلیلة المقبلة 20 ملیار دولار سنویاًلاحيث حجم هذا التبادل يبلغ 13 ملیار دولار حالیاً .. موضحا انه سیتم اقامة ما یزید عن من 40 معرضا ایرانیا في مختلف المجالات في العراق، حتي نهایة آذاروارس عام 2020.

&وكشف السفير الإيراني عن أن بلاده تطالب بإلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين لكن الجانب العراقي لا يرى ذلك ممكنا في الوقت الراهن لأسباب فنية وأمنية .. مضيفا أن العمل جار لإعطاء تسهيلات للتجار ورجال الأعمال ونشطاء القطاع الاقتصادي، وليس واردا حصول اتفاق على إلغاء التأشيرة بين البلدين خلال هذه الزيارة.

وتأمل طهران بإنجاز مشروع سكة حديد خرمشهر ـ بصرة الذي من المقرر أن يناقش روحاني استكماله مع الجانب العراقي خلال الزيارة، تعتبره المصادر الإيرانية مشروعا استراتيجيا يربط إيران بمدينة اللاذقية السورية على البحر الأبيض المتوسط عبر العراق.

يذكر أن إيران تعوّل على زيارة روحاني الى بغداد بسبب معاناتها من العقوبات الاميركية التي فرضها عليها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على مرحلتين في آب أغسطس وتشرين الثاني نوفمبر عام 2018 بعدما الرئيس الأميركي من الاتفاق النووي في أيار مايو من العام نفسه.

وكانت واشنطن منحت بغداد اعفاءا من عقوباتها المفروضة على طهران لمدة 90 يوماً جرى تجديدها أخيرًا لمواصلة دفع المستحقات المالية للكهرباء المستوردة من إيران.

ويرتبط العراق مع إيران بحدود برية تمتد الى 1458 كلم من الجنوب العراقي حيث الممر المائي (شط العرب) الاستراتيجي للعراق الى المثلث الحدودي شمالاً في كوردستان العراق الذي يربط بين تركيا وإيران والعراق.