لا تتوقف وسائل الإعلام الأميركية الليبرالية عن وصف الرئيس دونالد ترمب بالعنصري المعادي للمسلمين، وقد تردد هذا الاتهام بشكل غير مسبوق خلال الأيام الماضية بعد الهجوم الذي شنه متعصب أبيض على مسجدين في نيوزيلندا الجمعة الماضي، ونتج منه مقتل خمسين وجرح أكثر من أربعين من المصلين.

إيلاف: رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الإثنين تغريدات ترمب منذ عام 2015، ولاحظت أنه لم يفوّت أي هجوم نفذه مسلم في أي مكان في العالم حتى في الفلبين، من دون أن يستغله في مهاجمة الإسلام وربطه بالإرهاب صراحة، في وقت كان يتجاهل أو يستخدم لغة هادئة ضد الهجمات التي تكون ضحاياها من المسلمين.

ليس ملتزمًا دينيًا
لكن تاريخ الرئيس الأميركي منذ نشأته في نيويورك يقول إن كان له أصدقاء مسلمون، بعضهم مقرب جدًا منه، وهو غير ملتزم باتباع تعاليم الديانة المسيحية مطلقًا، بعكس نائبه مايك بنس، الذي يعتقد أن الرب يتحدث إليه، ولم يرصد ضده أي سلوك عنصري إلا مرة واحدة في سبعينات القرن الماضي، حينما كان يرفض تأجير شقق في مجمعات سكنية يملكها والده للسود.

حتى في المقابلات التي أجريت معه بعد أيام من وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 بوصفه أحد مطوري العقارات في نيويورك، لم يصدر من ترمب أي تصريح معادٍ للمسلمين.

وصفة الفوز العنصرية
لكن المطور العقاري اختار في 2015 أن يتبنى خطابًا عنصريًا، بعدما لم يؤخذ إعلانه للترشح للانتخابات الرئاسية على محمل الجد، فهو كان يشتكي من عدم تفاعل الأميركيين مع ما ينشره على حسابه على موقع تويتر، لكن أحد مستشاريه اقترح عليه أن يعد ببناء جدار على الحدود الجنوبية للبلاد، على أن تتحمل المكسيك كلفة تشييده، وفقًا لفيلم وثائقي مدته أربع ساعات، أنتجه موقع نت فليكس في العام الماضي.

وجدت تغريدة ترمب تفاعلًا كبيرًا، خصوصًا من البيض الغاضبين، لينتبه المرشح الجمهوري إلى وصفته للفوز بالرئاسة التي أفصح عنها في مقابلة في تسعينات القرن الماضي، ومختصرها "خاطب البيض غير المتعلمين، وستروّج لك (محطة) فوكس نيوز &وستكون في البيت الأبيض".

استغلال المهاجرين غير الشرعيين
على مدى أشهر لم يتوقف المرشح الجمهوري عن مهاجمة المهاجرين، حتى إنه وصف المكسيكيين منهم بالمغتصبين والمجرمين، لكنه على وقع هجوم نفذه مسلم في نهاية 2015، اختار أن يتبنى خطابًا مناهضًا للمسلمين، ودعا في ديسمبر من ذلك العام إلى منع معتنقي هذه الديانة من دخول البلاد.

من الواضح أن ترمب براغماتي متطرف، فهو لا يقيم اعتبارًا للمبادئ من أجل تحقيق أهدافه، إن كانت تجارية أو سياسية، فهو كما كشفت وثائق حكومية، يستغل المهاجرين غير الشرعيين، ويدفع لهم أجورًا زهيدة للعمل لديه، لكن في الوقت نفسه يهاجمهم، ويتعهد بطردهم من البلاد، كما إنه يدافع عن النازيين الجدد، رغم أن زوج ابنته إيفانكا جاريد كوشنر يهودي متدين، وهي أيضًا اعتنقت اليهودية، وكلاهما يمتنع عن العمل يوم السبت، أو استخدام التقنية&بما فيها الهواتف المحمولة.