نصر المجالي: حكم القضاء الإيراني على مواطنة إيرانية مقيمة في المملكة المتحدة كانت تعمل لدى المجلس البريطاني بالسجن 10 سنوات بتهمة "التجسس" لصالح بريطانيا.&

وقال المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين اسماعيلي قوله إن "مواطنة إيرانية تعمل لدى المجلس الثقافي الإنكليزي المعروف باسم المجلس البريطاني (بريتش كاونسيل) كانت تتعاون مع وكالات تجسس بريطانية".

ولم يحدد المتحدث تاريخ صدور الحكم ولا اسم المشتبها بها التي قال إنها كانت أدلت باعتراف صريح وحكمت عليه المحكمة (بالسجن) عشر سنوات.

وأشار إسماعيلي إلى أن المرأة التي لم يكشف عن اسمها كانت في السابق طالبة في بريطانيا، قبل توظيف المجلس البريطاني لها، وأوقفت قبل نحو عام، مضيفا أنها كانت تشرف على مشاريع "التغلغل الثقافي" في الجمهورية الإسلامية.

متابعة "إيلاف"

وفي متابعة أرشيفية، تبين لـ"إيلاف" أن المحكوم عليها بالسجن هي المواطنة الإيرانية آراس أميري التي كانت تعيش في بريطانيا على مدى 10 سنوات وتحمل الإقامة الدائمة حيث تدرس الماجستير في جامعة كينغستون في جنوب غرب لندن، في علم الجمال ونظرية الفن، كما أنها تشارك في تنظيم ورعاية الفن الإيراني في بريطانيا.

وكان اقارب لآراس أميري - البالغة من العمر 32 عاما – قالوا إنها اعتقلت في 14 مارس 2018، وإنها احتجزت في سجن إيفين في العاصمة طهران، في الجناح 209، الذي يضم السجناء السياسيين.

واعتقلت أميري التي كانت تعمل مع المجس الثقافي البريطاني، في تسهيل الاتصالات الثقافية بين إيران وبريطانيا. وتمت أنشطتها جميعا - كما يقول اقاربها - بالتعاون مع وزارة الثقافة في طهران.

فتح السفارة

وبالرغم من إعادة فتح السفارة البريطانية في طهران أبوابها، فقد أغلق المجلس الثقافي البريطاني منذ 2009. والمجلس منظمة غير سياسية تعنى بشؤون الثقافة والفنون والتعليم.

وحسب اقارب آراس أميري، فإنها كانت تسافر بانتظام إلى إيران للزيارة، ولم تواجه أي مشكلة من قبل. وقد سافرت في 9 مارس 2018 إلى إيران في رحلة قصيرة لزيارة جدتها، التي تعالج في مستشفى امول، وقبض عليها قبيل عودتها.

ووجهت إليها تهمة "التواطؤ ضد الأمن القومي"، التي قد تبلغ عقوبتها السجن خمس سنوات، وتمكن والداها من زيارتها في السجن ثلاث مرات، كما أنهما يتواصلان معها هاتفيا بانتظام. وقالا إنها في حالة جيدة، لكنها تريد أن تعرف السبب وراء اعتقالها.

اتهامات بالتجسس

ويشار إلى أن عدد المعتقلين الإيرانيين المتهمين بالتجسس ارتفع منذ إعلان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي العام 2017 عن وجود "عملاء غربيين يتسللون إلى البلاد".

وتفيد تقارير بأن أكثر من 30 إيرانيا من مزدوجي الجنسية، أو من يتمتعون بإقامات دائمة في بلدان غربية، قد قبض عليهم منذ 2015.

وكان آخر هؤلاء هو عباس عدالت الناشط المناهض للحرب، والأستاذ في علوم الكمبيوتر في كلية إمبريال بلندن، الذي قبض عليه في 15 أبريل 2018.

وتحتجز أيضا في سجن إيفين نازانين زغاري-راتكليف التي تعمل في مجال المنظمات الخيرية، وتحمل جنسيتي إيران وبريطانيا. وتقبع في السجن منذ 3 أبريل 2016.