دبي: كشف الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الدولة الإماراتي الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها أن النفط والغاز سيظلان ضروريين لمزيج الطاقة العالمي والعنصر الأساسي لعدد كبير من المنتجات الاستهلاكية الحديثة.

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية "مع دخولنا فى عصر الثورة الصناعية الرابعة من الواضح أن هذا عصر تتحكم فيه عملية التحول ليس فقط فى مجال التكنولوجيا لكن فى مجال الفرص أيضا.. فلم يحدث من قبل في تاريخ البشرية أن خرج هذا العدد الكبير من الناس من براثن الفقر في مثل هذا الوقت القصير من الزمن، وأيضا لأول مرة يحدث في التاريخ أن أصبح نصف سكان العالم الآن من الطبقة المتوسطة وبحلول عام 2030 سيرتفع عددهم إلى 5.6 مليارات نسمة أي ثلثي سكان العالم".

التكنولوجيا وجذب المواهب

وأوضح "مع دخولنا عصرا جديدا من التكنولوجيا يظل العالم يعتمد على صناعة عمرها 160 عاما و يتمثل الهدف الأساسي في الإبقاء على فعالية الطلب على الطاقة.. إننا في أدنوك نسمي هذه المهمة النفط والغاز 4.0 والتي تعني بإعادة التفكير في كيفية تطبيق التكنولوجيا والتواصل مع الشركاء غير التقليديين والتوافق مع البيئة والأهم من ذلك هو جذب المواهب والاحتفاظ بها".

وتابع "فى الوقت الحالي يعيش أكثر سكان العالم في المدن ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى ما يقارب 70 % في الثلاثين عاما القادمة ما يعنى نزوح و هجرة 2.5 مليار شخص إلى المناطق الحضرية معظمهم في آسيا وأفريقيا، وسيتحول هؤلاء المهاجرون من منتج إلى مستهلك و من القرية إلى المدينة، وسيؤدي ذلك إلى زيادة في الطلب على الطاقة التي لا يمكن لمصدر واحد أن يقوم بتلبيتها، ولذلك سيظل النفط والغاز مصدرا أساسيا لمزيج الطاقة العالمي و حجر الأساس لمجموعة واسعة من المنتجات الاستهلاكية الحديثة".

وظائف المستقبل

وقال الجابر "في وقت سابق من هذا العام نشرنا استطلاع القوى العاملة في المستقبل، والذي نظر إلى آراء لشباب Talent STEM في جميع أنحاء العالم في ما يتعلق بالوظائف المستقبلية، وكشفت المحصلة الرئيسية لهذا الاستطلاع لهؤلاء الشباب أنهم يربطون مكان العمل الجاذب بالابتكار التكنولوجي.. وفي العديد من البلدان يفتقر قطاع النفط والغاز إلى هذا الارتباط لكن هذه مشكلة إدراك وليست مشكلة حقيقية ومنذ حفر أول بئر للنفط في عام 1859 كانت صناعة النفط والغاز في طليعة الابتكار".

وأشار إلى أنه "من بداية الحفر في أعماق البحار على عمق ما يزيد من 30 ألف قدم إلى تطوير البوليمرات المعقدة التي تخلق مركبات خفيفة الوزن أكثر كفاءة في استهلاك الوقود كانت صناعة النفط والغاز قوة مبتكرة لاكتشاف التحول التحويلي.. وفي عام 2019 ما زلنا نحقق تقدما ونواصل مساعينا لسرد ​​قصة الابتكار الخاصة بنا بطريقة مثيرة و جذابة و ينبغي أن يكون ذلك أولوية لأن أكبر خطر على صناعتنا ليس المنافسة من مصادر الطاقة الأخرى و لكن المنافسة للحصول على المواهب".

الذكاء الاصطناعي

وذكر الدكتور الجابر في مقاله ب "ذا تليجراف" البريطانية "نحن فى أدنوك نتبنى التحليلات التنبؤية لخفض تكاليف الصيانة بنسبة تصل إلى 20%، وهو ما يمثل دفعة كبيرة لخطنا الأساسي، ويستخدم مركز القيادة الرقمي الأحدث على الاطلاق الخاص بنا بانوراما الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة من أجل تمكين منتسبينا من اتخاذ قرارات أفضل وأسرع وموجهة نحو السوق، ونعمل هنا على زيادة تطبيق تكنولوجيا الكربون و الالتقاط و الاستخدام و التخزين سى سى يو اس لتوسيع أول وأكبر مصنع فى هذا المجال في منطقة الشرق الأوسط ما يقلل بشكل كبير من انبعاثات الكربون وبما أننا رواد في مجال استخدام الصور الضوئية وتكنولوجيا الطائرات المسيرة لمراقبة المخاطر البيئية، وذلك باستخدام حوالي 10 آلاف كاميرا والتي يتمتع العديد منها بخاصية استخدام الأشعة تحت الحمراء في جميع عملياتنا للمساعدة في اعداد صورة أكثر تكاملا لانبعاثاتنا المتسربة والحفاظ على مبدأ صفر احراق".

صناعة المستقبل

ومضى يقول "من خلال سعينا الدؤوب والمستمر عن الابتكار على المستويات كافة نهدف إلى أن نوضح للجيل القادم من طلاب STEM أن صناعتنا تركز على المستقبل وليس الماضي، ومن خلال قيامنا بذلك فاننا نجعل أدنوك وجهة مفضلة وحاضنة للمواهب والتي من شأنها أن تجعلنا قادرين على التغلب على المشكلات على المدى البعيد وتضمن استمراريتنا في توفير احتياجات الطاقة العالمية المتزايدة.

وختم الجابر مقاله قائلا "في النهاية هدفنا هو توسيع تأثيرنا الإيجابي على اقتصاد الإمارات مع تقديم إضافة دائمة وذات قيمة لبلدنا وشركائنا والعالم بأسره".