بهية مارديني: تمر اليوم الذكرى السنوية السادسة على اختطاف وتغييب المطرانيين مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس، وبولس يازجي متروبوليت حلب والإسكندرون للروم الأرثوذكس، كسابقاتها من السنوات بينما مصير هذين المطرانين يتأرجح في فراغ مطلق مع بعض شائعات متناقضة وتصريحات من هنا وهناك وسط قلق شعبي شديد على مصيرهما.

وأكد جميل دياربكرلي المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الانسان لـ"إيلاف" أننا "أمام صمت جميع الجهات التي سلط عليها الضوء في بادئ الأمر كجهات قد تترجح مسؤوليتها عن ملف الخطف وعدم إعلان أي منها صلتها بالحادثة. وأمام المجتمع الدولي، وخصوصاً تلك الدول التي تنصّب نفسها مدافعة وحامية للمسيحيين وزعمهم استنفاذ كل سبل الاتصال والتوسط للكشف عن مصير المطرانين المخطوفين، وأمام كل هذا الاستهتار المحلي والإقليمي بقضية رمزية ذات طابعي مسيحي ومشرقي ووطني وقومي، كقضية المطرانيين إبراهيم ويازجي".

وشدد بالقول: "إننا أمام كل هذه المعوقات والتحديات الذاتية منها والموضوعية التي لم تقدم لنا إلا صورة قاتمة المعالم لا بخصوص مصير المطرانين المخطوفين، بل صورة قاتمة عن الضمير الإنسان الذي وصل لهذا الحدّ من الاستخفاف بقضية تعتبر انموذج مصغّر عن معاناة مسيحيي الشرق الأوسط".

وعبّر عن أسفه من "كل هذا التخاذل من طرف المجتمع الدولي بخصوص قضية المطرانيين المختطفين".

وقال: "نقف مستغربين أمام عجزه عن تقديم مساع حقيقة وجادة لإيجاد حلٍّ لهذه القضية الملحة".

مؤكدا "في الوقت ذاته على عدم شرعية بقاء المطرانيين تحت نير الاحتجاز القسري والتغييب كل هذه المدة الطويلة".

وأضاف "بعد ستة سنوات من عملية الاختطاف المستنكرة للمطرانيين وما سبق من اللامبالاة تجاه هذه القضية وكل قضايا المسيحيين لم نعد امام قضية اختطاف لرجال دين فحسب بل نحن اليوم امام عملية تغييب حقيقة لصوتين مسيحيين بارزين في الشرق الأوسط، وهي عملية ممنهجة لم تقف عند حدّ الاختطاف فحسب، بل طمس كل معالم هذه الجريمة، والتشويش على كل متابعي هذا الملف، وإضاعة أي دليل قد يوصل إلى الجاني الحقيقي".

وقال ان السؤال الذي يطرح ذاته: "ألم يحن الوقت ليكشف الستار عن هذه القضية اللغز، وهذا التغييب المقصود والمتعمد لشخصيتين مسيحيتين وازنتين في الشرق الأوسط؟ إلى متى سيبقى المطرانيان يوحنا إبراهيم وبولس يازجي مغيبين عن ابرشياتهم وشعبهم وعائلاتهم ومحبيهم؟ والأهم عن رسالتهما الروحية والإنسانية والاجتماعية التي كرسوا نفسهم من أجلها، في زمن كثر فيها الخداع وثقافة التكاذب والتملق؟"

"لذا نستصرخ ما تبقى من ضمير عالمي، للعمل بجدّ للكشف عن مصير المطرانيين وإعادتهما إلى شعبهم، وسنبقى على امل عودتهم الينا دائما".
&