فيما وصل روحاني إلى مدينة النجف الأربعاء، في اليوم الأخير من زيارته الحالية للعراق، للقاء المراجع الشيعية الأربعة يتقدمهم السيستاني، فقد عبّر وزير خارجيته ظريف عن سروره لتخلي العراق عن مطالبته بتعديل اتفاقية الجزائر مع إيران، قائلًا "أزلنا واحدة من مخلفات صدام".

إيلاف: كتب وزیر الخارجیة الإيراني محمد جواد ظریف تغريدة على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" مساء أمس قائلًا "إن زعماء إیران والعراق أصدروا الیوم بیانًا تاریخیًا مشتركًا أدى إلى إزالة واحدة أخرى من مخلفات حرب صدام ضد إیران". أضاف "أن هذا البيان أنهى واحدة أخرى من تداعيات حرب صدام"، في إشارة إلى البيان العراقي المشترك عن مباحثات الرئيس الإيراني حسن روحاني مع القادة العراقيين خلال اليومين الماضيين من زيارته الحالية إلى العراق مع رئيسي الجمهورية برهم صالح والحكومة عادل عبد المهدي.

وأوضح أن "رئيسي&البلدين أصدرا بيانًا تاريخيًا مشتركًا تضمن الالتزام بتنفيذ معاهدة 1975 وري النهر الحدودي (شط العرب) على وجه السرعة، والذي أنهى واحدة أخرى من تداعيات حرب صدام".

وعن زيارة روحاني الحالية إلى العراق، أوضح عبد المهدي خلال مؤتمر صحافي في بغداد مساء أمس قائلًا "إنها ناجحة ‏للغاية، وتم خلالها بحث سلسلة أمور، منها اتفاق العراق وإيران على ري شط العرب ‏وتنظيفه للعودة إلى الوضع الذي كان سائدًا عام 1975 عند توقيع اتفاقية الجزائر ‏الدولية، وهذا مكسب كبير للعراق، لأن الحدود كانت تزحف باتجاه العراق" بحسب قوله. وأشار إلى أن "العراق وإيران حققا فائدة من تخفيض رسوم تأشيرة الدخول".. وقال "لا توجد دولتان في العالم تمتلكان علاقات قوية كالعراق وإيران".

وكان البيان المشترك العراقي الإيراني قد أشار أمس حول شط العرب، الذي يشكل الحدود المائية العراقية مع إيران، إلى أن البلدين أكدا "عزمهما الجاد على تنفيذ اتفاقية الحدود وحسن الجوار بين العراق وإيران المؤرخة في 13 (يونيو) 1975، والبروتوكولات والاتفاقات الملحقة بها، بحسن نية وبدقة، ولذا قرر الطرفان البدء بعمليات مشتركة لتنظيف وري شط العرب بهدف إعادة قناة الملاحة الرئيسة (التالوك) وفق اتفاقية 1975 المذكورة والبروتوكول المعني بذلك في أسرع وقت.

ولفت إلى أنه لذلك تبقى منصة العمية منصة عراقية كما كانت، من دون أن يؤثر ذلك على مباحثات الطرفين في تحديد الحدود البحرية بين البلدين.

وكان العراق طالب في وقت سابق بتعديل اتفاقية الجزائر الموقعة بين البلدين عام 1975، خاصة وأن الحدود بين البلدين ظلت إحدى القضايا التي تسببت في إثارة الكثير من النزاعات بينهما. &

وكان الجانب الإيراني قال عام 2007 إن التسوية الحدودية المتفق عليها بين إيران والعراق، المعروفة باتفاقية الجزائر، اتفاق رسمي ووثيقة دولية لا يمكن تغييرها.&

وقعت اتفاقية الجزائر عام 1975 بين نائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين وشاه إيران محمد رضا بهلوي وبإشراف رئيس الجزائر آنذاك هواري بومدين.&

وكان قد تم عام 1937 عندما كان العراق تحت الاحتلال البريطاني توقيع اتفاقية تعتبر أن نقطة معيّنة في شط العرب غير خط القعر هي الحدود البحرية بين العراق وإيران، لكن الحكومات المتلاحقة في إيران رفضت هذا الترسيم الحدودي، واعتبرته صنيعة إمبريالية.&

في عام 1969 أبلغ العراق الحكومة الإيرانية أن شط العرب كاملًا هو مياه عراقية، ولم يعترف بفكرة خط القعر، لكنه في عام 1975 ولإخماد الصراع المسلح للأكراد بقيادة مصطفى بارزاني، الذي كان مدعومًا من شاه إيران، قام العراق بتوقيع اتفاقية الجزائر مع إيران، وتم الاتفاق على اعتبار منتصف النهر في شط العرب هو خط الحدود بين إيران والعراق، وتضمن الاتفاق كذلك وقف دعم الشاه للحركات الكردية المسلحة في شمال العراق.

لكنه بعد الثورة الإيرانية عام 1979 ووصول خميني إلى قيادة البلاد وتولي صدام حسين رئاسة العراق، مزقت الاتفاقية من قبل صدام، وبدأت في عام 1980 الحرب العراقية الإيرانية، واستمرت 8 سنوات.&

روحاني يلتقي بالنجف اليوم السيستاني وبقية المراجع الشيعية
في اليوم الأخير من زيارته الرسمية إلى العراق، يلتقي الرئيس الإيراني حسن روحاني في النجف (160 كم جنوب بغداد) اليوم الأربعاء، المراجع الشيعية الأربعة الكبار، يتقدمهم المرجع الكبير آية الله السيد علي السيستاني.

وسيحل روحاني في مدينة النجف لزيارة مرقد الإمام علي (ع)، ثم يلتقي بعد الظهر المراجع الأربعة للشيعة، يتقدمهم المرجع الأعلى السيد ‏علي السيستاني، ثم المراجع الثلاثة الآخرين آيات الله محمد علي الحكيم ومحمد إسحاق الفياض وبشير النجفي، ثم يغادر عائدًا إلى بلاده عبر مطار النجف الدولي.&

من جانبه وصف رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشة لقاء روحاني بالمرجع السيستاني المقرر الأربعاء بـ"الفريد من نوعه".

قال بيشة في تصريح صحافي نقلته وسائل إعلام إيرانية إن "لقاء الرئيس روحاني بالمرجع الأعلى سيكون فريدًا من نوعه، ويمكن أن يؤثر كثيرًا على العلاقات بين البلدين".. مشيرًا إلى أن "الإمام السيستاني له دور رئيس في التطورات السياسية داخل العراق".

ووصل الرئيس الإيراني إلى بغداد صباح الاثنين في زيارة رسمية استغرقت 3 أيام، وحل في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) أمس الثلاثاء، حيث زار مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس، وتفقد قنصلية بلاده هناك.

تعوّل إيران على العراق، الذي تعتبره رئتها الاقتصادية، في التخفيف من آثار الحصار الاقتصادي الأميركي القاسي عليها إثر إلغاء واشنطن اتفاقها النووي مع طهران.


&