سفينة حربية أمريكية
AFP

تواصل اهتمام الصحف العربية بالتصعيد الأخير بين الولايات المتحدة وإيران وإرسال الأولى مزيدا من التعزيزات العسكرية إلى منطقة الخليج، أحدثها حاملة الطائرات "يو اس اس لينكولن".

وتباينت التوقعات الواردة في هذه الصحف بشأن مستقبل الأزمة بين تحولها إلى مواجهة عسكرية، مرورا بأن تنتهي على طاولة المفاوضات، وحتى انتهائها إلى لا شيء.

"أساطيل الاستعراض"

تحت عنوان "لا حرب في الخليج"، يقول عادل عبد الله المطيري في جريدة "العرب" القطرية "لا أعتقد أن من مصلحة الولايات المتحدة أن يختفي أحد أقطاب الحرب الباردة الطائفية في المنطقة، والذي يوفّر العداء معه الشرعية له ولغيره".

ويشير إلى أن "القلق السياسي في المنطقة أحد الأمور المربحة للولايات المتحدة، والتي تجتذب مليارات الخليج نحوها".

وفي جريدة "الوفاق" الإيرانية الناطقة بالعربية، يقول أمين أبو راشد تحت عنوان إنه "لا الأمم المتحدة ولا روسيا ولا الصين ولا الاتحاد الأوروبي راضون عن مغامرة دونالد ترامب، ولا حتى البنتاغون يرى أن الحصاد سيكون لمصلحة الولايات المتحدة".

ويرى في مقاله، الذي يحمل عنوان "أساطيل الاستعراض وصيد السمك"، أن "المحصِّلة المتوقَّعة أن (لینكولن) لن يكون دورها أهمّ من كل الأساطيل السابقة، ووجودها لا تأثير استراتيجيا له على ميزان القوى وتوازن الرعب في الشرق الأوسط، وبالتالي، لن تعود لینكولن إلى قواعدها بأكثر من أكلة سمك، وبضعة مليارات جديدة من عرش سعودي يجيد ترامب ابتزازه".

"العصا والجزرة"

ويقول عبد الباري عطوان، رئيس تحرير "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية، إن الرئيس الأمريكي "يستجدي... المسؤولين الإيرانيين ويدعوهم للجلوس إلى مائدة الحوار في أقل من يومين، حيث كشفت شبكة 'سي إن إن' أن البيت الأبيض مرر الرقم الخاص به إلى سويسرا باعتبارها تمثل المصالح الإيرانية في أمريكا، في حال رغبتهم بالاتصال به، ولكن السلطات السويسرية لم تقم بهذه المهمة لأن الإيرانيين لم يطلبوا منها ذلك".

ويضيف "هذا الاستجداء الواضح للإيرانيين ربما جاء بعد أن توصل الرئيس ترامب إلى قناعة راسخة بأن أسلوب التهديد وإرسال حاملات الطائرات، وقاذفات بـ 52 العملاقة إلى منطقة الخليج لم ترهبهم، أي الإيرانيين، ولهذا بات يبحث عن سلم النزول من فوق شجرة التهديدات العالية التي صعد إليها".

وتقول رلي موفق في "اللواء" اللبنانية إن ترامب مستمر "في مساره التصاعدي الضاغط على إيران لإخضاعها وفق لائحة الشروط الـ 12 التي حددها كأساس لإعادة عملية التفاوض الشاملة بعد إعلان انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني. لا ينفك عن ممارسة سياسة (العصا والجزرة)".

وتشير إلى أنه "في مقابل عصا العقوبات الغليظة، يُجدّد التأكيد أن يده ممدودة للقاء القادة الإيرانيين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد".

"طريق غير واضحة المعالم"

يرى سميح صعب في "النهار" اللبنانية أن "المضي في مسار التصعيد الأمريكي ضد إيران قد يفضي إلى نتيجتين لا ثالثة لهما: إما صدام عسكري من الصعوبة بمكان التكهن بمداه جغرافياً وزمنياً، وإما العودة إلى طاولة المفاوضات".

ويقول عبد الحميد مسلم المجالي في جريدة "الرأي" الأردنية إن هذا التصعيد الأخير "كان لافتا على الصعيد العسكري خصوصا وأقل خصوصية على الصعيدين السياسي والاقتصادي".

ويضيف أنه "خلق أجواء توتر جديدة على الصعيد الدولي قد يخلط أوراق الأزمة في اتجاهات متعددة"، وذكر الكاتب منها "انحدار التطورات بمجملها إلى حرب بين البلدين"، أو "بقاء الأزمة تدور في مكانها"، أو "تحرك الوسطاء كروسيا وبعض الدول الأوروبية"، أو "جنوح الطرفين نحو التفاوض المباشر".

ويشير الكاتب إلى أنه "رغم كل الاحتمالات الواردة وغيرها، إلا أن الأجواء الدولية باتت وبسبب هذه الأزمة أكثر توترا وأكثر خطورة، وأن هذه الاحتمالات لن تبرد من حرارة الأزمة في منطقة قابلة للاشتعال في أي وقت، ولذلك يجوز لنا أن نقول إن الطريق بين طهران وواشنطن لاتزال غير واضحة المعالم".