أسامة مهدي: ردت قوى شيعية عراقية موالية لإيران بشدة على اتهام السفارة الاميركية ببغداد لخامنئي بالفساد وكشفها لثروته الضخمة داعية وزارة الخارجية الى تقديم مذكرة احتجاج شديدة اللهجة رافضة استخدام بلادها منطلقا للحرب ضد الدول الاخرى بحسب قولها.

واشارت هذه القوى في بيانات صحافية تابعتها "إيلاف" السبت الى ان السفارة تعمدت الاساءة والتطاول على مرجعيات شيعية في اشارة الى خامنئي المرشد الاعلى الايراني.

السفارة انتهكت سيادة العراق

واكد زعيم تيار الحكمة رئيس تحالف الاصلاح والاعمار السياسي احد تحالفين رئيسيين في العراق، عمار الحكيم، رفض "استخدام العراق منطلقا للحرب الإعلامية أو التجارية أو السياسية".. معتبرا ذلك انتهاكا لسيادتنا الوطنية وخرقا واضحا للأعراف الدبلوماسية المتبعة بين الدول".

وقال الحكيم "لقد شددنا مراراً ونجدد تأكيدنا هنا على حيادية العراق وعدم انجراره لسياسة المحاور وننطلق بذلك من المصلحة الوطنية العليا التي تمثل بوصلتنا في التعامل مع الجميع".

وشدد على "الرفض القاطع لاي مساس وتطاول على مقام المرجعية الدينية" قائلا "نعلن عن رفضنا القاطع لأي مساس وتطاول على مقام المرجعية الدينية ومن أي دولة أو جهة أو شخص ما ونحذر من تكرار مثل هذه الإساءات، و محاولة استفزاز مشاعر المواطنين".

دعوة لمذكرة احتجاج شديدة اللهجة

اما تحالف الفتح برئاسة هادي العامري زعيم منظمة بدر فقد اكد رفضه استخدام البعثات الدبلوماسية المتواجدة على الأراضي العراقية للإساءة الى اية دولة او الإساءة للمرجعيات الدينية التي "لا يسمح ابناء الشعب العراقي بالمساس بها مطلقا". وقال "أن هذا الفعل يعد مخالفا لأعراف وقواعد العمل الدبلوماسي".

واعتبر ان "ان ما صدر من تجاوز كبير على احد المرجعيات الدينية المحترمة لدى ابناء الشعب العراقي من خلال الموقع الرسمي لسفارة الولايات المتحدة الأميركية هو تجاوز سافر وتعد غير مقبول"، داعيا وزارة الخارجية الى استدعاء القائم بأعمال السفير الأمريكي وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة.

وشدد على ان "الشعب العراقي يحتفظ بحق الرد وفق الاطر القانونية من خلال القنوات السياسية والدبلوماسية والفعاليات الشعبية على هذه الإساءة البالغة".

واشار التحالف قائلا انه "بالأمس يتدخل هذا الذي يسمى (جوي هود) بالشأن الداخلي العراقي ويوجه الاتهامات والاوامر دون رادع واليوم تصدر هذه الإساءة من الموقع الرسمي للسفارة الأميركية مايعني ان هناك اصرارا من هذا الشخص ومن خلفه إرادة صهيونية مشبوهة لتجاوز القانون والأعراف الدبلوماسية واستفزاز مشاعر العراقيين وتوتير العلاقة بين بغداد وواشنطن ولذلك نطالب وزارة الخارجية باعتباره شخصا غير مرغوب فيه" بحسب قوله في اشارة الى تصريحات حذر فيها هود من ان اخراج القوات الاميركية من العراق سيؤدي الى انهيار امني وهروب للاستثمارات الاجنبية.

إساءة السفارة الاميركية حماقة

أما النائب فالح الخزعلي فقد دعا الى ما اسماه بوضع حد للاستهتار الأميركي في العراق وخروج القوات التركية وكل القوات الأجنبية من العراق.

ورفض "اساءة السفارة الامريكية في بغداد للمرجعية الدينية" في اشارة الى المرشد الايراني اية الله علي خامنئي.

وقال "ان ما حصل من استهداف مقصود للمرجعية الدينية من قبل السفارة يمثل استخفاف بمعتقداتنا وعازمين لوضع حل لهذه الحماقة الاميركية".
&
ثروة خامنئي 200 مليار دولار

وكانت السفارة الأميركية في العراق قد ذكرت في منشور لها على حسابها بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الخميس الماضي إن ممتلكات خامنئي تبلغ 200 مليار دولار فيما يرزح كثير من الإيرانيين تحت وطأة الفقر بسبب فساد حكم استمر 40 عامًا.

وكتبت السفارة منشورًا حول ثروة المرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي تابعته "إيلاف":

"يستشري الفساد في جميع مفاصل #النظام_الإيراني، بدءًا من القمة. فممتلكات مرشد النظام علي #خامنئي وحده تقدر بـ 200 مليار دولار، بينما يرزح كثير من ابناء الشعب تحت وطأة الفقر بسبب الوضع الإقتصادي المزري الذي وصلت اليه #إيران بعد أربعين عامًا من حكم الملالي. #فساد_قادة_إيران".

وأرفقت السفارة المنشور بصورة لخامنئي تحت عنوان "وجوه النظام الإيراني الفاسد"، وكتبت تحتها "اساءة استخدام السلطة.. ممتلكات المرشد الاعلى الاكثر قيمة تقدر بـ200 مليار دولار : هيئة تنفيذ أوامر الامام الخميني ومؤسسة مستضعفان ومؤسسة أستان قدس رضوي".

وهذه هي المرة الاولى التي تتحدث فيها الولايات المتحدة عن ثروة خامنئي وتكشف ممتلكاته الخاصة الضخمة.

يشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد انسحب العام الماضي من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 والذي وافقت بموجبه إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات.

وأعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات على إيران في نوفمبر عام 2018 بعد الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية الست وأدت هذه العقوبات لخفض صادرات النفط الإيراني إلى النصف، فيما توقف واشنطن الخميس المقبل العمل باعفاءاتها المقدمة إلى بعض الدول لشراء النفط الإيراني بينما لا يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي في صدد تعديل موقفها أو التراجع ولو بشكل جزئي عن قرارها.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد اعلن مؤخرا ان الثاني من الشهر المقبل موعدً لتصفير الصادرات الإيرانية من النفط الخام.&