اعتبر حزب أردوغان الحاكم في تركيا أن توجّه الولايات المتحدة نحو تصنيف جماعة "الإخوان المسلمين" منظمة إرهابية من شأنه أن يعزز معاداة الإسلام في الغرب وحول العالم.

إيلاف: في أول رد فعل على تصريحات البيت الأبيض، التي أعلن فيها أن إدارة ترمب تعمل على تصنيف جماعة "الإخوان المسلمين" كمنظمة أجنبية إرهابية، قال المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا عمر جليك إن القرار الأميركي المحتمل "سيشكل ضربة كبيرة لمطالب التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط، وسيؤدي إلى تقديم الدعم الكامل إلى العناصر غير الديمقراطية، وهذا أيضًا يُعتبر أكبر دعم يمكن تقديمه إلى الدعاية لتنظيم داعش".

يذكر أن أردوغان يعتبر نفسه المظلة الحامية لجماعة الإخوان المسلمين، التي تشكل عصب حزبه الحاكم "العدالة والتنمية"، كما تعتبر إسطنبول هي المعقل الرئيس للجماعة ونشاطاتها.&

معاداة الإسلام
وأوضح جليك أن الخطوة "ستكون لها نتائج تعزز معاداة الإسلام في أوروبا وأميركا، وتقوّي موقف اليمين المتطرف حول العالم"، محذرًا من أن "غلق سبل المشاركة الديمقراطية، وحظر العناصر الديمقراطية، خطوة من شأنها المساعدة على ظهور عدد من التنظيمات الإرهابية بشكل خفي".

أضاف المتحدث إن "هذا القرار ستكون له نتائجه بالنسبة إلى أميركا، والشرق الأوسط، وكذلك أوروبا، وباستثناء مستشار الأمن القومي الأميركي، لم يخرج أي محلل سياسي في الولايات المتحدة أو مسؤول أمني رفيع المستوى، ليؤكد صحة تصنيف كهذا".

تابع "على العكس من ذلك جميعهم يقولون إن هذا القرار خطأ بيّن، فجميع الخبراء الأمنيين يقولون إن هذا القرار الذي يقف وراءه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومستشاره للأمن القومي جون بولتون، ستكون له عواقب وخيمة".

كما لفت إلى أن "المساواة بين جماعة إرهابية تميل إلى العنف المتطرف، كداعش، وبين جماعة تتحرك وفق القانون والديمقراطية مثل الإخوان، سيكون من أكبر أخطاء التاريخ".

وأشار المسؤول التركي إلى أن ترمب يريد الإقدام على اتخاذ هذه الخطوة بموجب طلب من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مضيفًا: "وهذا تطور كارثي، وذلك لأن الإخوان المسلمين تنظيم بعيد دائمًا عن العنف، ويحترم القانون والديمقراطية".

البيت الأبيض
وكان البيت الأبيض أعلن، يوم أمس الثلاثاء، أن إدارة الرئيس ترمب تعمل على تصنيف جماعة "الإخوان المسلمين" منظمة إرهابية أجنبية.

وقالت سارة ساندرز، السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لقد استشار الرئيس فريق الأمن القومي وقادة المنطقة الذين يشاركونه قلقه، وهذا التصنيف يسير في طريقه من خلال عملية داخلية".

من جهتها، قالت كليان كونوي مستشارة الرئيس ترمب في تصريح لقناة "الحرة" إن ما من مخاوف لدى الإدارة الأميركية من تعقيدات دبلوماسية أو سياسية قد تنتج من تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية.

فرض عقوبات
وكانت صحيفة (نيويورك تايمز) أول من نقل الأنباء عن الخطوة في وقت سابق الثلاثاء. وذكرت في تقرير أن إدارة ترمب وجّهت مستشار الأمن القومي جون بولتون ودبلوماسيين آخرين من أجل اقتراح طرق لفرض عقوبات على الحركة السياسية الإسلامية.

في حال أدرجت واشنطن الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية، فإن ذلك سيجعلها هدفًا للعقوبات والقيود الأميركية فورًا، بما في ذلك حظر للسفر بحقها وغيرها من القيود على النشاط الاقتصادي.

من شأن التصنيف أيضًا أن يجرّم على الأميركيين تمويل الجماعة، ويحظر على البنوك أي معاملات مالية لها، فضلًا عن منع من يرتبطون بالإخوان من دخول الولايات المتحدة وتسهيل ترحيل مهاجرين عملوا أو يعملون لمصلحتها.

وتصنف دول، بينها روسيا ومصر والإمارات والسعودية، جماعة&الإخوان المسلمين، التي أسّسها حسن البنا، في 1928، منظمة إرهابية، وتجرّم التعامل معها.
&