قطعت المملكة العربية السعودية شوطاً جيداً على طريق تمكين المرأة وفقاً لما يراه الإعلام العالمي، فقد وصفت شبكة "سي إن إن" الإخبارية العالمية الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود التي تم تعيينها سفيرة للملكة العربية السعودية في واشنطن بأنها نجمة في عالم السياسة، وأشارت الشبكة في تقريرها إلى أن الأميرة السعودية التي هي أول إمرأة تتولى منصب سفير في تاريخ الدبلوماسية السعودية عاشت في واشنطن بين عامي 1975 حتى 2005 ، وذلك خلال فترة عمل الأب الأمير بندر بن سلطان آل سعود سفيراً للسعودية في الولايات المتحدة الأميركية، فقد تولى الأب منصبه بين عامي 1983 و 2005 على وجه التحديد.

سفيرة السفيرات

الأميرة ريما التي وصفها إعلاميون ومثقفون في السعودية بأنها سفيرة السفيرات والسفراء، تعبيراً عن سعادتهم بهذه الخطوة غير المسبوقة على طريق تمكين المرأة السعودية قامت اليوم بأداء القسم أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لتولي مهام منصبها، وسط حفاوة كبيرة من رموز سعودية، وتفاعل كبير عبر منصات التواصل الإجتماعي، والتي تعد مؤشراً على توجهات الرأي العام، وخاصة في الدول العربية والخليجية.

أول سفيرة في تاريخ المملكة

وكانت السعودية قد أعلنت في فبراير الماضي عن تعيين الأميرة ريما سفيرة للملكة لدى واشنطن خلفاً للأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز الشقيق الأصغر لولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وهي الخطوة التي لقيت ترحيباً سعودياً وعالمياً واسعاً، خاصة أن الأميرة ريما تملك من الخبرات والمؤهلات ما يجعلها تقوم بمهام منصبها بطريقة جيدة، فهي تعلم طبيعة المجتمع الأميركي جيداً، ولديها ما يكفي عن أبعاد العلاقات الأميركية السعودية بحكم معايشتها لتجربة الأب وخبراته الكبيرة بملف العلاقات السعودية الأميركية، وكذلك دراستها في جامعة جورج واشنطن والتي تعد واحدة من أعرق وأهم جامعات العالم.

خبرات متنوعة

وسبق للأميرة ريما العمل في هيئة الرياضة السعودية، حينما تولت الملفات الخاصة برياضة المرأة في فترة الإنفتاح وتمكين المرأة، حيث قامت بدور كبير في دمج المرأة السعودية مجتمعياً ورياضياً، كما تولت ملفات مهمة تتعلق بتفعيل الرياضة المدرسية النسائية من خلال وزارة التربية والتعلم بالمملكة، وكذلك فهي أول رئيسة للأولمبياد الخاص السعودي الذي يهتم بممارسة المعاقين ذهنياً للرياضة ودمجهم في المجتمع، وتأهيلهم للمشاركة في الأولمبياد الخاص العالمي الذي أقيمت نسخته الأخيرة قبل أسابيع في أبوظبي.

كما تملك الأميرة ريما خبرات كبيرة في القطاع الخاص نظراً لعملها مديراً تنفيذياً في بعض الشركات العالمية والسعودية، ما يجعلها تتمتع بخبرات متنوعة، وهو الأمر الذي يؤهلها للنجاح في مهمتها الدبلوماسية، فهي تعمل سفيرة للسعودية في واحدة من أكبر دول العالم، بل أكبرها على الإطلاق، &وأكثرها تأثيراً في معادلات السياسة الدولية، وأشارت تقارير أميركية إلى أن الأميرة ريما لديها القدرة على إضافة لمسة ناعمة للعلاقات السعودية الأميركية في الحاضر والمستقبل.